أن ما يمر به المجتمع المصري من تحولات أمر متوقع، نعلم جميعا إن حركة الإخوان كانت المفرخة التي أخرجت الجماعات المتشددة، مثل التكفير والهجرة والجهاد الإسلامي، عندما يصلون إلي الحكم سيكونون مثل الآخرين في التشدد، فمع صعود التيار الاسلامى السياسي بعد طول قمع طويل يدعو الى القلق على حرية المراه فالمرأة لها جميع الحقوق والحريات التي كفلها لها الإسلام، بشكل عام فإن التيار الإسلامي السياسي يتخذ موقفا معاديا لمساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات، حيث ان بعض هذه التيارات التى ترى فى النسوة عاراً يجب إخفاؤه، وخطيئة يجب التخلص منها، وأزمة تسير على قدمين، وغيرها من مظاهر النزعة الذكورية التى تعود بالمراه الى اطار العبوديه و ينعكس هذا في الدستور ونحن نبدي اهتماما شديدا بالنص في الدستور على حقوق متساوية للمرأة. لن يصدمنا شىء فى الفترة المقبلة، حيث تتبنى جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة التابع لها خطاباً معادياً لحقوق المرأة، ونحن جميعا نتذكر تصريحات أمينة المرأة في حزب الحرية والعدالة، منال أبو الحسن، التى أثارت موجة غضب هائله ضد الإخوان المسلمين عندما قالت فيها إن حزبها لم يشارك في المسيرة النسائية الحاشدة، التي عرفت إعلامياً بمسيرة «الحرائر» في كانون الأول من العام المنصرم احتجاجاً على انتهاكات الجنود بحق المتظاهرات «لأن المشارِكات فيها ممولات، ولديهنّ أجندة خاصة، ومن شارك فيها نساء لم يشاركن في الثورة أصلاً».
فيما ورد في خطاب د. مرسي عن المحافظة علي احترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة والأسرة والطفل، وإلغاء كل أشكال التمييز هو أمر يدعو للتفاؤل المؤقت، لكن السيدات المتحررات يجدن صعوبة في تصديق المواقف المنفتحة للاخوان المسلمين، فالرئيس مرسي رغم استقالته من التنظيم إلا أن تاريخه داخل التنظيم يظل يلاحقه. فيما يتعلق بعملها السياسي واشتغالها بالعمل العام، أن الأيام المقبلة ستكشف عن الموقف الحقيقى ل د. مرسى من قضايا المرأة، وذلك مع ظهور ملامح التشكيل الوزارى ومواصفات النائبة التى سيقع الاختيار عليها، وأرجو أن يفي د. مرسي بوعده وأن يعين امرأة نائبة له.
تعيش الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة لحظات من الترقب والانتظار، فى انتظار اكتشاف رؤية الرئيس الجديد د. مرسى فيما يخص المرأة، بعضهن يتوقع تطبيق ما سمى «أجندة» النائبة عزة الجرف التى تتلخص فى إلغاء الخلع، وتخفيف عقوبة المتحرش، وخفض سن الزواج، ووقف تجريم الختان، انتزاع الأطفال من أمهاتهم.. أو أن يبقى الملف حبيس الأدراج تجنبا لحالة من الاحتقان الاجتماعى .
ومن غرائب ما قرات على شبكة التواصل الاجتماعي « الفيس بوك» تردد بعض الفتاوى بتحريم التحاق الفتاة بكلية الهندسة، نظرا لأن من يلتحق بهذه الكلية بنين، مما يؤدي إلى اختلاط بين البنات والبنين. ينظر التيار الاسلامى السياسى للمراة على انها خلقت للبيت والاولاد فقط متناسين ان الاسلام قدم نماذج اكثر من رائعة توضح اهمية المراة ودورها فى المجتمع المسلم.