نجح الاطباء فى علاج حالات سرطان الكبد المتأخرة والتى فشلت فى علاجها جميع الأدوية الكيماوية والهرمونات، وذلك باستخدام أسلوب علاجى جديد يعرف ب"العلاجات الموجهة" والذى ساعد على مقاومة نمو المرض بنسبة 74 %، وأدى إلى زيادة فرص الحياة والإعاشة بنسبة 44%. ويعتمد الاسلوب العلاجي الجديد على استخدام عقاقير موجهة تعمل على تثبيط نشاط وإقلال عمل بروتين يعرف ب"راف كيناز" الذى يساعد على نمو الخلايا السرطانية. صرح بذلك الدكتور حمدى عبدالعظيم استاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة أمام مؤتمر جديد فى علاج سرطان الكبد، والذي يناقش على مدى ثلاثة أيام عددا من الموضوعات والابحاث حول الجديد فى علاج سرطان الكبد, وشارك فيه نخبة من الاطباء والمتخصصين فى هذا المجال من مصر والخارج. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الدكتور حمدى عبد العظيم قوله إن بروتين "راف كيناز" يعد من أهم البروتينات التى تم اكتشافها، ولها دور محورى فى نمو الخلايا السرطانية الكبدية وزيادة تكوين الأوعية الدموية المغذية لها، ووجد فى حالة نشطة جدا فى حوالى 60 إلى 80 % من مرضى سرطان الكبد، مشيرا إلى أن العقار الجديد يعمل على تثبيط نشاط هذا البروتين ويوقف نمو ونشاط الخلايا السرطانية تماما. وأضاف أن سرطان الكبد, يعد أحد أصعب الأورام من حيث إمكانية علاجها بالأدوية الكيماوية، وذلك لسببين رئيسيين، هما عدم استجابة سرطان الكبد للعلاج الكيماوى وسوء حالة وظائف الكبد نتيجة لوجود تليف كبدى مصاحب لسرطان الكبد، فى أكثر من 90 % من الحالات. ولفت إلى أن ذلك الأمر جعل معظم الأطباء المعالجين يحجمون عن علاج مرضى سرطان الكبد فى مراحله المتأخرة، وذلك تجنبا للأعراض الجانبية المصاحبة للعلاج الكيماوى، مشيرا إلى أن العلاجات الموجهة الجديدة حققت طفرة كبيرة فى علاج خلايا سرطان الكبد. ونوه بأن هذه العلاجات تم تجريبها على نحو 600 مريض مصاب بسرطان الكبد فى مراحله المتأخرة، وثبت نجاحه عن أى دواء آخر استخدم لعلاج هؤلاء المرضى، مضيفا أن الأعراض الجانبية المصاحبة لاستخدام هذا العقار، كانت فى النطاق الامن الذى يسمح باستعمال هذا العقار لمرضى سرطان الكبد بدون مضاعفات. وقال الدكتور جمال عصمت استاذ الجهاز الهضمى والكبد بكلية طب قصر العينى رئيس الاتحاد العالمى لدراسة الكبد، إن سرطان الكبد يعد من أكثر أنواع السرطانات انتشارا ويؤدى إلى حدوث 90 % من حالات الأورام، التى تصيب الكبد سواء كانت الحميدة او الخبيثة، وغالبا ما تتطور الحالة المرضية لمرضى السرطان نظرا لان أعراضه لا تظهر عادة إلا فى المراحل المتأخرة منه.