"منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك لم يقل العداء ما بين مصر وإسرائيل" ،بهذه الكلمات بدأ بن جيتلسون ، صحفي حر مقيم في القاهرة ، مشيراً إلى أن العنف عند حدود سيناء والتظاهرات عند السفارة الإسرائيلية العام الماضي خلق خلاف كبير بين الدولتين ، ولكن بالرغم من ذلك عملت الدولتان على الحفاظ على بعض من مظهر المشاركة الاقتصادية ، الأمر الذي يراه المحللون على أنه علامة إيجابية للعلاقات المشتركة. وتحدث جيتلسون في مجلة " ديلي بيست " الأمريكية، عن الرئيس محمد مرسي ، ذاكرا أنه رغم خطابه العنيف عن إسرائيل إلا أن حكومته جعلت أولوياتها إصلاح الحالة الاقتصادية لمصر ، مشيراً إلى أن مرسي و حلفاءه لا يريدوا التخلي عن الصفقات التجارية المربحة التي تساعد على خلق الوظائف وتسمح لمصر باختراق السوق الأمريكي وخاصة في قطاع المنسوجات.
وضرب جيتلسون مثلاً على ذلك بما صرح به هشام قنديل رئيس الحكومة المصرية عندما أوضح أن بلاده تريد الحفاظ على اتفاقية السبع سنوات الخاصة بالمنسوجات مع إسرائيل.
يذكر أن هذه الاتفاقية تقر بإلغاء الرسوم على العديد من الصادرات المصرية التي تذهب للسوق الأمريكي ويتكون 10 % منها من مكونات إسرائيلية ، وبالرغم من وجود بعض المسئولين المصريين الذين طالبوا بخفض نسبة هذه المكونات ، إلا أن محمد أبو باشا اقتصادي في بنك هيرمس قال " إنه من الصعب مشاهدة الاتفاقية تختفي فجأة ".
وفي هذا الصدد، أكدت ماجدة قنديل المدير التنفيذي السابق في المركز المصري للدراسات الاقتصادية ، أنه خلال السبع سنوات الماضية كانت الاتفاقية مفيدة للطرفين ، فإسرائيل تستفيد من العمالة المصرية الرخيصة و صورة تطبيع العلاقات التجارية مع الجيران العرب ، وبالنسبة لمصر فإنها تنتفع من فرص الوظائف المتزايدة و مساعدة المصدريين بالرغم من الأزمة المالية العالمية.
وتستأنف "لكن ليس معنى ذلك استمرار كل الاتفاقات الاقتصادية ، ففي أبريل الماضي ألغت مصر اتفاقية تصدير الغاز الطبيعي إلى إسرائيل".
أما إيهود ياري المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ، علق قائلاً " إن تجارة إسرائيل مع مصر منذ إلغاء اتفاقية الغاز أصبحت قليلة " ، مؤكداً أنه من المهم سياسياً الحفاظ على العلاقات التجارية. مواد متعلقة: 1. مصر بوابة إسرائيل للتخلص من الهجرة غير الشرعية 2. صحيفة إسرائيلية: فلسطينيون يتظاهرون ضد غلق مصر أنفاق التهريب 3. خبير عسكري: إسرائيل كانت ستضرب السد العالي بالنووي