قامت مدارس ومراكز ومكاتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية اليوم الثلاثاء بالاضراب العام احتجاجا على تقليص الوكالة لخدماتهم بالمخيمات، مما تسبب في الشلل التام هناك. ونقلت وكالة ٍ"سما" الفلسطينية عن عضو لجان خدمات اللاجئين بمخيمات الضفة احمد شامخ إن الإضراب ليوم واحد فقط وهو تحذيري لوكالة الغوث مهددا بإضراب اكبر في حال عدم تلبية مطالب العاملين بالوكالة واللاجئين.
واوضح شامخ أن الإضراب جاء بعد قرار الوكالة بعملية تقليص كبيرة من بينها إنهاء عقود عاملين بالوكالة وتقليص برنامج التحويلات المرضية وبرنامج الإغاثة والتموين للأسر الفقيرة، وببرنامج العمل مقابل الغذاء.
وعبرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عن أسفها لعرقلة تقديم الخدمات لمحتاجيها وطالبيها من جموع اللاجيئن في الضفة الغربية بسبب اضراب اليوم .
وقالت "الاونروا" في بيان لها انه في الوقت الذي تؤكد فيه على حق الفعاليات الشعبية ولجان الخدمات الاحتجاج واعلان الاضراب الا ان اغلاق 99 مدرسة تابعة للاونروا تحرم أكثر من 51000 الف طالب وطالبة من الدراسة وتعني ان ما يقارب من 336000 الف ساعة دراسية تفقد في كل يوم حال عدم تمكن الطلبة من الوصول الى مقاعدهم الدراسية.
وتابع البيان ان "الخسائر تطال ايضا الخدمات الطبية والاجتماعية والاغاثية العادية والطارئة" موضحا "فيما ترزح الأونروا تحت وطئة الأزمة المالية، الا انها ما زالت مستمرة بالحفاظ على تقديم الخدمات الأساسية للاجيئين، وهو ما حققناه بنجاح بالرغم مما نواجهه من صعوبات مالية".
واضاف البيان ان ذلك في الضفة الغربية، وكما هو الحال في مناطق أخرى، لا تزال الحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية قضية محورية، ويبقى إلتزام وكالة الغوث نحو اللاجئين الفلسطينيين بنفس الدرجة من القوة التي كان عليها منذ اليوم الأول لإنشائها".
وتابع "إن الحاجة المتزايدة إلى المساعدات الإنسانية لدى اللاجئين، وحالة الإزدياد في ضعف الحال لدى شريحة كبيرة منهم بسبب إستمرار ممارسات الإحتلال الإسرائيلي عززت من محورية الخدمات الإنسانية كأحدي الأولويات الرئيسية بالنسبة لوكالة الغوث في الضفة الغربية بالرغم من تراجع الدعم المالي لميزانية الطوارئ بأكثر من 50% منذ العام 2010 والذي تطلب إعادة ترتيب أولويات بعض خدمات برنامج الطوارىء".
وقال البيان من الضروري الاشارة الى ان خدماتنا الأساسية بمنأى عن التأثر بعملية إعادة الهيكلة هذه حيث ستبقى خدمة التعليم كما هي، وستبقى عيادات الوكالة في الضفة الغربية مفتوحة الأبواب لتقديم الخدمات الصحية الأولية بنفس المستوى الحالي، فيما يستمر برنامج الإغاثة والخدمة الإجتماعية بتقديم المساعدات الغذائية للأحوج من بين اللاجئين وذلك من خلال "شبكة الضمان الإجتماعي.
وقال "ان اعادة هيكلة خدمات الطوارئ تعني بأن برنامج الصحة سيستمر بتغطية نفقة التحويلات إلى المشافي لحالات العسر الشديد وذلك بنسبة 90%، فيما ستنخفض نسبة إسهام الوكالة في تغطية نفقة العلاج لباقي اللاجئين إلى 60% فيما الخدمات الصحية المتخصصة كطب الأسنان والعلاج الطبيعي سوف يستمر تقديمها في العيادات على أساس التدوير".
واضاف البيان "فيما يتعلق بالعيادات المتنقلة والصحة النفسية – كونهما من الخدمات الإنسانية الأساسية – ستستمر الاونروا بتقديم هذه الخدمة الحيوية لمناطق تجمع اللاجئين الفقيرة والمعزولة في شرقي القدس والمناطق المصنفة اسرائيليا كمناطق "ج" بما يشمل مناطق التماس (55 تجمع في مدينة القدس ومناطق مصنفة "ج" بالاضافة الى 49 تجمع محاذي لمناطق التماس والعزل في الضفة الغربية) وستستمر أيضا في تقديم مساعدات المواد الغذائية لللاجئين في مناطق التماس لتصبح جزءاً من خدمات "شبكة الأمان الإجتماعي".
وبين "المساعدات المالية الطارئة للعائلات المتضررة من عمليات الهدم أو لمن أصابهم الضرر في الأملاك ستستمر كذلك في ذات الوقت الذي تطور الوكالة في الضفة الغربية إستراتيجية من ثلاث سنوات تهدف إلى إعادة هيكلة وتطوير برنامج المال مقابل العمل بغية زيادة فرص المستفيدين منه بالإلتحاق بسوق العمل. وبالرغم من الصعوبات الحقيقية التي نواجهها، والمرتبطة بشح الموارد المالية، فإننا نتوقع الإستمرار بخدمة 22,000 من اللاجئين غير الآمنين غذائياً من خلال برنامج المال مقابل العمل، وبمستوى خدمة عام 2012، أي بمعدل 4,000 فرصة عمل في الشهر الواحد".
وتابع بيان "الاونروا": وبقوة العمل على تأمين الموارد التي تمكننا من الحفاظ على خدمات الطوارىء الحالية لنتجنب بالتالي الخوض في أي قرار مشابه مستقبلاً، حيث يعتمد هذا على مدى إستجابة المانحين لمناشدة الطوارىء.