أفادت لجان التنسيق في سوريا عن سقوط 16 قتيلاً برصاص القوات الحكومية اليوم الثلاثاء، فيما قال ناشطون بالمعارضة إن طائرة مقاتلة سورية أطلقت صاروخين على أهداف بالطرف الشرقي لدمشق الاثنين، ما أسفر عن مقتل 60 شخصا على الأقل. وأظهرت لقطات فيديو صورها نشطاء مقاتلة تنقض على منطقة سكنية. وسمع صوت انفجار ومتحدث يقول إنها تطلق صواريخ. وقال الناشطون إن القصف استهدف منطقتي زمالكا وسقبا اللتان تمكن الجيش الحر من السيطرة عليهما في وقت سابق وأقام بهما حواجز على الطرق المؤيدة إليهما.
وكان قتل 255 شخصا على الأقل صباح الاثنين برصاص قوات الأمن السورية حسب ما أوردت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وتبنى الجيش الحر إسقاط مروحية في حي القابون في العاصمة دمشق.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الاثنين أن من بين القتلى 155 قضوا في محافظة دمشق وريفها، بينهم 42 في زملكا، و39 قتيلا في "مجزرة جديدة" بداريا، و25 في المعضمية.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن 38 قضوا في درعا، بينهم 11 قضوا في الجيزة معظمهم من النساء والأطفال.
وأضافت اللجان أن 20 شخصا قتلوا في إدلب، معظمهم في أريحا، و10أشخاص قضوا في دير الزور، و9 في حمص، و12 في حماه، و10 في حلب.
تحقيق دولي
في غضون ذلك ، دعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في "مجزرة داريا" التي راح ضحيتها المئات حسب ما يقول ناشطون سوريون معارضون، واصفا ما جرى بالبلدة القريبة من العاصمة السورية دمشق بأنه "جريمة وحشية وبشعة."
وقال الناطق باسم الامين العام الاثنين إن بان دعا الى تحقيق مستقل وفوري فيما جرى.
وكان ناشطون سوريون معارضون قد قالوا في وقت سابق الاثنين إنه عثر على 14 جثة جديدة في داريا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، ويعتمد في أرقامه على ناشطين وشهود عيان، أن الجثث الجديدة عثر عليها الأحد في داريا.
وكان ناشطون قد أعلنوا الأحد العثور على جثث 320 شخصا على الأقل بينهم نساء وأطفال في منازل وأقبية في بلدة داريا جنوب غربي دمشق.
وتبادلت الحكومة السورية والمعارضة الاتهامات في شأن ارتكاب هذه الجرائم.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الجيش النظامي "طهر مدينة داريا بريف دمشق من فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي ارتكبت الجرائم بحق أبناء المدينة وروعتهم وخربت ودمرت الممتلكات العامة والخاصة".
أما ناشطو المعارضة فبثوا مقاطع فيديو لجثث مشوهة واتهموا القوات الحكومية بارتكاب مجازر.
ونظرا للقيود المفروضة على وسائل الإعلام الأجنبية في سوريا لا يمكن التحقق من هذه الروايات من جهة مستقلة.
"اللاعب الرئيسي"
ويأتي ذلك في الوقت الذي اتهم فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقابلة نشرتها الثلاثاء صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية الولاياتالمتحدة بانها "اللاعب الرئيسي" في تشجيع مقاتلي المعارضة على محاربة نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال المعلم "نعتقد أن الولاياتالمتحدة هي اللاعب الرئيسي ضد سوريا والاخرون أدوات". واعتبر ان الامريكيين يستخدمون سوريا لمواجهة النفوذ الايراني في الشرق الاوسط وقاموا بتضخيم القدرات النووية لطهران بهدف بيع اسلحة لدول الخليج. وأورد المعلم خلاصة دراسة نشرها معهد "بروكينغز انستيتيوشن" الامريكي للابحاث ومفادها انه "في حال اردتم احتواء إيران، عليكم أولا البدء بدمشق". واضاف الوزير السوري "قام مبعوثون غربيون بابلاغنا منذ بدء هذه الازمة ان العلاقات بين سوريا وايران، سوريا وحزب الله، سوريا وحماس هي عناصر اساسية وراء هذه الازمة". وتابع "لكن احدا لا يقول لنا لماذا يمنع على سوريا ان يكون لديها علاقات مع ايران في حين ان غالبية بلدان الخليج، وليس كلهم، يقيمون علاقات وثيقة جدا مع ايران". كما اتهم المعلم الولاياتالمتحدة بدعم الهجوم العسكري لمقاتلي المعارضة من خلال تزويدهم بمعدات اتصالات ما يعني برأيه دعما للارهاب. ورد المعلم على المخاوف من امكان استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية، مؤكدا ان "مسؤولية الحكومة حماية شعبها". وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكد الاثنين أن استخدام نظام الأسد اسلحة كيميائية سيكون "مبررا مشروعا لتدخل مباشر" من جانب المجتمع الدولي. كذلك حذر الرئيس الامريكي باراك أوباما الاسبوع الماضي النظام السوري من ان اي استخدام للاسلحة الكيميائية او حتى نقلها سيعتبر اجتياز "خط احمر" بالنسبة لواشنطن مهددا بتدخل عسكري في حال حصول ذلك.
مواد متعلقة: 1. حضور سوريا لمؤتمر قمة عدم الانحياز في طهران 2. سوريا تحجز على ممتلكات ميشيل كيلو 3. هولاند مستعد للاعتراف بحكومة معارضة في سوريا