من أجمل لوحات الجرافيتي التي ظهرت خلال الثورة المصرية تلك الموجودة علي جدران سور الجامعة الأمريكية وامتداد شارع محمد محمود. إبداع لا مثيل له ومساحات كبيرة استغلها بامتياز الفنانان عمار أبو بكر وعلاء عوض بمشاركة هناء الديغم ومحمد خالد في عمل رسومات رائعة لشهداء مجزرة الألتراس في بورسعيد ولوحات مستلهمة من التاريخ الفرعوني العظيم. لكل جدارية قصة ولكل رسمة حدوته رواها لنا بالتفصيل علاء وعمار. الجدارية الجميلة بدأ العمل بها مع بداية شهر فبراير، مباشرة قبل حادث بورسعيد. هذه الجدارية تعبر عن القضاء في محكمة الظلام من يقاضي ويحاكم هم اللصوص. عمار اهتم بتوثيق شهداء بورسعيد وتعريف الناس بأسمائهم وصورهم. أما علاء فاتجه لرسم لوحات اتسمت بطابع فرعوني بينما تعبر في الوقت ذاته عن الوضع الحالي في مصر. كل لوحة رسمها علاء لها قصة ومدلول.. حب علاء للفن المصري القديم بدأ منذ أيام الكلية "كنت مبهورا بالمتاحف والمعابد الأثرية وكنت أعتبرها مثل أتيليه مفتوح ومدرسة لكل عشاق الفنون. ومع إقامتي المستمرة في الأقصر وسط المعابد والمقابر الفرعونية ازداد شغفي وتأثري بهذه الحضارة العظيمة" المشاهد الفرعونية في الجدارية ليست مأخوذة حرفياً من التاريخ الفرعوني، لكن أعيد صياغتها وتركيبها لتظهر في شكل جديد يعبر عن الحال والعصر.. هجوم الأمن المركزي علي المتظاهرين، كان مثل خروج الثيران الهائجة التي تجري في الشوارع، لكن مع ذلك استطاعت هذه الفتاة الجميلة التي تمثل الثوار إيقافها وترويضها. نحن نعيش الآن فترة ظلامية، الحقائق فيها محرفة ومقلوبة، فالقط يحمل المروحة للفأر ويهوي له، ويقدم له الطعام، بينما يجلس الفأر في استرخاء يستنشق رحيق زهرة اللوتس. صورة لجنازة الشهداء، حلقة للوصل بين حالة الشهيد في الأرض وحالته في السماء. في الأرض تكرم الجموع الشهيد بالسير في جنازته وتحيته. أما في السماء وكما تقول كل الأديان فالشهيد حي مكرم في أعلي الدرجات تقدم له الحوريات الشموع، ويحيي روحه الإله الأعلي. بعض شخصيات الأسري عند المصري القديم كانت اللحية حاضرة في وجوههم. الذقن ليست حكراً علي أحد، ولاتدل علي تدين شخص أكثر من الآخر. في الثقافة المصرية الدين هو علاقة بين الإنسان وربه.. يوم حادث بورسعيد كان هناك غضب شديد، كان هناك وطاقة هائلة متفجرة في شارع محمد محمود وشارع منصور. هذه الروح وهذا الحماس وهذه الطاقة شجعتنا علي العمل علي تقديم شيء يليق بالشهداء الذين راحوا ضحية الغدر في بورسعيد. هذه اللوحة للشيخ عماد عفت علي حائط مكتبة الجامعة الأمريكية مكتوب بجانبها الآيات القرآنية التي تحث علي الانتصار للحق.. المرأة المصرية في الثورة لاقت سوء معاملة وعنفا من المجلس العسكري، كما لم يعترف بدورها الإخوان والسلفيون وحاولوا إقصاءها وتهميشها. لكن الشعب المصري رفض كل أنواع التعدي علي المرأة.. الملكة وهي ترضع ابنها. رمز لتوريث السلطة الذي رفضه الشعب المصري بكل طوائفه. بعض الرسومات التي رسمها عمار وعلاء تم إزالتها من سلطات الحي. ويقول عمار "رسومات لنا تم تشويهها ومسحها في شارع محمد محمود، ماعدا جدارية الجامعة الأمريكية التي حماها المتظاهرون والموجودون بالمنطقة. لكن بالنسبة لنا لايوجد أدني مشكلة، عندما مسحوا رسمة الثيران مثلاً رسمها علاء في اليوم التالي مباشرة. وأهم شيء بالنسبة لنا أن نوثق مارسمناه من خلال الصور"