تل ابيب : ذكرت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوضح خلال محادثات مع عدد من الزعماء في الاتحاد الأوروبي أنه في حال استمرت المماطلة في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين حتى الخريف المقبل فإنه سوف يعقد مؤتمر سلام دولي. ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصادر لم تكشف عن هويتها ان المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يتوقع أن تبدأ خلال الأسبوعين المقبلين لكن أوباما يستعد أيضا لاحتمال فشل هذه المفاوضات ووصولها إلى طريق مسدود وفي هذا السياق يستعد لإمكانية عقد مؤتمر سلام دولي إذا تبين في شهر أيلول/ سبتمبر أو تشرين الأول/ أكتوبر أنها لم تحقق تقدما. وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن مؤتمرا دوليا كهذا سيتم عقده في إطار الرباعية الدولية التي تشارك فيها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، وأن هدف المؤتمر سيكون على ما يبدو طرح مسار دولي لإقامة دولة فلسطينية يشمل عددا من المبادئ المتعلقة بقضايا الحدود والترتيبات الأمنية واللاجئين الفلسطينيين والقدس. وأوضح الموظفون الإسرائيليون أن أوباما مصر على الدفع نحو إقامة دولة فلسطينية وأنه يحظى بتأييد زعماء أوروبيين الذين تعهدوا بأن يدعم الاتحاد الأوروبي أية خطة سلام أمريكية يتم طرحها، وأن التقديرات في إسرائيل هي أن خطة سلام كهذه سيتم طرحها حتى نهاية العام 2010 الحالي. ويتوقع البدء في المفاوضات غير المباشرة بعد اجتماع وزراء خارجية الدول العربية السبت، حيث يتوقع أن يفوض الوزراء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرة أخرى بالدخول في مفاوضات مع إسرائيل بوساطة أمريكية لمدة أربعة شهور ولذلك يبدو الشهرين أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر المقبلين أنهما حاسمين بالنسبة لعملية السلام. وأشارت "هآرتس" إلى أنه في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر سيعقد الاجتماع السنوي للجمعية العام للأمم المتحدة وسيتم خلالها التذكير بمرور عام على القمة الثلاثية التي شارك فيها أوباما وعباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. إضافة إلى ذلك فإنه في 26 أيلول/ سبتمبر ستنتهي مدة العشرة شهور لتعليق أعمال بناء جديدة في مستوطنات الضفة الغربية بموجب قرار حكومة إسرائيل وسيتعين على نتنياهو اتخاذ قرار بشأن وقف التعليق أو تمديده مثلما يطالب أوباما. لكن التقديرات في إسرائيل تفيد بأن أوباما سيرجئ عقد مؤتمر السلام الدولي والإعلان عن خطته السياسية بشأن عملية السلام إلى ما بعد شهر تشرين الثاني/ نوفمبر بسبب الانتخابات المتوسطة للكونجرس الأمريكي حيث يتوقع أن يبذل الرئيس الأمريكي جهودا كبيرة قبل هذه الانتخابات من أجل تقليل تعزز متوقع للحزب الجمهوري فيها، وفقا للتوقعات الإسرائيلية. في غضون ذلك ، قالت تقارير اعلامية ان الرئيس اوباما قدم وعدا لنظيره الفلسطيني محمود عباس باقامة دولة فلسطينية خلال عامين. ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن مسؤول مصري ، لم تسمه ، إن الرئيس أوباما وعد عباس بإقامة دولة فلسطينية في غضون عامين معتبرا أن الرئيس الأمريكي لديه قناعة بضرورة إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان. وكشف المسؤول مضمون الرسالة التي وجهها اوباما إلى عباس مؤخرا ودعاه فيها إلى زيارة واشنطن الشهر المقبل لاستئناف محادثات السلام. وكان المبعوث الأمريكي جورج ميتشل قد أجرى محادثات على مدى ثلاثة أيام مع القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية الأسبوع الماضي كما أنه من المتوقع أن يعود إلى المنطقة مجددا في الأسبوع المقبل. يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد أعرب في كلمة ألقاها أمس أمام حزب الليكود اليميني في تل أبيب عن أمله في إمكانية استئناف المحادثات مع الفلسطينيين الأسبوع المقبل. وقال نتنياهو إنه يعتزم التوجه إلى مصر يوم الاثنين المقبل لإجراء محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك لتسهيل استئناف المحادثات.