الأناضول: يترقب مسيحو الشرق الانتخابات البابوية للكنيسة المرقسية التي ستبدأ يوم الرابع والعشرين من شهر نوفمبر المقبل. وبينما يتنافس في هذه الانتخابات 17 مرشحاً بينهم 7 أساقفة و10 رهبان، انتهت لجنة القيد من إعداد القوائم النهائية للناخبين وعددهم 2411 ناخباً يحق لهم الاقتراع بحسب لائحة 1957 المنظمة للانتخابات البابوية ويرشحهم أساقفة الأبرشيات.
ويتنافس علي مقعد البطريرك كل من الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس "مهندس"، وسكرتيرا البابا الراحل الأنبا يوأنس "طبيب" والأنبا بطرس "بكالوريوس زراعة".
كما يتنافس على مقعد البطريرك الأنبا كيرلس أسقف ميلانو بإيطاليا "مهندس"، والأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة "طبيب"، والأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط والملقب بفيلسوف الكنيسة "طبيب"، والأنبا تواضروس الأسقف العام بالبحيرة "صيدلي".
وينص القانون المنظم للانتخابات البابوية علي ضرورة ألا يقل عدد المتنافسين علي الكرسي البابوي عن 5 مرشحين ولا يزيد عن 7، فيما وضعت لجنة 18 المشرفة علي الانتخابات البابوية 20 معيارا لتصفية المرشحين بعد الانتهاء من فحص الطعون المقدمة ضدهم.
ومن أبرز هذه المعايير: إتقان اللغات الأجنبية، والحصول علي مؤهل عال، والنجاح في الخدمة الروحية، ووجود مؤلفات للمرشح في المسيحية، وحب شعب الكنيسة له.
لكن مصدراً مسئولاً بلجنة ال 18 قال: إن المعايير العشرين تنطبق علي كل المرشحين ولذا سوف نلجأ للاقتراع بين المرشحين لتصفيتهم إلي ما بين 5 أو 7 مرشحين بحسب الأصوات التي سيحصل عليها كل مرشح من زملائه.
وحول حظوظ المرشحين لخلافة بابا الأقباط، قال مصدر مسئول بلجنة القيد – طلب عدم ذكر اسمه – إن الأنبا رافائيل "تلميذ الأنبا موسي أسقف الشباب" سيحصل علي أعلي الأصوات؛ نظراً لأن شعب الكنيسة يحبه.
لكن رافائيل يعيبه - بحسب المصدر ذاته - أنه مريض مما يسهل الطعن عليه للخروج من حلبة الصراع.
الأنبا يوأنس شقيق الأنبا غبريال أسقف بني سويف قد يضمن أيضاً – كما يقول المصدر - عدد كبير من الأصوات باعتباره خريج دير المحرق الذي ينتمي إليه كل من: الأنبا تيموثاؤس أسقف الزقازيق، والأنبا بيمن أسقف قوص ونقادة، والأنبا اسطفانوس أسقف ببا، والأنبا ويصا أسقف البلينا، والأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي، بما يعني أن عدد الأصوات التي ينتظر أن يحصل عليها 136 صوتاً انتخابياً موزعة على النحو التالي: الزقازيق (26 صوتاً)، ونقادة (21 صوتاً)، ونجع حمادي (31 صوتاً)، وببا (23 صوتاً)، والبلينا (35 صوتاً).
علاوة علي سيطرة يوأنس علي قطاع الصعيد بالكامل وهو ما يضمن له 101 صوت انتخابي إضافي موزعة على النحو التالي: أسقفية أسوان (21 صوتاً)، والأقصر (22 صوتاً)، وقنا (20 صوتاً)، سوهاج (38 صوتاً)؛ نظراً للعلاقة الطيبة التي تربط أساقفة الأقاليم السابقة بالأنبا غبريال أسقف بني سويف وشقيق الأنبا يوأنس.
كما يحتفظ سكرتير البابا الراحل بعلاقة طيبة بأساقفة المهجر بحكم كونه الذراع اليمنى للبابا شنودة طيلة حياته الذي صاحبه في كل أسفاره بالخارج، وهذا قد يضمن له الحصول على نسبة كبيرة من أصوات المهجر والبالغ مجموعها 272 صوتاً انتخابياً.
وتتوزع أصوات المهجر كالتالي: ألمانيا (15 صوتاً)، والقدس (32 صوتاً)، والولايات المتحدة (96 صوتاً)، وأم درمان (17صوتاً)، وإيرلندا (22 صوتاً)، وأوروبا (31 صوتاً) ، والمملكة المتحدة (21 صوتاً)، وايطاليا (18 صوتاً)، والنمسا (20 صوتاً) بمجموع 272 صوت "من المهجر فقط.
كذلك يتمتع يوأنس بعلاقات طيبة مع الناخبين بالإسكندرية البالغ عددهم 32 ناخباً.
الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ينافس بقوة أيضا على منصب البابا؛ فهو يشرف علي أكثر من أبروشية وهي: كفر الشيخ، والمحلة، والأقصر، وميت غمر، وكذلك دير القديسة دميانة للراهبات.
كما يدعم بيشوي بشكل أساسي كل من: الأنبا تادرس أسقف بورسعيد، والأنبا بنيامين أسقف المنوفية، والأنبا إبرام أسقف الفيوم.
وبهذا يتوقع أن يحصل الأنبا بيشوي علي 17 صوتاً انتخابياً من بورسعيد، و28 من المنوفية، و25 من الفيوم ، و26 من كفر الشيخ، و18 من المحلة، و22 من الأقصر وينافسه فيها الأنبا يوأنس، و26 من ميت غمر.
إضافة إلي عدد كبير من الناخبين بالقاهرة البالغ عددهم 96 وإن كان بعضهم سيصوت للأنبا رافائيل أو يوأنس ، كما أنه المسئول الأول عن التحويلات المالية لأقباط المهجر والتي تتجاوز مليار ونصف المليار دولار "سنوياً".
وفي هذا الصدد قال الباحث القبطي سليمان شفيق إن إشراف بيشوي علي عدد كبير من الإبروشيات يضمن له المنافسة بقوة في الانتخابات.
وأضاف أن بيشوي سيحصل علي بعض أصوات أقباط المهجر؛ نظرا لكونه مسئولاً عن تبرعات أقباط المهجر وإن كان حظ الأنبا يوأنس من أصوات المهجر ستكون أكبر منه، مشيراً أن كل الأصوات المعارضة لبيشوي ستذهب ليوأنس.
ورأى أن أصوات البحر الأحمر كلها (16 صوتا) ورهبان دير البحر الأحمر الذين خدموا في كنائس عديدة بمصر والمهجر سوف يكون لهم دور كبير في دعم يوأنس الذي ينتظر أن يحصل علي 30% من الأصوات.
ورغم توقع شفيق حصول بيشوي علي نسبة تتراوح من 30 إلى 35 % من الأصوات الانتخابية، لكن قال إن هناك ورقة قد تخرجه من الانتخابات، دون أن يفصح عنها.
لكن مصدر بارز بالكنيسة القبطية – آثر عدم ذكر اسمه - قال إن بيشوي يترقب تقديم طعن عليه قد يكون كفيلاً بإقصائه من الانتخابات البابوية تماماً، وهو لا يخص أخته المسلمة، لكنه عبارة عن "شهادة" تفيد بطرده من دير السريان الذي ترهبن فيه لمدة 4 سنوات ثم تم طرده من الدير "لأسباب خاصة".
وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه الشهادة يمتلك أحد سكرتارية البابا الراحل شنودة الثالث نسخة منها، ويمكنه استخدامها في أي وقت، خصوصاً وأنه أحد المرشحين المنافسين لبيشوي في الصراع علي الكرسي البابوي.
وبعد رافائيل ويوانس وبيشوي يأتي في المركز الثاني من حيث المنافسة على خلافة بابا الأقباط كل من: الأنبا كيرلس أسقف ميلانو – الذي يدعمه قطاع عريض من أصوات المهجر، والأنبا الأنبا تواضروس الأسقف العام بالبحيرة الذي يدعمه الأنبا باخوميوس مطران البحيرة والقائم مقام بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية.
أما الرهبان فأبرز المرشحين منهم: القمص رافائيل افامينا الذي له حضور كبير بين الرهبان نظراً لاختياره من قبل البابا كيرلس السادس في 28 من يناير عام 1965م ليكون تلميذاً وشماساً خاصاً، وقد تمت رهبنته في دير مارمينا في 7 أغسطس 1969م .
وكذلك القمص بيشوي الأنبا بولا رهبان دير الأنبا بولا بسلسلة جبال البحر الأحمر وهو يشتهر بالزهد الشديد، وقد قضى ما يقرب من 32 سنة في الرهبنة.
إلي ذلك كشف مصدر كنسي عن توقيع المرشحين ال 17 للكرسي البابوي تعهداً بقبول نتائج القرعة الهيكيلة – أيا ما كانت – مع دعوة الشعب المسيحي بالكامل للصيام ثلاثة أيام قبل إعلان البطريرك ليظهر وكأنه اختيار الروح القدس.
وأضاف المصدر أن الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريرك أصر علي توقيع المرشحين جميعهم هذا التعهد، ملوحاً باستبعاد من يرفض التوقيع من التصفية النهائية. مواد متعلقة: 1. الكنيسة تقرر 2 ديسمبر قداس القرعة الهيكلية لاختيار البابا القادم 2. القضاء يتلقى دعوى جديدة لوقف انتخابات البابا 3. «قبطية» تقاضى الأنبا باخوميوس لاستبعادها من الترشح على «منصب البابا»