(رويترز) - قال الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي الخاص بسوريا يوم الأربعاء إن هناك مخاطر من امتداد الحرب الأهلية في سوريا خارج حدودها ليشمل منطقة الشرق الأوسط ودعا إلى هدنة مؤقتة قال إنها يمكن أن تمثل خطوة صغيرة نحو حل الصراع المستمر منذ 19 شهرا. واقترح الإبراهيمي مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية وقف إطلاق النار بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد وقوات المعارضة المسلحة خلال عيد الأضحى الذي يبدأ يوم الجمعة.
ورحبت السلطات السورية بحذر باقتراح الإبراهيمي. وتلقي دمشق باللائمة على المعارضة المسلحة في فشل وقف لإطلاق النار أعلن في ابريل نيسان.
وقتل 30 ألف شخص منذ بداية الانتفاضة وهناك مخاوف من اشتعال صراع طائفي أوسع في الشرق الأوسط بين القوى السنية المتعاطفة مع المعارضة والشيعة الذين يدعمون الأسد.
وقال الإبراهيمي للصحفيين في بيروت بعد محادثات مع زعماء لبنانيين "أن دول الجوار.. تدرك كما سمعنا اليوم في لبنان انه لا يمكن أن تبقى هذه الأزمة داخل الحدود السورية إلى الأبد أما أنها تعالج أو أنها ستسيل وتنكب وتأكل الأخضر واليابس".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له أن 90 شخصا على الأقل قتلوا في سوريا بحلول مساء يوم الأربعاء بعد مقتل 150 شخصا الثلاثاء.
وتجاوز عدد القتلى الألف أسبوعيا منذ شهرين على الأقل في حين أدانت القوى الدولية المنقسمة إراقة الدماء فيما تحول إلى حد كبير إلى صراع دخل في حالة جمود لكنها فشلت في الاتفاق على حل سياسي.
ودعا الإبراهيمي يوم الأحد زعماء إيران أكبر داعمي الأسد في المنطقة إلى تأييد مقترح بوقف إطلاق النار بمناسبة عيد الأضحى.
وشكك مسئولون سوريون في إمكانية التزام المعارضة بأي اتفاق لوقف إطلاق النار. واتفقت المعارضة يوم الثلاثاء على الانضواء تحت قيادة مشتركة لتشجيع مؤيديها على إمدادها بأسلحة أقوى.
لكن الإبراهيمي قال إن شخصيات معارضة بارزة أبلغته أن أي وقف لإطلاق النار من جانب قوات الأسد سيقابل بالمثل على الفور.
وقال "نحن سمعنا من كل الناس الذين قابلناهم في المعارضة...انه إذا أوقفت الحكومة استعمال القوة فنحن سنتجاوب مع ذلك تجاوبا مباشرا".
وأضاف "نأمل أن شاء الله أن تكون هذه خطوة صغيرة جدا توفر على الشعب السوري ما هو جار الآن وهو أن الناس تدفن المئات كل يوم".
ونشر نشطاء معارضون للأسد مقاطع مصورة بالفيديو اليوم الأربعاء لما قالوا أنها طائرة هليكوبتر عسكرية سورية تسقط وتنفجر.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرة أسقطت قرب بلدة معرة النعمان. وقال لرويترز عبر الهاتف من بريطانيا "يقول بعض المقاتلين أنهم استخدموا صواريخ مضادة للطائرات".
وانتشرت على مدى الأيام الماضية لقطات لمقاتلين في صفوف المعارضة يستخدمون صواريخ أرض-جو محمولة على الكتف. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن أسلحة ثقيلة حصلت عليها قوات المعارضة أجبرت طائرات الأسد على قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من على ارتفاع كبير.
وقال فابيوس "في عدد محدد من تلك المناطق يقصفهم بشار الأسد بالمقاتلات ميج والأمر المروع على وجه الخصوص هو أنه يقصفهم بمادة التي.ان.تي".
وقال قبل اجتماع مع أعضاء مدنيين في مجالس للمعارضة تدير مناطق خارج سيطرة الحكومة "لكن في الوقت ذاته هناك الآن أسلحة تجبر الطائرات على التحليق على ارتفاعات كبيرة جدا لذلك فإن الضربات تصبح أقل دقة".
وبدأت فرنسا تقديم المال والمساعدات الإنسانية إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا في أغسطس آب حتى يمكن أن تدير تلك المناطق بنفسها في إطار مساع لايجاد بديل لحكومة دمشق.
لكن الخطة الفرنسية أقل بكثير من الملاذات الآمنة المحمية بقوات أجنبية التي تقول قوات المعارضة إنها تحتاجها كما لا تعطي أملا كبيرا في إغاثة المدنيين الذين يفرون من الفوضى.
واستخدمت روسيا التي باعت لدمشق العام الماضي أسلحة بمليار دولار والصين حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد ثلاثة قرارات تدعمها القوى الغربية تدين السلطات السورية وتمهد الطريق لفرض عقوبات من الأممالمتحدة على دمشق.
وقال فابيوس إن موقف موسكو لن يؤدي سوى إلى ترسيخ الفوضى في سوريا مضيفا أنه كان قد قال لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "إذا واصلتم معارضة تغيير النظام فإن هناك مخاطرة في أن يسيطر المتطرفون على زمام الأمر".
وتنفي روسيا محاولة دعم الأسد الذي يسمح لموسكو بالاحتفاظ بمنشأة إمداد بحري في ميناء طرطوس هي قاعدتها العسكرية الوحيدة خارج جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
لكن موسكو تقول ان الأزمة السورية يجب ان تحل دون تدخل أجنبي.
وقال جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية ان دمشق تأمل ان تؤدي محادثات الإبراهيمي في المنطقة بما في ذلك مع الدول التي تدعم المعارضة إلى شيء يقود إلى نجاح مبادرة بناءة.
وقال مقدسي ان سوريا التزمت في السابق بمبادرات عربية ومن الأممالمتحدة لكن الجماعات المسلحة والدول التي تقف وراءها أحبطت هذه المبادرات. مواد متعلقة: 1. الإبراهيمي : "إذا لم تحل الأزمة السورية ستأكل الأخضر واليابس" 2. الإبراهيمي ينهي زيارته لبيروت ويتجه إلى عمان 3. فابيوس: مطلب الإبراهيمي بوقف إطلاق النار هدف إيجابي