يعيش العراقيون وضعا صعبا ،حيث تبلغ ساعات انقطاع التيار الكهربائي أكثر من 6 ساعات مقابل ساعة تشغيل واحدة في معظم المدن والأحياء ، بالرغم من أن وزارة الكهرباء تقول: "إن عمليات قطع التيار تستمر ل12 ساعة مقابل 12 ساعة فقط". ولم يعد هم العراقيين التفكير بالتفجيرات المتجولة في البلاد، ولا في التوتر الأمني والمذهبي، بات همهم تأمين المال اللازم لشراء مولد كهرباء يقيهم الظلمة، بعدما صارت زيارة الكهرباء لمنازلهم، تقتصر على سبع ساعات فقط.
تخريب يومي
وبعدما كانت البلاد غارقة في الأنوار، والشوارع مضاءة، تغيرت أحوالها وصارت العتمة تؤرق حياة السكان، وتغير خطط حياتهم.
ويعتقد مسئولون عراقيون أن توفير الطاقة الكهربائية للعراقيين لن يكون بالمستوى المطلوب بسبب أعمال التخريب المستمرة والتي تطال خطوط وأبراج نقل الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى تدني مستويات إنتاج الطاقة الكهربائية في أرجاء البلاد.
ويقول المسئولون إن توزيع الطاقة الكهربائية يتعرض بشكل شبه يومي إلى عمليات تخريب بعضها في مناطق سكنية وأخرى في مناطق غير مأهولة في مناطق جبلية وعرة وصحراوية ، مما ينعكس سلبا على توزيع الطاقة ضمن الإمكانات الحالية المتاحة وهي بحسب إحصائيات وزارة الكهرباء العراقية فإن معدل إنتاج الطاقة الكهربائية يبلغ حاليا أكثر من 8 آلاف ميجاواط فيما تبلغ الحاجة الفعلية للبلاد بحدود 13 ميجاواط، وبالتالي تبقى عملية الانقطاع المنتظم للتيار خلال الصيف الحالي متواصلة رغم ارتفاع درجات الحرارة لمعدلات تجاوز 50 درجة مئوية خلال الشهرين المقبلين.
حسبة معقدة
ولم يتفاجأ العراقيون بالتقارير التي أصدرتها وزارة الكهرباء وأكدت فيها أنهم يحصلون على 7 ساعات من الكهرباء يومياً فيما يعتمدون على أنفسهم في توفير ساعات إضافية من المولدات الخاصة.
وتدخل العائلات العراقية في حسبة معقدة لاستثمار أربعة "امبيرات" من التيار الكهربائي التي تنتجها مولداتهم المنزلية لتوزيعها على الأجهزة الكهربائية الضرورية.
وتعد أزمة الكهرباء أحدى أكبر المشكلات التي تواجه العراقيين طوال أيام السنة، وعجزت الحكومات المتعاقبة على حل هذه الأزمة سواء بالقدرات المحلية أو من خلال الاستعانة بالاستثمارات الخارجية ما انعكس سلبا على المستويات المعيشية حيث ترهق عملية شراء الطاقة الكهربائية من القطاع الخاص ميزانية الأسر العراقية وعلاوة على توقف المئات من المصانع والشركات العراقية الخاصة.
ويلجأ العراقيون إلى أسواق تشتهر ببيع المولدات المنزلية الصغيرة، لشراء واحد منها أو أكثر، إضافة إلى المولدات المناطقية الكبيرة التي تؤمن التيار خصوصاً في فصل الصيف الحار.
والمفارقة أن غالبية العائلات تشتري مولدات كهرباء تنتج اربع امبيرات، لتناسب ثمنها مع متوسط دخل الفرد العراقي، وتكفي لتشغيل البراد وقليل من المصابيح ومروحة وتلفزيون.
وبسبب الضائقة الكهربائية، تغيرت عادات بعض العائلات الفقيرة، فباتت تجتمع في غرفة واحدة لمشاهدة التلفاز، وتوفير الطاقة، ما يساعد على تقليص الاستهلاك وتشغيل البراد.
وفشل الحكومة في توفير التيار الكهربائي تسبب في انتشار المئات من المولدات الكبيرة في المنطقة الواحدة وفي الأحياء، ويبلغ رسم الاشتراك نحو عشرة دولارات للامبير الواحد.