ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه بعد عام واحد من فشل الفلسطينيين في الحصول على عضوية الأممالمتحدة من خلال التصويت بمجلس الأمن، فإنهم يعودون إلى الجمعية العامة الأسبوع المقبل لمسعى رمزي إلى حد كبير وهو الحصول على وضع دولة غير عضو، مع حملة ينظر إليها العديد من المحللين على أنها جهد طويل المسار لاستعادة انتباه العالم الذي تراجع عن القضية الفلسطينية. وأشارت الصحيفة على موقعها الإلكتروني إلى أن الوفد الذي يتوجه إلى نيويورك نهاية هذا الأسبوع هو نصف حجم وقد العام الماضي، وليس هناك أي حفلات أو اجتماعات عامة تم التخطيط لها هذه المرة خلال القاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابه في 27 سبتمبر أمام الجمعية العامة، بل إن الخطاب يأتي هذه المرة بعد أيام من الاضطرابات في مختلف أنحاء الضفة الغربية التي تركز على السلطة الفلسطينية أكثر من المحتل الإسرائيلي.
وأضافت أنه مر عام بدون محادثات سلام، وكان عام تدهوت فيه الظروف الاقتصادية للفلسطينيين، كما توسعت المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ووعود المصالحة بين حركة فتح التي يتزعمها عباس وحماس التي تسيطر على قطاع غزة لم تتحقق.
ولفتت إلى أنه في الوقت نفسه، تراجعت شعبية عباس إلى 46% هذا الشهر مقابل 67% في سبتمبر 2011، وفقا للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، في حين أن الثورات في العالم العربي والبرنامج النووي الإيراني يصرف المجتمع الدولي عن النضال الفلسطيني.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن نبيل شعث، كبير المفوضين الفلسطينيين قال في مقابلة مع الصحيفة "لقد أضعنا عاما كاملا، وهذه الخسارة ستكلفنا الكثير في ظل الظروف التي يعاني منها شعبنا، ولا يوجد مثيل لمثل هذا الإحباط.. لا ينبغي استمرار هذا المأزق، وهذا الباب المغلق".
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أنه بينما يوجد تأييد واسع للمسعى بالأممالمتحدة بين القادة الفلسطينيين وفي الشارع، فإن هناك أيضا دعوات متزايدة للتحرك بشكل جذري التخلي عن اتفاقات أوسلو التي حكمت العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية منذ نحو عقدين، أو حل السلطة الفلسطينية.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد اجتماعين ساخنين هذا الأسبوع، وفقا للمشاركين، قال عباس لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في غضون 10 أيام من عودته من نيويورك إنه يريد قرار بالتخلي عن أوسلو أو إجراء انتخابات وطنية واستبداله.
ونقلت عن زكريا القاق، أستاذ الأمن القومي في جامعة القدس قوله "عشرون عاما من أوسلو و20 عاما من السلطة الفلسطينية و20 عاما من كل الوعود انتهت بالفشل" .. مضيفا "إنهم يحاولون تخويف الإسرائيليين، لأن إسرائيل تنظر إلى أوسلو باعتباره إنجازا سياسيا عبقريا.. إنهم يريدون تخويف الأمريكيين والأوروبيين".
وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني شاهدوا المزيد من المواقف ورسم السياسات الخطيرة، ويحذرون من أن أي فراغ يمكن أن يوفر فرصة للمتطرفين .. مشيرة إلى أن الغرض من اتفاقات أوسلو، وقعت في عام 1993 و 1995، تشكيل حكومة مؤقتة لمدة خمس سنوات، وإقامة سلطة فلسطينية للبدء في بناء الدولة في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات نحو وضع الحل النهائي. مواد متعلقة: 1. واشنطن ضد دولة فلسطينية غير عضو في الاممالمتحدة 2. عباس: سألقي خطابا أمميا أطالب فيه الاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو 3. عريقات: الخيار الوحيد أمامنا رفع مكانة فلسطين لدولة غير عضو