أ ش أ: انتقد فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة، وضع المجتمعات الغربية معايير لحرية التعبير ثم فرضها على باقي المجتمعات، مبينا أن المسلمين بالفعل يقدرون حرية الرأي لكنهم في الوقت ذاته يستطيعون أن يتعرفوا على خطاب الكراهية من قبل الغرب . وقال في مقال له نشرته (رويترز) في إطار حملة لدار الإفتاء للتعريف بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والإسلام في أمريكا وأوروبا: "إن الهدف الأسمى الذي ننشده كمسلمين هو التعايش السلمي مع الآخرين رغم أن العالم يكرس جهده للسخرية من شخص مقدس لدى أكثر من مليار ونصف شخص ليتجه نحو اللا تقدم بل التخبط ومع ذلك لا يقر المسلمون العنف تجاه المسيئين لدينهم ورسولهم".
وطالب مفتي الجمهورية جميع القادة المسلمين بأن ينفسوا عن اعتراضهم ضد صور خطاب الكراهية من خلال أكثر الطرق السلمية والقانونية فقط ونبذ كافة أشكال العنف، مهيبا في الوقت نفسه بوسائل الإعلام الغربية بأن تمارس المسئولية فيما تنشره لأن مثل هذه الاستفزازات تعزز فقط من التكتلات المتطرفة في العالم وتشيع الكراهية .
كما طالب مفتي الجمهورية في مقاله الذي نقله بيان لدار الإفتاء المصرية اليوم السبت، المسلمين بألا يعيروا أي اهتمام لهؤلاء المهمشين الذين يحاولون نشر الكراهية وألا يسمحوا لتلك الأحداث أن تفسد العلاقات القائمة منذ زمن بعيد مع مختلف الطوائف المسيحية في مصر، مجددا استنكاره الشديد لكافة أفعال التحريض الطائفي الذي يحدث على أرض مصر.
وأضاف الدكتور علي جمعه:"أننا مستعدون للتعاون مع كافة التيارات التي ترغب في القضاء على الطائفية ونؤكد بكلمة واحدة أن المسلمين والمسيحيين في مصر شريكان في مهمة أعمار الدولة التي نحيا فيها مواطنين على قدم المساواة".
وقال فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعه في مقاله: " إن الأزمة الحالية هي نتاج لعدة عوامل معقدة"، مؤكدا أن حصر السبب وراء تلك الموجات العنيفة لمجرد نشر الأفلام والرسوم والكتابات المسيئة التي يقوم بها بعض المتطرفين هو ضرب من السذاجة، مضيفا: "يجب أن نضع في الاعتبار نقاط الخلاف المتعددة بين المسلمين والغربيين التي يشهدها العالم كافة في يومنا هذا".
وأوضح المفتي أنه من العوامل الأساسية التي تحول بشدة دون التعايش والتقارب بين الإسلام والغرب عدم كشف النقاب عن الانتهاكات السافرة المتعلقة بالحرب على العراق والهجمات المنتظمة المتعاقبة في أفغانستان وباكستان وطريقة معاملة الأبرياء من المسلمين في (جوانتانامو) وكذلك العنف المستمر منذ عقود في فلسطين.
وأشار إلى أنه من العوامل الأساسية التي تحول بشدة دون التعايش والتقارب بين الإسلام والغرب، ما شاهدناه في الآونة الأخيرة من محاولات منسقة لتهميش مسلمي أوروبا من خلال حظر الحجاب والمآذن وغيرها من الرموز المسلمة في الوقت الذي نرى فيه الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا تشوه دائما صورة مواطنيها من المسلمين وتعتبرهم دخلاء غير مرغوب فيهم.
ولفت الدكتور جمعه إلى أن الإصرار على تأجيج وإشعال تلك التوترات المتمثل في نشر مواد مؤذية ومهينة في محاولة متهورة من التبجح تأكيدا على تفوق الحريات الغربية المزعومة على العقلية المسلمة هو عين التحريض من قبل المتطرفين في الغرب.
وشدد على أنه من بين كافة المقدسات الإسلامية لا يوجد ما هو أقدس من شخص النبي محمد ذاته (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن المسلمين لا يذكرون اسمه إلا ويجدون أنفسهم مجبرين على أن يصلوا عليه ولذلك فإن مئات الملايين من المسلمين لا يوقرون النبي فحسب بل مدينته أيضا التي اتخذها وطنا له تهفو أنفسهم لزيارتها كما يحبون النبي أكثر من أنفسهم وأن الغالبية العظمى من المسلمين لا يطيقون أن يتم التعدي بصورة غير لائقة على هذا النبي الذي يحبونه بشدة بل هو جزء لا يتجزأ من هويتهم . مواد متعلقة: 1. د. علي جمعة: "الإفتاء" تقوم بدورها من خلال وصل المسلمين بأصول دينهم 2. د. علي جمعة: مصر تعيش لحظات فارقة جديرة بالمتابعة والاعتبار 3. علي جمعة: رفض الأحزاب الإسلامية لقرض صندوق النقد الدولي ليس له «ما يبرره»