أفردت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية في عددها الصادر اليوم الجمعة تحقيقا صحفيا حول مغادرة عدد من الشباب الفرنسيين البلاد من أجل الجهاد. ووفقا لوكالة أنباء "الشرق الأوسط" ذكرت الصحيفة أن سوريا ومالي أضحتا في ظل الأزمتين التي تمران بهما البلدان وجهة جديدة بالنسبة لعدد من الفرنسيين الذين يرغبون في "الجهاد".
وتحت عنوان "مالي وسوريا..أرض جديدة للجهاد بالنسبة للفرنسيين"،أشارت الصحيفة إلى أن العشرات من الشباب الفرنسي غادروا في الأشهر الأخيرة البلاد على أمل الانخراط في "الجهاد" في كل من مالي وسوريا.
وأوضحت "لوفيجارو" انه بالنسبة لمنطقة الساحل الإفريقي فإن "المرشحين للقتال من المجاهدين يسعون للانضمام والتجمع حول تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي تسيطر على شمال مالي ، أما في سوريا فإن الأمر يختلف حيث يريدون مواجهة نظام بشار الأسد جنبا إلى جنب مع المجموعات الصغيرة من الجهاديين أو السلفيين الذين ظهروا في الآونة الأخيرة".
وذكرت الصحيفة الفرنسية انه وقبل بضع سنوات، فإن العديد من الشباب الفرنسي كان يغادر الأراضي متوجها إلى اليمن أو أفغانستان أو العراق، بعد الانتهاء من التلقين في فرنسا أو في بعض "مراكز اللغة" في المملكة العربية السعودية والقاهرة.
ونقلت الصحيفة عن مارك تريفيديك قاض في شئون مكافحة الإرهاب أن معظم هذه البلدان (اليمن وأفغانستان والعراق) فقدوا قوة الجذب وأن "مالي وسوريا أصبحتا الطريق الجديد للجهاد".
موضحا أنه بالنسبة لمالي، فإن نسبة خروج الشباب الفرنسي متوجها إليها مالي ليست كبيرة حتى الآن مقارنة بتوجههم إلى العراق بعد عام 2003.
وأكد قاضى مكافحة الإرهاب أن السلطات المختصة في فرنسا فتحت عددا من التحقيقات الجنائية في هذا الشأن.
وأعتبر أن الجالية المالية الكبيرة في فرنسا قد " تكون أرضا خصبة لتجنيد" وجذب الشباب الفرنسي نحو الجهاد في مالي ؛ مشيرا إلى أن معظم قنوات التوجيه لا علاقة لها بالمجموعات السابقة المعروفة لأجهزة الاستخبارات.
وأشارت "لوفيجارو" إلى انه وخلال فصل الربيع الماضي تم رصد عدد من الشباب الفرنسي فى مطار بيروت وألقت الشرطة اللبنانية القبض عليهم بينما كانوا يستعدون للتسلل إلى سوريا.
موضحا انه للدخول إلى لبنان فإن هؤلاء لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول أما فيما يتعلق بالتسلل إلى الاراضى السورية فإن المتمردين هم من يقومون بتنظيم الأمر.
ونقلت الصحيفة عن مارك تريفيديك قاضى في شئون مكافحة الإرهاب قوله انه بالنسبة لفرنسا فإن الجهاد في سوريا يشكل مشكلة خاصة ،مضيفا "أنهم أصدقاؤنا، ومن الصعب الحديث عنهم كإرهابيين" وذلك في إشارة إلى دعم فرنسا للثوار بسوريا.
واستطرد قائلا " في الواقع، فإن فرنسا في طليعة الدول التي تدعو إلى الإطاحة ب"القاتل " بشار الأسد، على حد تعبير لوران فابيوس، وزير الشؤون الخارجية.
وتساءلت "لوفيجارو" حول كيفية وقف الشباب الذين على استعداد للذهاب للمشاركة في القتال ضد بشار الأسد الذي ينتمي للطائفة العلوية وبالتالي فهو مقرب من الشيعية وهو المذهب الذي يرفضه الجهاديين السنة .
واختتمت بقولها أن شيئا واحدا يبدو مؤكدا وهو أنه مع اضمحلال للصراع، فإن ليس هناك شك في أن المزيد والمزيد من المتدربين الجهاديين سوف يرغبون في الوصول إلى سوريا باسم "الحرب المقدسة". مواد متعلقة: 1. صحيفة فرنسية: الغموض يخيم على مهمة مراقبي الجامعة العربية فى سوريا 2. صحيفة فرنسية: ضباط الحرس الجمهورى السورى يتدربون فى إيران 3. صحيفة فرنسية: مصر تخشى من نشوب حرب أهلية في سوريا