برلين: أكد باحثون متخصصون في الحيتان أن الصيد العرضي يشكل أحد الأسباب الرئيسية وراء نفوق الكائنات البحرية. والصيد العرضي هو عبارة عن وقوع بعض الكائنات البحرية غير المرغوب في صيدها في الشباك عند اصطياد أنواع أخرى. ويقول هارالد بينكه رئيس المتحف البحري الألماني، إن دراسة أجراها باحثون فرنسيون أظهرت في الحقيقة اكتشاف ثمانية في المئة فقط من الحيوانات البحرية التي نفقت بسبب الصيد العرضي. وأوضح لوكالة الأنباء الألمانية قائلاً: "هذه النتائج تنذر بالخطر". وأشار بينكه خلال مؤتمر لباحثين أوروبيين متخصصين في الحيتان عقد في قادس بأسبانيا، إلى أن الصيد العرضي يمثل على ما يبدو مشكلة أكبر مما كان يعتقد في السابق، معرباً عن أمله في إجراء تحقيقات مماثلة بشأن خنازير البحر المهددة بالانقراض في موانئ بحر البلطيق. وأوضح أن إحصائيات الصيد العرضي تتضمن في الغالب عدداً من الحالات التي لم يتم الإعلان عنها. وأجرى هذه الدراسة علماء فرنسيون تحدثوا خلال مؤتمر قادس، حيث وضع هؤلاء الباحثون علامة على مئة من الدلافين وخنازير البحر التي وقعت في شباك الصيد بصورة عرضية على الساحل الفرنسي وأعادوها مرة أخرى إلى المحيط الأطلسي. وفي وقت لاحق، تم العثور على ثمانية في المئة فقط من جثث تلك الحيوانات على الساحل. ويقول العلماء أيضا إن صناعة الصيد تشكل تهديداً على خنازير البحر في البلطيق كذلك. ففي الأعوام الأخيرة، عثر الباحثون على طول الساحل الألماني على عدد متزايد من الحيوانات النافقة. ووفقاً للمتحف البحري الألماني، جرى العثور على جثث 23 خنزير بحر على سواحل ولاية مكلنبورج فوربومرن في عام 2004 . وفي عام 2009 ، زاد هذا العدد إلى 52 خنزيراً. وقد أشارت دراسة أجريت العام الماضي حول جثث الكائنات البحرية المحفوظة أن ما يتراوح بين 30% و60% منها وقع ضحية "الصيد العرضي". وقال بينكه في المؤتمر: "في كافة الدول التي تكشف عن نتائج مهمة للفحوصات، كان الصيد العرضي هو السبب الرئيسي وراء نفوق الحيوانات التي جرى فحصها". وتظهر الدراسة الفرنسية أنه لم يتم الكشف سوى عن بعض الحيوانات النافقة بهذه الطريقة.