«الفن الزائر».. أحد ألوان الفنون التى خرجت من رحم الثورة المصرية والتى انتشرت بشكل واسع فى الميادين والشوارع تحكى تاريخ شعب ثار على القهر والذل وضحى بشبابه فى سبيل هدم دولة الفساد وتلمس طريق الحرية والكرامة. هجر بعض الفنانين التشكيليين معارضهم واتجهوا إلى أسوار الجامعة الأمريكية والمترو وميدان التحرير لرسم أروع اللوحات الثورية والبورتريهات الفنية التى تجسد ملامح الثورة المصرية بخطوط إبداعية. أكتوبر التقطت العديد من الصور لأجل هذه اللوحات الجدارية الرائعة بميدان التحرير وشارع محمد محمود والتقت صاحب الفكرة وبعض الفنانين الذين يشاركونه العمل. عماد أبو بكر فنان تشكيلى «صاحب الفكرة» ومعيد بكلية الفنون الجميلة بالأقصر مسقط رأسه، جاء من جنوب مصر إلى ميدان التحرير ليرسم أجمل اللوحات حيث يقول: بدأت الرسم فى الشوارع والميادين يوم 27 مايو 2011 بميدان التحرير ثم بعد ذلك قمت بالرسم فى أحداث محمد محمود. وللعلم ما نرسمه لا يستمر طويلا بل قد تتم إزالته بسرعة ويرسم مكانه من جديد وفقا لتطورات الأحداث وهذه هى وظيفة الفن الزائر. وتابع: نحن سعداء بذلك لأن رسالة الفن تكمن فى توصيل رسالة معينة للجمهور فمثلا فى أحداث بورسعيد الأخيرة المجزرة التى وقعت فى الاستاد قمت أنا وثلاثة فنانين آخرين محترمين برسم بورتريهات لشهداء الألتراس الأهلاوى بجانب لوحات فرعونية لإيصال رسالة أننا شعب نتمتع بحضارة عريقة. ويضيف عماد أن الخامات والألوان التى نرسم بها من مادة البلاستيك وهى مواد ليست غالية الثمن. حتى وان كان ثمنها 500 جنيه نقوم بجمعها من بعضنا البعض ولا نريد تمويلا من أحد رغم أننا لسنا أثرياء وأغلبنا ليس من سكان القاهرة لكن لا نريد أن يتهمنا أحد بأننا عملاء أو نعمل وفق أجندات خاصة. لذا فإننى أؤكد أن مانقوم به قائم بالجهود الذاتية ووفق آرائنا الشخصية وإدراك حقيقى لقيمة الفن. وجائزتنا هى مشاهدة الناس لأعمال لنا، ومؤخرا بدأ العديد من الفنانين الشباب إدراك معنى ذلك وانضموا إلينا وهى دعوة أوجهها إلى فنانى مصر حتى يتركوا قليلا أتليهاتهم ومعارضهم فى الأماكن الخاصة. والتى يقومون فيها بتوجيه الدعوات إلى النخبة لكن الثورة تطلب منهم أن ينزلوا ويلتحموا بالمواطنين فى الشارع. ورغم مانتعرض له من متاعب وصعوبات فإن نظرة إعجاب وكلمة تقدير من الناس البسيطة تزيل كل هذه المتاعب. وأضاف: نحاول أيضا بث حالة من الطمأنينة لدى المواطنين لأن الإعلام والصحافة خلقت حالة من الصراع والفزع بين المواطنين لكنى أتعامل مع هذه الحالة بالرسم المحايد، وأعتقد أن شهداء الألتراس من الأطفال والشباب الصغير نالت حالة من التعاطف الشديد معهم وأنا مهتم جدا بتخليد ذكرى الشهداء لأنهم وقود الثورة ولذلك قمت بتركيب أجنحة لهم إيمانا منا بأنهم يستطيعون التحليق عاليا كالملائكة. أما هناء الديغم فنانة تشكيلية مصرية متزوجة تقيم فى برلين تقول: انضممت إلى فريق عمل أبو بكر للمشاركة فى إنجاز تلك اللوحات الجدارية وهى أول مرة أشارك فيها بالرسم فى الشارع لكنى عندما كنت فى برلين كنت أقيم معارض هناك أما الآن فنحن نرسم شهداء بورسعيد على سور الجامعة الأمريكية وقبل ذلك قام زملائى برسم فاقدى العيون ولكن تمت إزالتها وهذه ليست مشكلة على الإطلاق الأهم أن يشاهدها الناس لبعض الوقت وهذه هى وظيفة الفن الزائر وفريق عملنا متعاون جدا ومؤمن بالأفكار الثورية.