بعد أن أثارت تشكيلة حكومته التي قدمها للمؤتمر الوطني العام الأسبوع الماضي، انتقادات حادة، يواجه رئيس الوزراء الليبي المنتخب مصطفى أبو شاقور مأزقا سياسيا، ، حيث يمكن ان تؤدي تلك الانتقادات إلى سحب الثقة منه، والبحث عن شخصية أخرى لتشكيل الوزارة. يأتي ذلك بعد ان شهدت مدن ليبية الكثير من التظاهرات احتجاجا على التشكيل الحكومي الجديد الذي قدمه أبو شاقور للمؤتمر الوطني العام لنيل الثقة منه ، بينما قام عدد من المحتجين باقتحام مقر المؤتمر الوطني، أثناء جلسته الصباحية الخميس، احتجاجا على التشكيلة الحكومية.
سحب التشكيل
وأعلن رئيس الوزراء الليبي المنتخب سحبه للتشكيلة الحكومية المقترحة بعد يوم واحد فقط من تقديمها للمؤتمر الوطني العام لنيل موافقته عليها.
وقال ابو شاقور للتليفزيون الليبي إنه يعتزم تغيير بعض الترشيحات، مشيرا إلى أنه أبلغ المؤتمر الوطني برغبته في إعلان القائمة الجديدة في مطلع الأسبوع القادم. وأضاف أنه سيقدم قائمة جديدة الأحد القادم.
وكان المجلس الوطني العام في ليبيا قد رفض الخميس التشكيلة المقترحة وأمهل رئيس الوزراء المنتخب حتى الأحد القادم لاقتراح تشكيلة جديدة للوزراء. وجاء ذلك بعد اقتحام حوالي مئة شخص من مدينة الزاوية الليبية مقر البرلمان احتجاجا على التشكيلة الجديدة، بحسب أحد النواب.
وضمت التشكيلة الحكومية ثلاثة نواب لرئيس الحكومة و26 حقيبة وزارية، وخلت من أي ممثل عن "تحالف القوى الوطنية،" الذي يقوده محمود جبريل رئيس الوزراء أثناء الثورة، والذي يعد أبرز التحالفات السياسية في البلاد، ويسيطر على 39 مقعدا في المؤتمر الوطني العام، المؤلف من 200 مقعد.
أنباء عن استقالته
وذكرت مصادر سياسية ليبية بمكتب رئيس الوزراء الليبي أن رئيس الوزراء الليبي المنتخب الدكتور مصطفى أبوشاقور سوف يتقدم باستقالته من منصبه خلال ساعات عبر كلمة له لقناة ليبيا الوطنية ''التلفزيون الرسمي للدولة''.
وأضافت المصادر أن الدكتور مصطفى أبوشاقور رفض التنازل عن جنسيته الأمريكية ، وأن الاستقالة جاءت على خلفية الاحتجاجات على التشكيل الوزاري الذي تقدم به إلى المؤتمر الوطني الليبي العام ''البرلمان'' لاعتماده والموافقة عليه، وأنه سيتم تكليف السفير إبراهيم الدباشى بتولي رئاسة الوزراء في ليبيا، والدباشى هو نائب مندوب ليبيا الدائم لدى الأممالمتحدة.
من جانبه أكد عضو المؤتمر الوطني العام عن مدينة بنغازي محمد خليل الزروق ان هناك اتجاه عام من خلال المناقشات التي تدور في المؤتمر الوطني العام لسحب الثقة من أبوشاقور وإعادة انتخاب رئيس وزراء جديد.
وقال الزروق :"إن هناك شبه إجماع بين أعضاء المؤتمر الوطني العام على اختيار رئيس وزراء جديد من الشخصيات الوطنية المستقلة التي لا تنتمي إلى أي تيار سياسي".
ويتعين على رئيس الوزراء الليبي المنتخب تقديم تشكيلته الحكومية النهائية إلى المؤتمر الوطني العام قبل حلول الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وهو موعد المهلة المحددة له لتقديم حكومته قبل التصديق عليها وإعلانها رسمياً.
جبريل والحكومة
وسبق التشكيل الجديد العديد من التكهنات والشائعات ، حيث انتشرت انباء عن ان رئيس تحالف القوى الوطنية محمود جبريل وافق على المشاركة في الحكومة الجديدة التي يفترض أن تعرض على المؤتمر الوطني العام اليوم الاربعاء, وسيحصل فيها على ثلاث حقائب قد تكون حقيبة الخارجية من بينها.
وذكر مصدر ليبي أنه تم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن في لقاء جمع رئيس الوزراء المكلف مصطفى أبو شاقور بجبريل. ووفقا للمصدر نفسه, فإن اللقاء تم بعد إصرار قيادات في التحالف على المشاركة في الحكومة الجديدة المرتقبة.
وتابع أن عددا من أعضاء التحالف في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) فاوضوا مصطفى أبو شاقور بشأن دعمه في المؤتمر حتى لو خالف ذلك رأي رئيس التحالف.
جاءت تلك الانباء بعد ما تناقلته بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية حول استقالة رئيس تحالف القوى الوطنية محمود جبريل ، لكن رئيس مكتب شباب تحالف القوى الوطنية في بنغازي أحمد بالأشهر نفى ذلك .
وقال بالأشهر :"إن جبريل لم يقدم استقالته، وإن هذا الخبر لا أساس له من الصحة".
وأضاف بالأشهر أن رئيس كتلة تحالف القوى الوطنية بالمؤتمر الوطني العام إبراهيم الغرياني قدم استقالته شفهيًا، مؤكدًا أن التحالف لم يتخذ أي قرار بهذا الخصوص حتى هذه اللحظة.
قبل 8 أكتوبر
وبعد تضارب الأنباء بشأن موعد الإعلان عن تشكيل الحكومة الليبية الجديدة أكد أبو شاقور أواخر الاسبوع الماضي ، أنه سيعلن تشكيلة حكومته الجديدة، قبل الثامن من أكتوبر/ تشرين أول المقبل.
وتأتي تأكيدات أبوشاقور بالتزامن مع تصريحات للمتحدث باسم المؤتمر الوطني هدد فيها بعزل رئيس الوزراء المكلف إذا فشل في تقديم قائمة بأعضاء مجلس الوزراء الجديد بعد المهلة المحددة.
وقال أبوشاقور، في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الليبية، انه في إطار العمل على تشكيل الحكومة الجديدة، "قام بالتواصل مع بعض رؤساء الأحزاب السياسية وعددا من الكتل الحزبية والعديد من المستقلين في المؤتمر الوطني العام، حرصا على تشكيل حكومة وفاق وطني ".
أبو شاقور والجنسية
وكان أبو شاقور قد أكد من قبل التزامه بقرارات المؤتمر الوطنى الليبى العام "البرلمان" ومن ضمنها التنازل عن الجنسية الأمريكية فور صدور قرار من المؤتمر الوطنى العام بشأن تكليفه بتشكيل الوزارة الجديدة.
وقال أبو شاقور :" إنه فى الوقت الذى نؤكد فيه إيماننا ببناء دولتنا الرائدة والتزاما منا بخيار شعبنا العظيم عبر مؤسساتنا المنتخبة، أردت أن أوضح فى بيانى هذا بأن ما نشر عنى بخصوص تنازلى عن تكليف نواب شعبنا لى برئاسة الحكومة المنتخبة مقابل احتفاظى بالجنسية الأمريكية هو خبر غير صحيح".
وأضاف:" إننى أؤكد التزامى بقرارات المؤتمر الوطنى الليبى العام كافة، ومن ضمنها اختيار خدمة بلدى، والتنازل عن الجنسية الأمريكية فور صدور قرار من المؤتمر الوطنى العام بهذا الشأن".
بفارق صوتين
وكان مصطفى أبو شاقور قد فاز بمنصب رئيس الحكومة الليبية بعدما تفوق في جولة التصويت الثانية على منافسه محمود جبريل زعيم تحالف القوى الوطنية الليبية بفارق صوتين فقط، وحصل أبو شاقور على 96 صوتا مقابل 94 لجبريل من أصوات المؤتمر الوطني العام.
وكلف "المؤتمر الوطني العام في ليبيا" المكون من 200 عضو، مصطفى أبو شاقور بتشكيل الحكومة الجديدة بعد فوزه بمنصب رئيس الحكومة.
وأبو شاقور حصل على بكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة طرابلس، ودكتوراة في الهندسة الكهربائية من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وانضم للمعارضة الليبية في الخارج منذ نهاية السبعينات. وكان نائبا لرئيس الوزراء في حكومة الكيب، كما أنه يعد مرشحا لحزب الجبهة الوطنية وامتدادا لحكومة الكيب ، ويقف خلفه العديد من المستقلين والإسلاميين السلفيين، كما تولى ملفات مهمة في حكومة الكيب.
وكان جبريل زعيم تحالف القوى الوطنية الليبية قد حصل فى جولة التصويت الأولى للبرلمان الليبى "المؤتمر الوطنى العام" لاختيار رئيس الوزراء الليبى المقبل على 86 صوتا متقدما على أكبر المنافسين له أبوشاقور الذى حصل على 55 صوتا.
وحصل عوض البرعثي وزير الكهرباء الحالي على 41 صوتا وعبدالحميد النعمي على 3 أصوات وفتحي العكاري صوت واحد، محمد المفتى صوت واحد، مبروك الذوي صوت واحد، محمد بالروين صوت واحد.
مواد متعلقة: 1. حكومة ليبية جديدة بدون "تحالف جبريل" والبرلمان يصوت اليوم 2. محتجون يقتحمون مقر المؤتمر العام الليبي بطرابلس 3. قبائل "الزاوية" تعلن احتجاجها على الحكومة الليبية الجديدة