• شريف هلالي : المرحلة الحالية تتطلب التوافق حول مشروع دستور يصلح لكافة المصريين • سعد الدين إبراهيم : فكرة المائة يوم تقليد غربي والرئيس اهتم بالملف الخارجي على حساب الملف الداخلي
• أحمد فوزي : يجب الالتفات إلى ملف تحديد الحد الأدنى والأقصى للأجور لأنه صلب الإضرابات والاحتجاجات العمالية
• جمال عيد : القضاء والنيابة العامة من أهم القطاعات التي تحتاج للإصلاح
• جمال نصار : الملف المروري والأمني وإقرار فكرة المؤسسية من أهم انجازات المائة يوم
كتبت سارة إبراهيم
" عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية " أهداف نادت بها ثورة يناير وراح في سبيلها آلاف الشهداء ، ولكنها أثمرت عن وجود أول رئيس منتخب لمصر تعهد بحل خمس مشاكل يومية في حياة المواطن المصري وهي ؛ عودة الأمن , تحقيق العدالة الاجتماعية , توفير الخبز, حل مشكلة البطالة ، رفع الأجور ، إلى جانب توفير الوقود ورفع مستوي الخدمات الصحية والتعليم وغيرها من المشكلات .
الآن وقد أوشكت خطة ال 100 يوم على انتهاء المدة المقررة لها - والتي لا تزيد عن أيام - وذلك كما حددها الرئيس "محمد مرسى" ، حيث انتظر المصريون من الرئيس المصري طوال الفترة السابقة أن يتم اتخاذ خطوات واسعة وقفزات لحل قدر كبير من المشكلات التي تتصل بحياتهم المعيشية مباشرة على الرغم من عدم اشتمال خطة المائة يوم على كافة هذه القضايا .
ما الذي استطاع أن يحققه الرئيس محمد مرسي خلال ال 100 يوم الأولى من عمر الجمهورية الثانية ؟ ما رؤية القوى السياسية والنشطاء الحقوقيين لهذه الفترة الأولى التي مرت علينا منذ تولي الرئيس محمد مرسي الرئاسة؟ ...أسئلة يجيب عنها الخبراء في السطور القادمة ...
حكومة ائتلافية
بداية يؤكد شريف هلالي - مدير المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني و حقوق الإنسان - أن الرئيس محمد مرسي قطع على نفسه الكثير من الوعود الرئاسية في إطار حملته الانتخابية , والتي عرض من خلالها إمكانية تحقيق انجازات وإصلاحات في الملفات المختلفة (الأمن, الوقود,الخبز،النظافة....), خاصة وأن المعركة الانتخابية الماضية يمكن وصفها "الأكثر شراسة" من نوعها لوجود حالة تنافسية كبيرة بها ، ولعل أبرز هذه الوعود الخاصة بالدكتور محمد مرسي هو "مشروع النهضة " ، موضحا انه يشفق على الرئيس وخاصة مع تبقي ما يقرب من عشرة أيام على المدة المطروحة لإصلاح الملفات الخمسة التي حددها الرئيس خاصة مع اختلاف كيفية حساب هذه المدة في الأوساط السياسية فعلى سبيل المثال طالب بعض من حزب الحرية و العدالة أن يكون حساب المدة من بدء تولي الحكومة ، في حين يرى آخرون أنه يجب حسابها من اليوم الأول لتولي الرئيس محمد مرسي.
كما يعرب هلالي عن تمنيه لوجود حكومة ائتلافية تشارك في تحقيق الانجازات في الملفات المختلفة , فالمائة يوم الأولى لا تقتصر على الوعود الخاصة بالملفات الخمس فقط وإنما تتطرق لكافة وعود الرئيس التي أطلقها خلال حواره مع الجبهة الوطنية وغيرهم من التيارات السياسية , والمحك في هذه المرحلة هو كيفية إدارتها والتوافق حول مشروع دستور يصلح لكافة المصريين ، كما أنه لا يمكن إنكار أن هناك تحسنات في بعض الملفات ولكن مازال الكثير ينتظر اهتمام الرئيس .
الملف الخارجي
ومن جانبه يرى الدكتور سعد الدين إبراهيم - رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية – أن الرئيس مرسي قد أنجز 50% مما وعد أن ينجزه خلال حملته الانتخابية ووعوده الرئاسية ، موضحا أن مشروع النهضة الذي يتناوله الآن الرئيس مرسي هو مشروع خيرت الشاطر بالأساس ، وأن " جماعة الإخوان المسلمين " قد تسرعوا في طرح مشروع النهضة وربما تسرع الرئيس مرسي أيضا في الحديث عن المائة يوم ، معللا ذلك بأن فكرة المائة يوم هي تقليد غربي في الديمقراطيات الغربية خاصة وأنه حدد الانجاز في ملفات معينة دون غيرها .
ويضيف إبراهيم أن الرئيس اهتم بالانجاز في الملف الخارجي على حساب الملف الداخلي ، وهو ما يشبه كثيرا اهتمامات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي حددها في كتابه فلسفة الثورة ، حيث حدد دوائر اهتمامه بثلاث دوائر أساسية مرتبة كالتالي (الدائرة العربية, الدائرة الإفريقية, الدائرة الإسلامية) ، لافتا إلى أن زيارات الرئيس مرسي تؤكد اهتمامه بهذه الدوائر الثلاث وانه يسير على نفس هدى "عبد الناصر" خاصة في زيارته لقمة عدم الانحياز ، فعلى مستوى الملفات الخارجية قد يحصل الرئيس مرسي على 60% من تقييمه العام ، واصفا إبراهيم الرئيس مرسي أنه يقترب من النموذج الماليزي و التركي لتحقيق أفضل انجازات أفضل في هذا الصدد.
ملفات أخرى
في حين يقول أحمد فوزي - الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي – أن تقييم للمائة اليوم الأولى من عمر الجمهورية الثانية لا يجب أن يقتصر على القضايا الخمس ، ولكن من وجهة نظره يوجد أربعة ملفات يمكن من خلالهم تقييم عمل الرئيس ألا وهي ؛ احترام حالة الحريات وحقوق الإنسان حيث أن حالة الحريات العامة تزادا سوءا ويتضح ذلك من حجم المصادرات لحريات الفكر والرأي ، إعادة هيكلة وتطهير الجهاز الأمني ووزارة الداخلية ، التكريم المعنوي وليس المادي فقط لأسر الشهداء فهذا هو مضمون تحقيق العدالة الانتقالية في المرحلة الراهنة ، أيضا الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وتحديد الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور و لا يجب التعامل بنفس طريقة النظام السابق مع هذه الحقوق لأنها هي صلب الإضرابات والاحتجاجات العمالية وغيرها.
إصلاح القضاء
ويتناول أطراف الحديث جمال عيد - الناشط الحقوقي و مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان – قائلا أن مصر خرجت من نظام فاسد ومستبد لا يحتاج فقط لمائة يوم لإصلاحه ولا لمائة شهر فما تحملته مصر طوال العقود السابقة من الظلام يحتاج لوقت طويل لإصلاحه وإرادة سياسية حقيقية لتحقيق الإصلاح المنشود ، مشيرا إلى أن الرئيس مرسي يحاول بالفعل عمل إصلاحات في الملفات التي أقرها ، وأنه من أهم القطاعات التي تحتاج للإصلاح هو إصلاح القضاء والنيابة العامة
مناسبات انتخابية
ويوضح الدكتور جمال نصار - مدير المركز الحضاري للدراسات السياسية والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين - أن تحديد المائة يوم يعد قيدا ، كما انه في المناسبات الانتخابية يكون هناك ملفات وأولويات يلجأ إليها كل مرشح وأنه لن يستطيع أحد أن يحل هذه المشكلات التي تم تحديدها في مائة يوم فقط سواء الدكتور مرسي أو غيره ، مشيرا إلى أن فكرة حل المشكلات أو الوعد بحلها في مائة يوم هي فكرة مستقاة من الدول المستقرة مع الأخذ في الاعتبار أن أي عمل سياسي يحمل معه الانجازات والإخفاقات , وفي هذا السياق يختلف نصار مع (عيد) فيما طرحه من ضرورة توفر إرادة سياسية ذاكراً أنه توجد إرادة سياسية بالفعل ويوجد عمل دءوب وسعي دائم ولكن حالة الفساد المستشرية في أجهزة الدولة المختلفة وأنه مع إعادة هيكلة جهاز الشرطة.
ويقول نصار أن الرئيس مرسي يريد تحقيق كل ما طرحه ، ولكن لن يحدث ذلك إلا بشكل تدريجي ، موضحا أنه من أهم الانجازات التي تحققت هو وجود رأس واحدة للدولة متمثلة في منصب رئيس الجمهورية والتخلص من ازدواجية السلطة ، علاوة على ذلك فقد حدثت بالفعل انجازات في العديد من الملفات ، ومنها الملف المروري والأمني ، إقرار فكرة المؤسسية من خلال مؤسسة الرئاسة وفريقه الرئاسي فأصبح لديه عددا من المستشارين والمساعدين يمكنهم العمل بشكل أفضل لتحقيق الانجازات في المرحلة المقبلة . مواد متعلقة: 1. اقتصاديون : تنفيذ برنامج مرسى فى مائة يوم بحاجة لارادة شعبية 2. مرسى يستعرض برنامج المائة يوم مع مجلس المحافظين 3. ناشط حقوقي: مبادرة المائة يوم للرئيس لا ترقى للتغلب على التحديات التي تواجه مصر (فيديو)