شنت صحف سعودية، اليوم الجمعة، هجوما حادا على النظام السوري، متهمة إياه ب"تصدير أزماته للمنطقة". ووفقا لوكالة أنباء "الشرق الأوسط" ،استنكرت صحيفة (عكاظ) تحت عنوان "دلالات المواجهة التركية السورية" سعي النظام السوري إلى تصدير الأزمة خارج حدوده، معتبرة ذلك سؤالا تطرحه الأحداث الساخنة بين الجيشين التركي والسوري، على خلفية مقتل خمسة مدنيين بقرية تركية، أمس الأول، جراء إطلاق قذائف من الجانب السوري.
وقالت الصحيفة "لم تكن حسابات النظام السوري دقيقة، ولم تكن تقديراته في تصدير الأزمة مبنية على أسس ورؤية سياسية عميقة، فشرارة الحرب التركية السورية التي أشعلها تدل على تخبط وتوقع موقف روسي صيني ينحاز له بقوة، لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حث سوريا أمس على الإعلان أن الهجوم على الحدود التركية حادث عارض لن يتكرر، مما دفع الحكومة السورية للخروج بعدد من التصريحات العائمة والمرتبكة.
واستطردت الصحيفة قائلة: إن النظام السوري يتصرف بشكل متهور؛ نتيجة الغرق والتخبط التي يعيشها، ويتجلى ذلك بإشعاله نار المواجهة المباشرة مع الجيش التركي الذي يتفوق عليه بالعدد والعتاد، بحسب عدد من المصادر المتخصصة بالتسلح واللوجستيات، والتي تشير أن الجيش التركي يحتل المرتبة السادسة عالميا بعد الأمريكي والروسي والصيني والهندي والبريطاني.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المقارنة تجسد إرتباك نظام الأسد الذي يحاول إدخال المنطقة في حرب إقليمية، بدأها من لبنان، وحاول توسيع دائرتها في تركيا، دون حسابات عقلانية على الصعيدين السياسي والعسكري.
تصدير الأزمة وفي السياق ذاته، رأت صحيفة (الشرق) السعودية تحت عنوان "تصدير أزمة سوريا خارجيا"، أن الأزمة السورية دخلت خلال ال 48 ساعة الأخيرة مرحلة جديدة، إذ انتقل الصراع من داخل المدن إلى الحدود مع تركيا، فيما يشبه تصدير الأزمة خارجيا من قبل النظام السوري لتخفيف الضغط عليه داخليا وتشتيت الانتباه عن إستمرار قواته في انتهاك إنسانية السوريين.
وعلقت الصحيفة، بأن أسباب قصف القوات السورية لمواقع داخل الأراضي التركية لم تعرف حتى الآن، مما دفع أنقرة إلى الرد دفاعا عن الشعب التركي، لكن الثابت أن نظام الأسد أحدث خلال الساعات الأخيرة حالة من الجدل والترقب غطى بها على استمراره في قصف أحياء بحلب وريف دمشق.
وأوضحت أن استهداف نظام الأسد لمواقع تركية، يعكس تناقضا بين أفعاله وما يدعيه من سياسات، فهو يصر على أن الأزمة السورية داخلية، ثم يرتكب بنفسه ما يجعلها إقليمية بامتياز سواء بأعمال عسكرية على الحدود مع الدول المجاورة لسوريا، أو بإجبار مئات الآلاف من السوريين على الرحيل عن بلادهم والاستقرار في الملاجيء بدول تعاني من مشكلات اقتصادية كالأردن ولبنان.
وأكدت "الشرق" أن نظام الأسد يعلم أن أنقرة لن تغض الطرف عن هذه الانتهاكات وأن البرلمان التركي الذي تسيطر عليه أغلبية من حزب العدالة والتنمية سيمنح حكومة زعيم الحزب رجب طيب أردوغان تفويضا لشن عمليات عسكرية في الأراضي السورية، ما يعني عودة خطر وقوع حرب بين الدولتين إلى الواجهة، ورغم ذلك يصر الأسد على ارتكاب ما يدفع بالمنطقة إلى مرحلة متقدمة من الخطورة بغية خلط الأوراق إقليميا.
الحدث الخطير وأوضحت صحيفة (اليوم) رؤيتها - تحت عنوان "الحدث الخطير.. والإستراتيجية الأخطر" في أن الاشتباكات المسلحة في الحدود السورية التركية، وعدوان نظام الأسد على تركيا، يمثل تطورا خطيرا للأزمة في سوريا.
وبينت أن ذلك يأتي في نطاق إستراتيجية النظام السوري وداعميه، بإطلاق بالونات اختبار خطيرة من حين لآخر بهدف إرسال رسائل باتجاهات عديدة، وكان النظام السوري قد تعمد إسقاط طائرة تركية، أفاد الأتراك أنها كانت تحلق في الأجواء الدولية.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها في أن عدوان جيش الأسد وميلشياته على الحدود الأردنية، والتحرش بالحدود اللبنانية، يدل على امتلاكه إستراتيجية تذكير العالم بتهديداتهم بمد نيران الأزمة إلى دول الجوار، إذا ما ضيق الثوار الخناق على نظام الأسد.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أفعال نظام الأسد كإسقاطه الطائرة التركية حينما بدأ الثوار يحررون مدنا سورية، وإطلاق نيران مدافعه على قرى تركية بعد يومين من معارك طاحنة في حلب حرر الثوار فيها أحياء، والاشتباكات مع الأردن حينما ينشق مسئولون وقادة رفيعون ويتجهون إليها، وكانت ميلشيات النظام السوري وممثلوه بلبنان يثيرون المشاغبات وبذر الفتن كلما تكبد نظامهم هزائم وتراجعات في الداخل.
وأوضحت الصحيفة، أن ذلك يعني تطبيق النظام السوري وداعميه لمثل "إما أنا أو الطوفان"، فإما أن يستمر نظام الأسد جاثما على أنفاس السوريين يتاجر ببلادهم ويؤجرها للقوى الأجنبية وأن تكون مركز عمليات للعدوان على الأمة العربية أو تصدير الأزمة إلى دول الجوار. مواد متعلقة: 1. صحف سعودية وقطرية ترحب بقرار التعاون الخليجي حيال سوريا 2. صحف سعودية: ما يجرى في حمص "وصمة عار" في جبين الإنسانية