البحث عن الأموال المنهوبة والمهربة إلى الخارج يشبه محاولات شخص معصوب العينين يبحث عن شىء مفقود داخل حجرة مظلمة، بهذا التوصيف يلخص خبير القانون الدولى الدكتور شريف بسيونى في تصريح لجريدة "الشروق" محاولات مصر فى استرداد أموال النظام السابق وحاشيته، التى هربت. وكشف عن أن المسئولين عن هذا الملف يفتقدون أهم ركيزة فيه، هى المعلومات، فلا أحد فى مصر يعرف على وجه اليقين كيف خرجت الأموال من مصر، فقد كان النظام السابق يتعمد إخفاء هذه المعلومات بحجة أنه لا يريد إخافة المستثمر الأجنبي.
وسمعنا في الآونة الأخيرة كثيرا، عن استرداد الأموال المهربة في الخارج دون السماع عن استرداد الأموال المهربة في الداخل، مما زادني دهشة وإعجابا، نظرا لأن الجميع يتحدث عن تلك الأموال حتي فلول النظام السابق من أجل إلهاء الناس عن الأموال المهربة داخليا، و أصبح المواطن العادي يتحدث، عنها وكأنه خبيرا دون معرفة الحقيقة، بل أصبح منساقا وراء تلك الشعارات التي تلهي الناس في أمور لا تثمن ولا تغني من جوع لأن الحديث عنها دون فعل ليس له قيمة علي الإطلاق.
والأهم هنا من المتحدثين إنهم بقايا نظام مبارك والمتحولون الذي يسيرون علي الموجه كما يقولون، لكن دعني أسأل هؤلاء إنكم تتحدثون مرارا وتكرارا عن استعادة تلك الأموال من الخارج دون الحديث عن أموالكم التي تمتلكونها أنتم في الداخل لماذا؟، لماذا تلعبون بمشاعر وعواطف الناس؟ وللأسف الجميع غافل عنها مع أنها لا تقل قيمة وأهمية عن الأموال المهربة خارجيا، لكن يبقي الأمر كما هو عليه دون معرفة السبب في ترك هؤلاء بدون كشف حساباتهم، التي بها فضائح كبيرة جدا غافلة عن الناس، لكن ما باليد حيلة.
وكان الدكتور محمد محسوب، وزير الدولة للشئون القانونية والبرلمانية، ومقرر الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور، أكد أن اللجنة الوطنية لاسترداد الأموال المهربة يشمل عملها استرداد الأموال المهربة للخارج أو المخفاة بالداخل، لكني أسأله سؤال إلي متى نتحدث ولا نفعل شئ؟ إلي متى نتكلم ولا نتحرك؟ إن الأمور ليست بالقول وإنما بالفعل .
بينما يقول الكاتب الصحفي محمد القدوسي ان الجميع يبحث ويتحدث عن تلك الأموال الخارجية دون الحديث عنها في الدخل والجميع غافل عن ذلك تماما، مؤكدا ان تلك الأموال لا تقل شأنا ولا قيمة عن الأموال الداخلية، ولو استطاعت الحكومة استعادة الأموال الداخلية واستثمارها في مشاريع تهم بدنا مصر لبدئنا طريق النهضة وأيضا شجعت الجميع بقوة علي السعي وراء إعادة الأموال الخارجية, لنكن يبقي الحال كما هو عليه، مشيرا الي اننا قطعنا رأس النظام اي الجسد وأبقينا الجسد كله فما زال ذلك الجسد يعمل علي الخراب والسرقة كما كان في الماضي.
والسؤال هنا أين أنتم من هؤلاء ولماذا لا تكشفون حساباتهم؟ لكن حتي لو تم كشف أحد منهم في النهاية يخلي سبيله ويدان الشعب، ليس هذا فحسب بل يحاسب ايضا علي انه المتهم وهذا الشخص برئ مع العلم ان هؤلاء ما زالوا يسرقون وينهبون ويعيشون بين أيدينا ويسيرون في شوارع مصر التي لا يستحقون ان يسيروا فيها، بل يسوقون الموطنين الي الانقلاب والفتن من أجل الانقلاب علي مسيرة الحياة والانتقام من الثورة والثوار ومعاقبة الشعب بسبب قيامه بثورة حقيقية ثورة كشفت المفسد من المصلح لكن دون جدوي.
وهنا إذ نؤكد لكم ان الأمر ظاهر أمام الجميع وهو الأموال المهربة داخليا وخارجيا ويجب علي الحكومة الإسراع، وكشف حسابات بقايا النظام السابق لأن هؤلاء يمتلكون الكثير والكثير من تلك الأموال فيجب علي الحكومة ان تحاسبهم، لماذا تضخمت ثرواتهم بهذا الشكل الكبير الذي أصبحوا أكثر ثراء من غيرهم , علي كل حال أردت أن أوضح لكم المأساة التي نحن فيها لأن الأمة التي تنهض يجب ان تحاسب الجميع وتساوي الجميع في الحياة, واعلموا ان الثورة ما قامت الا من أجل ( عيش - حرية - عدالة اجتماعية ) فأين الحرية وأين العيش وأين العدالة الاجتماعية