اندهش الفنان علاء عوض فور تلق خبر إزالة جرافيتي شارع محمد محمود، والذي قام برسمه مع بعض الفنانين وبمشاركة أشخاص عادية. وقال أن الحكومة بذلك أرادت محو الحقائق المسكوت عنها في الإعلام. وأكد علاء عوض في تصريح خاص ل"محيط" أنه كان يتوقع حدوث ذلك من الحكومة المصرية. وقال أن فن "الجرافيتي" الذي تم ممارسته بعد ثورة 25 يناير يعتبر فن رافض يمثل الإعلام في الشارع؛ لأن هذا الفن يناقش قضايا مهمة لم يتناولها الإعلام الموجة من السلطة، لكن "الجرافيتي" يكشف الحقائق، وهو اعتراض على الحكومة؛ ولذلك عندما يتم حذفه فهذا يعتبر حذف للحقائق والآراء والوقائع، فكما تعودنا عندما يصدر خبر يمحو ما كان يسبقه؛ ولذلك فمحو هذا الجرافيتي يعني محو الاعتراضات ضد النظام، بل ومحاولة محو ذاكرة الثورة؛ لأن الجرافيتي تعبير إيجابي عن الحدث، بمحوه تمحى ذاكرة الحدث نفسه. وأشار الفنان علاء أن إزالة هذا الجرافيتي زاد من رغبته في رسم جرافيتي آخر مع زملاءه، وقال: "لن نصمت وسنعود للشارع من جديد لنعبر عن اعتراضنا بفن الجرافيتي، وسنستخدم هذه المرة مساحات كبيرة ". متوقعا امتداد هذا العمل لعدة مراحل أخرى ستكون القادمة هي المرحلة الثانية. وكانت المجموعة الأساسية التي قامت برسم جرافيتي شارع "محمد محمود" مكونة من الفنان علاء عوض المعيد بكلية الفنون الجميلة، والفنانين عمار أبو بكر، هناء الديغم، ومحمد المشير، بالإضافة إلى آخرين انضموا لهم للمشاركة في هذا العمل الذي استمر نحو أربعين يوما، ضمنهم أشخاص عادية أضافوا بعض الكتابات التعبيرية على الرسوم، من بينهم مجموعات من الألتراس وآخرين. والجدير بالذكر أن الفنان علاء عوض لم يتوقف عن ممارسة الجرافيتي في شارع محمد محمود فقط، بل شارك في عمل جرافيتي في شارع "شامبليون" أثناء أحداث السفارة الإسرائيلية. كما شارك في جرافيتي في "الأقصر" خلال الانتخابات الرئاسية. أما عن آخر جرافيتي تناوله فكان على الجدار العازل الإسرائيلي في بوابة "فاطمة" بكفر "كلا" في جنوب لبنان. وشرح عوض الجرافيتي الأخير له بأنه تناول جملة مكتوبة باللغة الهيروغليفية القديمة، وهي عبارة عن مقولة واحدة مأخوذة من لوحة "النصر" للملك مرنبتاح الموجودة في المتحف المصري، ترجمتها بالعربية تعني: "وقد سحقت إسرائيل ولم يعد لبذرتها وجود". وأوضح الفنان أن هذه اللوحة الوحيدة التي تذكر كلمة إسرائيل في أعمال المصري القديم، فبني إسرائيل كانوا قبائل رعوية رفضتها الشعوب في هذا الوقت، ولم يكن لهم ملك ولا ملك ولا حضارة، بل كانوا قبائل تعيش على التطفل على الشعوب الأخرى؛ فلفظتهم تلك الشعوب، كما أنهم كانوا يتعاونوا مع أعداء القدماء المصريين من قبائل شعوب البحر المتوسط لغزو مصر في هذه الفترة، لكن وجه لهم الملك مرنبتاح ضربة عسكرية موجعة. مواد متعلقة: 1. المعهد الفرنسي يستضيف "جرافيتي الثورة" 2. شريف عبدالمجيد يصدر كتابا يوثق جرافيتي الثورة 3. 25 فنان في مهرجان "الجرافيتي" الرابع يعبرون عن الثورة