أصدر المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة توجيهاته بسرعة التعامل مع الحوت النافق والذي ظهر بالكيلو 83 طريق الإسكندرية مطروح الساحلي (إحدى قرى الساحل الشمالي), حيث انتقل على الفور فريق عمل من محمية العميد وتبين أن الحوت من النوع "الزعنفي" وهو أكثر الأنواع شيوعا بالبحر المتوسط وليس كما نشر ببعض وسائل الإعلام عن تلقيبه بالحوت الأسود وبيئته المثالية هي بيئة البحر المتوسط كما أنه لم يضل طريقه كما ذكر من قبل ويبلغ طول الحوت 12 مترا ويزن 25 طنا. وقد استبعد الخبراء بوزارة البيئة نفوق الحوت بسبب اصطدامه بإحدى السفن الضخمة أو إطلاق الرصاص عليه لعدم وجود إصابات في جسمه، بينما يرجع ذلك إلى إصابته بأحد الأمراض الفيروسية أو البكتيرية والتي ستتضح من خلال التحاليل. وقامت وزارة البيئة بدفن الحوت دفناً آمناً بعد أخذ القياسات الظاهرية وعينات من بعض الأجزاء لتحليلها ومعرفة سبب الموت وتم دفنه على بعد 400 متر من مكان نفوقه وذلك بعمل حفرة بطول 22 مترا وعرض 6 أمتار وبعمق 4 أمتار ووضع طبقة من الجير الحي أسفل الحوت تمهيداً لاستخراج الهيكل بعد تحلله، حيث يعتزم قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة إنشاء متحف مفتوح لعرض هياكل الحيتان التي لفظها البحرين الأحمر والمتوسط خلال السنوات الماضية لغرض تعليمي. ويعتبر الحوت الزعنفي ثاني أكبر الحيتان وقد يصل طوله في بعض الأحيان إلي 27 مترا وتتميز الثدييات البحرية بأنها من ذوات الدم الحار وتتنفس الهواء الجوي وتلد وترضع صغارها ومعظمها ذات طبع هادئ ويعيش معظمها في المياه العميقة والمفتوحة وتقضي جزءًا من وقتها علي السطح للتنفس والغذاء وسجل حتى الآن في مياه البحر الأحمر 19 نوعا من الحيتان والدرافيل، بالإضافة إلى 6 أنواع بالبحر الأبيض المتوسط ومن المتوقع اكتشاف المزيد من الأنواع بالبحر المتوسط مع زيادة جهود الرصد في الفترة المقبلة. وتعتبر الثدييات البحرية ومنها الحيتان والدرافيل جزءًا لا يتجزأ من المنظومة البيئية البحرية وهى من أكثر الأنواع المهددة بخطر الانقراض على مستوى العالم وتتأثر مثل هذه الحيوانات سلبًا بتغير المناخ وتقلص الموارد الغذائية، واستخدام أدوات غير شرعية للصيد، والقتل المتعمد أو العرضي عن طريق السفن الضخمة. ولهذا تولي وزارة الدولة لشئون البيئة اهتمامًا وأولوية في الحفاظ علي هذه الأنواع حيث بذلت في الفترة الأخيرة جهود كبيرة متمثلة في دعم القدرات على المستوى الوطني وإعداد كوادر مدربة على رصد مثل هذه الأنواع، كما أن مصر بصدد الانضمام إلى أحد الاتفاقيات الدولية المعنية بالحفاظ علي الحيتان والدرافيل في إطار التزامات مصر الوطنية والدولية نحو الحفاظ علي الثروات والموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي.