ذكرت صحيفة "ميلليت" التركية اليوم الجمعة أن الاشتباكات المستمرة بين جيش النظام السوري وقوات المعارضة السورية تركت أضرارا جسيمة على الاقتصاد التركي. وأوضحت الصحيفة في تعليق لها على تداعيات الأزمة السورية على تركيا أن معدل الصادرات التركية لسوريا انخفض بمقدار النصف تقريبا مقارنة بأرقام صادرات عامي 2010 و2011، إضافة إلى أن الحرب الأهلية السورية أدت إلى فقدان 11 سوقا عربية.
وأضافت أن أنقرة مشغولة بالتخطيط للإطاحة بنظام بشار الأسد واستضافة أكبر عدد ممكن من اللاجئين السوريين مع العلم أنها تجاهلت الأضرار الاقتصادية الناجمة عن التطورات السلبية في سوريا، حيث تضرر عدد كبير من رجال الأعمال وتجار المدن التركية المجاورة لسوريا، وهذه الأضرار ليست مؤقتة وإنما ستترك آثار سلبية دائمة على الاقتصاد التركي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتصاد التركي لم يتضرر من الأحداث الدموية الجارية في سوريا فحسب، وإنما فقدت تركيا 11 سوقا عربية لأن أغلبية الصادرات التركية لدول منطقة الشرق الأوسط كانت تمر عبر سوريا.
وأكدت "ميلليت" أن قيمة الصادرات التركية لسوريا خلال عام 2010 كانت 1.8 مليار دولار وانخفض هذا الرقم خلال عام 2011 إلى 1.6 مليار دولار، بينما انخفض إلى 338 مليون دولار على مدى الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري 2012.
وأشارت صحيفة "ميلليت" التركية إلى أن إغلاق البوابات الحدودية التركية مع سوريا أدى إلى إيقاف الحركة التجارية وصادرات السلع التجارية إلى 11 دولة في
منطقة الشرق الأوسط عبر سوريا، كما أن البحث عن وسائل بديلة لمحاولة تلافي الأضرار لم تتوصل لحل المشكلة، حيث اختارت تركيا وسيلة النقل البحري الدولي عن طريق تصدير السلع التجارية عبر مصر وسبب عدم نجاحها يعود إلى طول الوقت وتكاليف الشحن المرتفعة، وبالتالي أدى ذلك إلى تصدير سلع بكميات محدودة عن طريق مصر لأن الشاحنة توصل البضائع التجارية خلال 4 أيام مع العلم أن نفس البضائع تصل عن الطريق البحري عبر مصر خلال 20 يوما.
وتابعت الصحيفة أن 12 ألفا و805 شاحنات تركية عبرت عن طريق سوريا إلى الدول العربية خلال عام 2011، ولكن هذا الرقم انخفض خلال أشهر العام الجاري إلى 3 آلاف و906 شاحنات، وأكد رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة "كيليس" جنوب تركيا على أن عملية النقل البري انتهت تماما من كيليس لسوريا، مع العلم أن اقتصاد المدينة يعتمد تماما على سوريا.
كانت تجارة مدن المنطقة تمر عبر سوريا إلى عدد من الدول العربية بمقدمتها السعودية والأردن وقطر والإمارات.
وأكدت صحيفة "ميلليت" أن "فاتورة الأضرار الاقتصادية على تركيا ليست فاتورة مؤقتة وإنما ستبقى آثارها السلبية لعدة أعوام طويلة على الاقتصاد التركي، لذا يجب على الحكومة التركية الالتفاف لمعالجة هذا الجانب أفضل من الالتفاف إلى الاشتراك بمخططات الإطاحة بالأسد واستضافة أكبر عدد من اللاجئين الذي يشكل بحد ذاته عبئا ماليا كبيرا على خزانة الدولة"، حسب قولها. مواد متعلقة: 1. الأسد: ما يحصل في سوريا ليس ثورة بل أعمالاً إرهابية 2. بان كي مون يدعو لوقف توريدات السلاح الى كافة أطراف النزاع في سوريا 3. جنرال روسي يؤكد استمرار وجود مستشارين عسكريين لبلاده بسوريا