أ.ش.أ: أثمرت الضغوط التي يبذلها الصحفيون الفرنسيون على حكومة بلادهم ومسئولي محرك البحث الأمريكي العملاق "جوجل" للحصول على نصيب من "كعكة" عائدات الإعلانات التي يتحصل عليها جوجل جراء بث ما تنشره الصحف الفرنسية على مواقعه على الإنترنت عن مؤشر إيجابي للغاية بإعلان قصر الاليزيه عن عقد لقاء بين الرئيس الفرنسي، فرنسوا أولاند ورئيس جوجل، اريك شميت غدا الاثنين بالعاصمة الفرنسية باريس. وكشفت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية النقاب عن أن الرئيس أولاند الذي يتقاسم حياته حاليا مع الصحفية، فاليري تريرفيلر، بمجلة "باري ماتش" أصبح يدرك جيدا أهمية تلبية مطالب الصحفيين فبادر بالتدخل في الأزمة القائمة بين الصحفيين الأوروبيين بصفة عامة والصحفيين الفرنسيين بصفة خاصة من أجل التوصل إلى حل توافقي لهذه الأزمة المعقدة.
وأضافت أن الصحفيين الفرنسيين يرون ضرورة الحصول على نسبة من عائدات الإعلانات التي يتحصل عليها جوجل والتي تقدر بمئات الملايين من اليورو نظير نشر أخبارهم ومقالاتهم وتحليلاتهم على أساس أن هذه الأعمال ما هي إلا ثمرة جهود مهنية شاقة بذلها أصحابها لتصل إلى مدارك القراء بسهولة ويسر.
أما موقع جوجل، فيرى أن فرض ضريبة على عائداته لصالح الصحفيين الفرنسيين سيعني بداية وفاة جوجل ومحركات البحث الأخرى مما يضعف شبكة الأنترنت وتداول المعلومات عليها خاصة وأن تلبية مطالب الصحفيين الأوروبيين ستعني بكل تأكيد -في مرحلة لاحقة- اتساع المطالبة لتشمل قارات أخرى غير القارة الأوروبية.
ومن المقرر أن يلتقي أيضا رئيس جوجل خلال زيارته لباريس مع كل من وزيرة الاتصالات والثقافة أوريلي فيليبيتي التي تدعم مطالب الصحفيين بقوة ووزيرة الاقتصاد الرقمي فلور بيلران .
ويأتي ذلك في الوقت الذي شدد فيه الناشرون الأوروبيون من ضغوطهم على جوجل حيث شهدت العاصمة الإيطالية روما مؤخرا اجتماعا ضم كبار الناشرين في كل من إيطاليا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا من أجل تنسيق الجهود لإجبار جوجل على إستقطاع نسبة من عائدات إعلاناته لصالح الناشرين في هذه الدول لتدعيم رواتب الصحفيين وإلا سيواصل الصحفيون في هذه الدول ضغوطهم لاستصدار قوانين لإجباره على الخضوع لمطالبهم.
يشار إلى أن إحدى نقابات الصحفيين الفرنسية رفعت بالفعل مشروع قانون لوزيرة الثقافة من أجل تمريره في الجمعية الوطنية (البرلمان) في حال فشل الجهود الحالية في حل الأزمة وديا مع جوجل.
وينص مشروع القانون الفرنسي على إنزال عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات وغرامة قدرها 300 ألف يورو (4ر2 مليون جنيه مصري تقريبا) في حال عدم قيام المسئولين عن جوجل بتسديد الضريبة المقترحة..ويأتي مشروع القانون الفرنسي في وقت أعد فيه الناشرون الألمان مشروع قانون مشابه بحجة أن جوجل يمارس القرصنة على أعمال الصحفيين الألمان.
من جانبه، لا يتواني جوجل عن حجب مواقع الصحف الأوروبية التي تطالبه بمقابل مادي مثلما فعل من قبل لعدة أسابيع مع مجموعة "كوبيبريس" البلجيكية في صيف 2011 بعد أن حصلت دار النشر البلجيكية على حكم أدان جوجل بانتهاك حقوق النشر والتأليف لنشره محتوى إصداراتها بشكل غير قانوني.
وكان القضاء البلجيكي قد قضى بتغريم جوجل نحو 25 ألف يورو عن كل يوم انتهكت فيه حقوق النشر الخاصة بكوبيبريس. مواد متعلقة: 1. هولاند مستعد للاعتراف بحكومة معارضة في سوريا 2. هولاند: الإتحاد الأوروبى علي وشك الخروج من أزمة اليورو 3. جوجل يهدد الصحافة الفرنسية بالمقاطعة