أفراح ممزوجة بالأحزان وإبتسامات ودموع ، هي مشهد أُسر الشباب الذين نجو من الغرق حين التقوا بذويهم الذين لم يصدقوا أن أولادهم عادوا أحياء من تلك الرحلة المشئومة ورحلة العذاب التي إستمرت 36 ساعة من الصراع مع أمواج المياه فى بحر وسماء مظلمة ويأس وإحباط وجوع وخوف ورعب من المصير المجهول . "محيط " التقت محمد جمعة عبد الواحد ابن قرية منية الحيط بالفيوم الذي نجا من الغرق فى حادث المركب الغارقة قرابة السواحل الليبية وروى الأحداث قائلاً " لم أكن أتخيل النجاة ، كان الموت قريب كلما أشاهد زملائي يتساقطون واحداً بعد الآخر في عرض البحر ، ظللت أعوم 13 ساعة تلطمني الأمواج ولا استسلم واستحضرت أمام عيني شريط أفعالي من ذنوب وأعمال ودعوت الله النجاة لأعود لزوجتي وأسرتي . ويستطرد جمعة قائلاً "وصلت إلى السلوم مساء الأحد وفى حوالي الثانية عشر ركب معي حوالي 40 شخص آخرين بعد أن غرر بي أحد السماسرة الذي إتفقت معه أن يدخلني الأراضي الليبية عن طريق المنفذ البرى إلا أنة وضعني أمام الأمر الواقع لأواجه أصعب رحلة في حياتي التي أنقذتني فيها العناية الإلهية من موت محقق بعدما ضاع رفاقي أمام عينيي . ويستكمل جمعة"المركب كان يبدو عليها التهالك إلا إننا ارتضينا الأمر وانطلقت بنا حوالي العاشرة مساء ، وبعد مرور ساعتين تسربت إليها مياه غزيرة هوت بها إلى القاع وألقت بنا في وسط البحر وظل كل منا ينادى الآخر لأكثر من ساعة بعدها وجدت نفسي وحيداً أسير في اتجاه مظلم ، وشاهدت نور من بعيد ، وواصلت السباحة ترفعني الأمواج وتحط بي حتى عجزت عن الحركة من شدة العطش ظللت اشرب مياه مالحة إلا إنها كانت تزيدني عطش ، ومع طلوع النهار شاهدت من بعيد مباني ظللت أعوم حتى إقتربت منها وهناك انتشلني مجموعه من خفر السواحل الليبية وإصطحبوني إلى المستشفى وبعد ذلك إلى طبرق ثم عدت إلى السلوم ومنها إلى منزلي .
ويقول الناجي الثاني محمود أحمد ، أنه كان يعمل سائق توك توك قام والده بشرائه له بمبلغ 17 الف وخمسمائة جنيه ، وبعد شهر تعرض للسرقة فقررت السفر لليبيا وأصدقائى من نفس القرية وهم عبد اللطيف حمدي عبد اللطيف و ابنا عمتى محمود ومحمد جمال دياب الذى إنتُشلت جثته ودفن فجر أمس الجمعة ، بالإضافة إلى صديقي "باسم" الذي إتفقنا مع أحد سماسرة الهجرة غير الشرعية ويدعى " فضل " عن طريق ابن عمتي ، وقال لنا أنه سيقوم بنقلنا لليبيا مقابل 6000 جنيه مصري لكل فرد ، وقمت بالاتصال ب"فضل" الذي اخبرنا بضرورة التحرك في سيارة ميكروباص من الفيوم ، وإتفقنا أن نلتقي عند محطة بنزين قبل مدينة مرسى مطروح ، وعندها إصطحبنا لأحد المقاهي وأخذ منا المبلغ المتفق عليه ، وإنتظرنا لمدة ساعة وأحضر معنا 7 أشخاص آخرين وانطلقنا بالسيارة حتى مدينة السلوم. ويضيف أحمد"تركنا السمسار مع سائق السيارة ، وأخبرنا بأن السائق هو المسئول عن توصيلنا للمكان المتفق عليه تمهيداً لنقلنا لليبيا ، واصطحبنا السائق إلى مبنى سكنى كان به مجموعة من الشباب من محافظات آخري لا نعرفهم ، وانتظرنا لمدة ربع ساعة في المنزل حتى جاء شخص آخر يحمل عدة جوازات سفر وسار بنا إلى هضبة السلوم ومنها إلى منطقة الجبال والوديان حتى وصلنا شاطئ البحر والتقينا مع باقي الشباب ، ثم جاءت المراكب الثلاث وبسبب شدة العطش والجوع أسرعنا للمركب الأول المشئوم أملا في الوصول بسرعة للأراضي . وأوضح قائلاً " غرق المركب في الظلام أصابنا بالرعب من شدة الصدمة ،إلا إننا قمنا بالسباحة تجاه السواحل الليبية وكان معي "علاء" وأقاربي وحاولنا مساعدتهم على العوم لكننا فشلنا وفغرقوا ، وبعد حوالى 10ساعات تمكنا من الوصول إلى الشاطئ ووجدنا 13 شخصا من ركاب المركب التي غرقت ممن يجيدون العوم معنا على الشاطئ لكنهم هربوا و رفضوا تسليم أنفسهم لخفر السواحل الليبية التي أعادتنا إلى السلطات المصرية التي بدورها قامت بالتحقيق معنا وقامت بالإفراج عنا لنعود لمنازلنا . مواد متعلقة: 1. في تطور جديد.. القوات البحرية تنتشل 10 جثث من ضحايا مركب «الهجرة» المنكوب 2. طائرة حربية لنقل جثامين ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية المنكوبة 3. 212 لنش ومركب يطلقون موسم الصيد بخليج السويس