عُقِدَ المؤتمر الأول للمدرسة الأوروبية العربية للأورام من 13 حتى 15 سبتمبر، لإتاحة الفرصة لشباب الأطباء المتخصصين في علاج الأورام بجميع مراكز السرطان في مصر ومختلف دول العالم للتعرف على أحدث التطورات في مجالاتهم. كما ألقى المؤتمر الضوء على علاجات سرطان الثدي الجديدة، والتي تبث روح الأمل للمرضى. ومن جانبه، صرح الدكتور حمدي عبد العظيم أستاذ ورئيس قسم علاج الأورام، جامعة القاهرة، قائلاً: "تعتبر موافقة منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية، والاتحاد الأوروبي على إطلاق عقار "إيفيروليموس" نقطة تحول في العلاج الهرموني لسرطان الثدي إذ يحقق طفرة كبيرة في فترة التحكم في المرض مقارنة بجميع العلاجات الأخرى.
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة هبة الظواهري رئيس قسم علاج الأورام بالمعهد القومي للأورام، أن سرطان الثدي المتقدم يشمل سرطان الثدي المنتشر في الجسم (المرحلة الرابعة) وسرطان الثدي المنحصر في منطقة الثدي فقط (المرحلة الثالثة).
وتشير التقديرات إلى أن نسبة الشفاء في المرحلة الأولى والثانية تتراوح ما بين 75% إلى 90% وتقل عن ذلك في المرحلة الثالثة والرابعة مما يؤكد أهمية التشخيص المبكر." وأوضح الدكتور مصطفى الصيرفي رئيس الجمعية المصرية لأمراض السرطان، أن من الخواص المعروفة عن سرطان الثدي احتواء خلاياه على مستقبلات الهرمونات في 70% من الحالات.
وهذه المجموعة من الأورام تتفاعل مع هرمونات الأنوثة الإستروجين والبروجسترون، والتي تساعد على نمو الخلايا السرطانية.
وأضاف عبد العظيم: "اكتشاف عملية تنشيط ال mTOR يعد السبب الرئيسي لمقاومة الخلايا السرطانية للعلاج الهرموني، ويمنع استخدام عقار "إيفيروليموس" مقاومة العلاج الهرموني". ويقول الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ ومدير مركز الأورام بجامعة القاهرة: "تمثل الموافقة على عقار إيفيروليموس طفرة في علاج سرطان الثدي على مدار ال30 عاماً الماضية".
وأضاف: "قد أجريت دراسة على مجموعة من السيدات المصابة بسرطان الثدي المتقدم، وتم إضافة عقار إيفيروليموس إلى العلاج الهرموني التقليدي وأظهرت النتائج أن إضافة عقار "إيفيروليموس" أدى إلى توقف تقدم المرض لمدة 7.8 شهر في المتوسط مقارنة ب 3.2 شهر عند استخدام العلاج الهرموني منفرداً، مما يضاعف من استفادة المرضى". ومن جانبه، علق الكتور علاء الحداد، عميد المعهد القومي للأورام والرئيس الشرفي للمؤتمر قائلاً: "يعد المؤتمر نموذجاً يحتذى به لزيادة معلومات خبراء الأورام، كما أننا في حاجة لتعزيز التعاون والشراكات لتقديم أحدث العلاجات للمرضى".
وأضاف، "قد شهد علاج سرطان الدم النخاعي المزمن تطوراً ملحوظاً على مدار ال15 عاماً الماضية، خاصة بعد تطوير عقار "إيماتينيب" المعروف باسم "الرصاصة السحرية لعلاج السرطان. واليوم، أصبح لدى مرضى سرطان الدم النخاعي خيارات علاجية متميزة تحقق معدلات شفاء مرتفعة".
وتعليقاً على تطور علاج ساركوما الجهاز الهضمي، قال الدكتور محسن مختار، أستاذ طب الأورام بجامعة القاهرة: "كانت أورام الجهاز الهضمي تشخص تشخيصاً خاطئاً على مدار ال 10 أعوام الماضية.
وبعد اكتشاف المسبب الرئيسي لهذا النوع من الأورام، مستقبل "C-Kit"، حققنا نجاحاً عظيماً باستخدام "إيماتينيب"، مما ساعد على رفع معدلات الشفاء خلال ال 5 سنوات الماضية من 30% إلى 80%". كما علق الدكتور شريف نجيب، أستاذ جراحة الأورام، جامعة القاهرة، أن جراحات الثدي شهدت تطوراً كبيراً خلال العشر سنوات الأخيرة كان هدفها الحفاظ على المظهر الأنثوي للمرأة والبعد عن عمليات الاستئصال الجذري والبتر، وتم ذلك من خلال دمج جراحات التجميل مع الأورام بالإضافة إلى عمليات البناء الفوري."
يذكر أن عقار "إيفيروليموس" يقدم على هيئة أقراص مما يتح للمرضى ممارسة الحياة بشكل طبيعي أثناء العلاج.