تعد الأعياد فرصة هامة للمواطنين للابتعاد عن ضغوط العمل ومتاعب الحياة اليومية التي يحملون أعبائها، فتكون أيام العيد بمثابة فرصة لهم لأن ينفض عناء الأيام عنهم، ليلتقي الآباء والأبناء والأقارب، وعيد الأضحى هو الضلع الثاني لأعياد المسلمين بعد عيد الفطر، إلا أنه يتمتع بخصوصية شديدة، فمن ناحية عيد الأضحى هو موسم الحج عند المسلمين ، وأثناءه يكون المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها في الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، ومن ناحية أخرى هو عيد التضحية فيضحى القادرون من المسلمين بما يستطيعوا من الشاه والأنعام إحياء لسنة نبي الله إبراهيم حينما افتدى الله سبحانه وتعالى ولده إسماعيل بكبش أقرن جزاء امتثاله لأوامر الله. ومن ناحية الأخرى يكون عيد الأضحى المبارك فرصة للفقراء والمساكين لينعموا بما قسمه الله لهم من أضاحي الأغنياء والقادرين، في مشهد إن دل فإنما يدل على عظمة وسمو الإسلام ، فبحلول هذا اليوم المبارك، يدخل السرور إلى قلب الفقراء والمساكين لأنهم يحصلون على الخير الكثير.
ويتفق العيد عند المسلمين وفي الأوطان العربية والإسلامية في الطقوس الدينية والاجتماعية التي لا تختلف من مكان لمكان أو من دولة لأخرى ، أما طقوس الاحتفال بالعيد فهي ما يختلف وفقا وطبيعة البلاد وعاداتها المختلفة، إلا أنها تتشابه في فرحة الأطفال وإقبالهم على اللعب والترفيه.
ففي الأردن يؤكد بائعي الحلوى والألعاب الترفيهية أن العيد يمثل بالنسبة لهم موسما للبيع فهم يتمكنون في العيد من بيع ما لا يستطيعون بيعه في شهور.
وداخل إحدى المدن الترفيهية في العاصمة الأردنية عمان ، التقى مراسل إحدى وكالات الأنباء مواطنة أردنية كانت ترافق زوجها وأبنائها، والتي أكدت له أن أيام العيد فضلاً عن أنها أيام عبادة وأيام مباركة، إلا أنهم يستغلونها وبث الفرحة في قلوب أبنائهم ، باصطحابهم لمدن الألعاب، والترويح عنهم، وكسر الروتين اليومي الذي اعتادوا عليه بالذهاب للمدارس، والعودة للبيوت وحصر أيام الترفيه على العطلات الفصلية.
ويأتي توافد العائلات الأردنية على المدن الترفيهية رضوخاً لطلبات أبنائهم بالترفيه عنهم، فيما تنشغل هذه العائلات في فترات النهار بالتزاور فيما بينها.
سوريا .. واختراق هدنة العيد لأول مرة يأتي عيد الأضحى حاملا معه البهجة للمسلمين في أنحاء العالم، إلا أنه لم يمر على سوريا أو على الشعب السوري، الذي لا زالت معاناته مستمرة لفترة تقترب من العامين، دون أن يتدخل أحد لوقف المجازر التي يتعرض لها أبناء الشام كل يوم.
فعيد الأضحى جاء واستبشر السوريون بمجيئه خيرا بعد الإعلان عن هدنة بينه الجيش النظامي والجيش السوري الحر طوال أيام العيد، إلا أن قوات النظام لم تلتزم بتلك الهدنة واستمرت في قصف المدن السورية وقتل المدنيين مما أفسد فرحة العيد في ساعتها الأولى بعد أن أعلن عن أخبار خرق الهدنة .
بعد أن مرت الساعات الأولى من أول أيام عيد الأضحى في سورية بهدوء، بدأت تتوالى أخبار الخروقات لهدنة العيد التي أعلنت معظم الأطراف الموافقة على تطبيقها، ليعيش السوريون عيدا حزينا بعد أن أدوا صلاته دون أن تعلو التكبيرات من مكبرات المساجد، وتبدو شوارع العاصمة دمشق خالية من المحتفلين بالعيد المبارك، وكأنها أصبحت مدينة للأشباح.
مصر.. فرحة العيد أما القاهرة عاصمة مصر الساحرة، فإن احتفالها بالعيد يبدأ قبل بداية العيد ذاته فمنذ أن يحل ظلام ليلة العيد، وتبدو القاهرة وكأنها خلية من النحل لا تنام حتى صلاة العيد، وبعد صلاة العيد يبدأ المصريون في تبادل التهاني والزيارات ثم ينطلقون لذبح الأضاحي ثم يتجهون إلى المتنزهات العامة ليستمتعوا بالعيد في العاصمة الساحرة، التي تعد مقصدا للكثيرين ممن يحبون المدن الصاخبة.
إلا أن فرحة العيد في السنوات الأخيرة تبدو وكأنها قلت كثيرا بعد حوادث التحرش التي تشهدها شوارع القاهرة الشهيرة ومناطقها الأكثر ازدحاما في الأعياد، والتي تنتشر بشكل مخيف في الأعياد، بدأ معه عزوف الفتيات وبعض الأسر والعائلات عن ترك بيوتهم في أيام الأعياد.
تونس..عادات وتقاليد العيد تونس الخضراء وأولى دول الربيع العربي والتي نجحت في التخلص من طاغيتها زين العابدين بن علي، لها طقوسها الخاصة هي الأخرى في العيد منها أن تعمد النساء تلقي أولى قطرات الدم من الأضحية في آنية تحتفظ بها إلى أن تجف، حيث يتم حسب معتقداتهن تبخير الأطفال الصغار ببعض منه، لإبعاد للعين الشريرة والسحر..فيما تعمد بعض النسوة إلى غمس أيديهم بالدماء وطلائها على جدران البيت، لإبعاد عين الحسد حسب اعتقادهم. بينما تقوم أخريات بنثر "الملح" على دماء الأضحية غاية إبعاد السوء ومسّ الجنّ والشيطان عن من يمرّ بجواره.
ومن الأطعمة التي تعوّدت العائلات التونسيّة على تحضيرها يوم العيد فتكون حسب الجهات فعند العائلة الصفاقسيّة أو الساحل يتمّ طبخ "المرقة الحلوة" وكذلك "الشرمولة" و"الحوت المالح" بينما تعمد عائلات الشمال على طبخ روز الخضار المتبقيّة من بقايا تحضير "العصبان"، ويطبخ الآخرون القلاية و"السلاطة المشوية".
ليبيا..طقوس وعادات يبدأ العيد عند الليبيون منذ يوم عرفة في ليلة العيد عادة ما تقوم الأم في العائلات التي سوف تذبح الأضحية بأخد الكحل وتكحيل عين الخروف بالإضافة إلى إشعالها للنار ( الكانون ) ووضع البخور فيه وهي تدور في أطراف البيت وتبتهل وتصلي على النبي المختار عليه وعلى أله وصحبه أفضل السلام .
وبعد الانتهاء من صلاة العيد يبدأ الليبيون في تبادل التهاني فيما بينهم ثم يعودون إلى البيت ، وحينها يبدأ الأب أو أحد الأبناء بذبح أضحية العيد وبعد الانتهاء من الذبح تكون مهمة الرجل قد انتهت مؤقتاً لغرض الراحة فقط فيما يبدأ الأطفال بعملية الشواء وأخذ قطع اللحم للشواء من ذاك الخروف الذي كان قبل وقت قصير يصيح باعلى صوته .
عادات طرابلسية العادات في طرابلس في يوم العيد كثيرة ومتعددة ولكن تتشابه أغلبها ونذكر منها أن تقوم النساء في البيت بعد كل ما سلف ذكره بتجهيز ما يسمى ( بالعصبان ) وهذه أكلة معروفة في ليبيا ويتميز بها يوم العيد .. ومن الأكلات الشعبية والتي يتميز بها العيد أيضاً ( القلاية ) وبعد الانتهاء من هذا يكون لحم الخروف قد جف بعد غسله ( تطهيره ) وهو لازال كاملا وهنا بعض العائلات تفضل أن تجري عملية التقطيع في يوم العيد والبعض الآخر يقوم بها ثاني أيام العيد.
يقوم الرجال بتنزيل لحم الخروف وتقديم اللحم خالي من العظم للنساء حيث يقمن بعملية تقديده وتمليحه ونشره بالإضافة لذلك يقمن بصنع ما يسمى بالعصبان اليابس أي (المقدد ) .. فيما يقوم الرجال بكسر العظم المكسو باللحم ووضعه في أكياس ومن تم وضعه في الثلاجة .
وحينما يأتي الليل يكون الكل منهك ومتعب .. لما لاقوه خلال النهار علما بأن هناك زيارات واتصالات من الأهل والأصدقاء من أجل المعايدة فينام الجميع على تعب ،ولكن لا ينتهي العيد عند هذا الحد فباقي الأيام هي للزيارة وتبادل التهاني. مواد متعلقة: 1. الهدوء يخيم على شوارع الغردقة في ثاني أيام العيد 2. «العيد» بالدقهلية «احتفال وفسح وتحرش» 3. عضو بالجيش الحر: هدنة العيد «ولدت ميتة»