تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم السبت عددا من القضايا المهمة: ففي عموده "نقطة نور" بصحيفة (الأهرام)، قال الكاتب مكرم محمد أحمد إننا جميعنا يرجو لو أن المصريين كانوا بالفعل أو أصبحوا في يوم قريب على قلب رجل واحد. كما قال الرئيس مرسى في كلمته أمام قيادات مطروح، لان ذلك يعنى أننا نملك بالفعل جبهة داخلية قوية تؤازر تطلع مصر إلى عودة دورها الإقليمي واستعادتها لمكانتها الدولية.
وتابع :"ومع الأسف يا سيادة الرئيس، لسنا على قلب رجل واحد، لأننا منقسمون على أنفسنا، يشقنا طولا استقطاب حاد أحال مصر إلى فسطاطين، فسطاط تحالف جماعات الإخوان والسلفيين وأنصار الإسلام السياسي، وفسطاط القوى المدنية المتمثلة في أحزاب وقوى يكثر عددها، لكنها تعانى الضعف والانقسام وتعدد الزعامات وكثرتها، كما أننا منقسمون إلى شيع وطوائف تضع مطالبها الفئوية فوق كل اعتبار.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن مكرم محمد أحمد أضاف أن الأخطر مما سبق أننا نعاني من قسمة جديدة، قسمة نحن وهم، التي يعززها رغبة البعض في الاستحواذ والهيمنة والإمساك بكل مفاصل الدولة، واتهام الآخرين زورا وبهتانا مرة بالكفر ومرة بفساد الخلق والفكر بدعوى أنهم علمانيون يعادون الله والرسول! وهذا غير صحيح.
وأشار إلى أن هناك من يصر على إنكار هذه الصورة ويعتقد أن كل هذه الأزمات لا تعدو أن تكون زوبعة في فنجان!، لكن ماذا نقول حيال ما حدث في ميدان التحرير والشباب يشجون بالحجارة رؤوس بعضهم بعضا لأن الكراهية حفرت بينهم برزخا قسمهم إلى نحن وهم!.
ووجه الكاتب كلامه إلى الرئيس مرسي وقال :"يا سيادة الرئيس لن نكون على قلب رجل واحد إذا استمر الاستحواذ واحتكار السلطة والرغبة في إصدار الدستور لصالح تيار واحد، ولن نكن على قلب رجل واحد في ظل هذا الاستقطاب الحاد الذي يقسمنا إلى معسكرين والمسئولية في النهاية مسئوليتك؛ لأنك وعدت بان تكون رئيسا لكل المصريين. وفي عموده "هوامش حرة" بجريدة (الأهرام)، سلط الكاتب فاروق جويدة على تصريحات المستشار هشام جنينه رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات في وسائل الإعلام، وقال لقد سمعت عنه كلاما طيبا فيه الكثير من التقدير.
وأكد أن الرجل يسعى إلى إيجاد صيغة جادة للرقابة المالية في دولة غابت عنها منظومة العدل وحماية المال العام. لا أحد في مصر يعلم سراديب الإنفاق في الدولة المصرية. لا أحد يعلم موارد الدولة ومصادرها. ودخل مؤسساتها وحجم الإنفاق العام ومصاريف ونفقات المسئولين فيها.
وأشار إلى أن الوزارات كانت خنادق مالية لا أحد يعلم عنها شيئا وكان كل وزير يتصرف في مال الدولة وكأنها ممتلكات خاصة. وكل وزير يجمع حوله عصابة حيث لا حساب ولا عقاب ولا مساءلة. حتى الآن لا أحد يعرف أين ذهبت الملايين بل البلايين التي اقترضتها الدولة من دول العالم والمؤسسات المالية وفى أي المجالات تم إنفاقها.
وقال إن هناك أشياء كثيرة تحدث عنها المستشار هشام جنينة وهو يراجع ملفات الجهاز المركزي للمحاسبات ومنها الصناديق السرية في عدد من الوزارات والخراب المالي في المؤسسات الصحفية والهدايا للمسئولين الكبار في الدولة ومنها ساعة قيمتها 2 مليون جنيه قدمتها إحدى المؤسسات الصحفية للرئيس السابق.
وأكد أن رئيس الجهاز المركزي وعد بأن يراقب الجهاز كل مؤسسات الدولة بما في ذلك أموال الأحزاب السياسية وجماعة الإخوان المسلمين ومصادر تمويل كل هذه الجهات داخليا وخارجيا.
وشدد الكاتب على ضرورة فتح كل هذه الملفات إذا كنا بالفعل جادين في بداية عهد جديد يحرم الحرام ويحلل الحلال؛ ويكفى ما نراه الآن في الشوارع من مظاهر الفقر بين العشوائيات وأطفال الشوارع وأصحاب المعاشات ومواكب البطالة التي انتشرت في كل مكان. وفي مقاله (أفكار متقاطعة)، قال الكاتب سليمان قناوي رئيس تحرير صحيفة (أخبار اليوم) إننا نسير بخطي ثابتة في سكة إفشال الثورة، والغريب أن يتم ذلك بأيدي الثوار، فالمشكلة الآن أن مصر كلها قررت أن ترفض أي شيء وكل شيء، خاصة إذا جاء هذا الشيء ممن تعارضه أو تكرهه هذه الفئة أو تلك، لم يعد ينطق الجميع إلا بكلمة لا.
وأشار إلى أن الدستور يرفضه السلفيون؛ لأنه علماني ويعارضه الليبراليون لأنه إسلامي، ويقف ضده اليساريون لأنه رجعي، ويهاجمه الجهاديون لأنه تقدمي، وتنتقده النساء لأنه ذكوري، ويبتئس به الرجال لأنه أعطى المرأة الكثير، ويهدد العمال والفلاحون برفضه إذا لم بنص علي نسبة ال 50%
وأضاف أن كل هؤلاء نسوا أن ما عرض ليس سوى مسودة للدستور، قدمت بهدف إدخال التعديلات المطلوبة عليها وليس إقرارها سواء بالرفض أو القبول، وركزوا فقط على بعض المواد الخلافية، وتركوا مواد استقر الجميع عليها وخاصة مواد الحريات التي يجب أن نباهي بها الامم الديمقراطية العتيدة في الدنيا ويوم القيامة. وقال إن هناك كثيرين ذهبوا إلى أبعد من ذلك بأن طالبوا بهد الجمعية التأسيسية على رؤوس من فيها وإعادة تشكيلها من جديد. ولو ظللنا بفعل هذا التفكير الإقصائي الاستئصالي، فسوف يؤدي ذلك إلى التضحية بمصر كلها.
وأكد الكاتب أن الخيارات ضاقت أمام جميع القوى الثورية علينا الآن أن نتعلم فن إدارة الخلافات سلميا وأن نحاول السير على هدى القاعدة الفقهية "نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"، وعلي جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة أن يمدا اليد للجميع لتجاوز شقاق اللحظة الراهنة، لأن أفاعي مبارك لا تزال تطل برأسها في انتظار اللحظة المناسبة حتى تلدغ الثورة وتعيد النظام المستبد الفاسد من جديد. مواد متعلقة: 1. مكرم محمد أحمد متخوف من تفكيك الدولة السورية 2. كُتاب الصحف: «جويدة» يستنكر الفيلم المسيء.. و«هويدي» ينتقد طريقة الاحتجاجات 3. جويدة وشوشة : السنباطي رفض غناء "إله الكون" للسادات