شهدت لبنان في الآونة الأخيرة العديد من حالات الخطف، مما أثار الخوف والرعب في نفوس الاجانب المقيمين في لبنان، وأكد بعض المسئولين أنها عابرة ، ولكن هناك تكهنات بوجود غرف سوداء تابعة للعصابة الأسدية وأتباعها في لبنان. حوادث عابرة
وفي محاولة لإحتواء الموقف، أكد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور اليوم الأحد، أن حوادث الخطف التي شهدها لبنان في الآونة الأخيرة، عابرة وان الأوضاع الأمنية لا تزال تحت السيطرة.
وقال الوزير منصور في تصريح له بشأن عمليات الاختطاف: "إننا ضد الخطف ونعمل على إطلاق سراح التركيين الاثنين المخطوفين في لبنان كما نعمل على إطلاق أبنائنا".
وشدد في تصريح له اليوم على " أن الخطف لا يعيدنا إلى التاريخ الأسود، والقوى الأمنية أخذت إجراءاتها وجاهزة لتطويق أي حدث".
واوضح ان المعلومات الايجابية حول المخطوفين اللبنانيين في سوريا تتأكد ساعة بعد ساعة، كاشفاً عن موعد جديد يوم الثلاثاء المقبل لاجتماع لجنة المتابعة لقضية المخطوفين، مشيرا إلى أن المعادلة التي تربط بين إطلاق التركيَين المخطوفَين في لبنان بإطلاق سراح سبعة لبنانيين من المخطوفين، غير دقيقة، داعياً إلى انتظار ما ستؤدي اليه الاتصالات.
الغرف السوداء
وتعليقا على حوادث الخطف المستمرة في لبنان، أكد أحمد القصص رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في لبنان في مؤتمر صحفي أن ما يجري من أعمال الخطف المنظم والمهندَس مسرحية مكشوفة، الظاهر فيها آل المقداد والمستور هو الغرف السوداء القذرة التابعة للعصابة الأسدية وأتباعها في لبنان.
وأضاف "بعد أن عجز النظام الأسدي وأزلامه في لبنان عن تسخير أجهزة السلطة بشكل رسمي وبعد أن تحفظ حلفاؤه عن القيام بأعمال علنية لدعمه وتحقيق خططه في لبنان وتحويله إلى ساحة مشتعلة في محاولة منه لتخفيف الضغط عنه ولصرف الأنظار عن مجازره إلى المشهد اللبناني، وبعد أن فشلت خطة التفجير التي كلف بها ميشال سماحة، عمد هذا النظام وأزلامه في لبنان إلى هذه الخطة القذرة الجديدة التي شرع بتنفيذها أمس".
وتابع قائلا : " ان اختيار الأشخاص الذين يُخطفون الواحد تلو الآخر وبطريقة منظمة ومدروسة يؤكد أن هذا العمل هو عمل تقبع وراءه الغرف السوداء القذرة التي لطالما سخرت جهودها لخدمة العصابة المجرمة المتسلطة في سوريا، بل ها هي المعلومات تتوارد تباعا كاشفة الأجهزة التي تدبر هذا العمل بدقة متناهية".
عمليات الخطف
وكانت أحدث حالات الاختطاف لمواطن كويتي امس السبت، يدعى عصام الحوطى، وتم اختطافه من أمام منزله وهو يقود سيارته التى تحمل أرقاما كويتية وليست قطرية كما كان يقال، حيث أجبره الخاطفون على الترجل منها وأخذوه إلى مكان مجهول.
ويوم الجمعة الماضي تم خطف اللبناني الحاصل على الجنسية الفرنسية، محمد حسن صبرا، وهو في سوق الخضار ببلدة "الفرزل" البقاعية، وقيل"إن الخاطفين طلبوا فدية قيمتها 400 ألف دولار لإطلاق سراحه. وصبرا، المنتمي بحكم الولادة إلى الطائفة الشيعية، هو أصلا من سكان بلدة "النبي ايلا" الواقعة شرق مدينة زحلة، وجار المدير العام الأسبق للأمن العام اللبناني اللواء جميل السيد. ثم أبلغ المصدر الأمني "العربية.نت" بأن خاطفي صبرا أطلقوا سراحه فجر اليوم الأحد مقابل فدية قيمتها 30 ألف دولار.
ويوم الاثنين الماضي تم خطف السوري خالد محمد المشهداني، الذي أسرعت زوجته رهف حسن مشهداني الى مخفر بلدة "بيت شاما" القريبة من مدينة بعلبك فروت بأن 4 ملثمين خطفوه عند منتصف الليل من أمام منزله قرب مفرق بلدة "بدنايل" ووضعوه في سيارة جيب ولاذوا به فرارا الى جهة مجهولة، ثم أفرجوا عنه أمس السبت.
وحملت عملية الإفراج عن المشهداني أكثر من علامة استفهام، لأنها تمت تحت ما وصفوه بسيناريو "غير مقنع" إذا ما التسليم بأن خاطفيه طمعوا بالمال، لأن المخطوف يحتاج أصلا الى من يعيله" وهو مرهق بالديون، لذلك من المتوقع أن يكون خطف الحوطي هو من ضمن "السيناريو" نفسه.
مغادرة لبنان
وبعد انتشار حالات الخطف، دعت كل من السعودية وقطر والإمارات، يوم الأربعاء، رعاياها في لبنان إلى مغادرة البلاد فورا وعدم توجه مواطنيها إليها، وذلك بعد إعلان عن حالات خطف لسوريين وتركي.
وكان آل المقداد اللبنانيين اعلنوا مسئوليتها عن خطف نحو 40 شخصا سوريا ومواطن تركي يدعى "تيكين آيدن توفان" ردا على اعتقال اللبناني حسان المقداد في العاصمة السورية دمشق، بحسب تقارير إعلامية.
وأصدرت سفارات كل من السعودية وقطر والإمارات بيانات منفصلة طالبت بها رعاياها مغادرة الأراضي اللبنانية جراء أحداث تشهدها بعض المناطق في لبنان.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن خطف مواطن سعودي، فيما لم يؤكد المتحدث باسم آل المقداد ذلك، إلا أنه نصح السعوديين بمغادرة البلاد، في حين نفى مسئول سعودي أية أنباء عن خطف مواطنين سعوديين في لبنان.
اختطاف لبنانيين في سوريا
وكانت شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت حالات من التوتر بعد أنباء عن مقتل لبنانيين من ال11 الذين خطفوا في سوريا في مدينة اعزاز اليوم اثر قصف جوي تعرضت لها، في حين قال معارض سوري أن اللبنانيين بخير مبينا أن اثنان من اللبنانيين أصيبا بجراح.
ويذكر ان هناك 11 لبنانيا خطفوا في 22 أيار الماضي في سوريا اثناء عودتهم من زيارة الى ايران، وتناقلت وسائل الإعلام انباء عن مقتل وجرح عدد منهم، بعد قصف جوي على منطقة اعزاز في حلب حيث يتواجدون، والذي تسبب بتدمير عدد من المنازل وسقوط ضحايا.
وتناقلت وسائل الاعلام اللبنانية أنباء قيام مجموعة من اللبنانيين قطعهم طريق المطار ومطالبتهم لرعايا بعض الدول مغادرة لبنان، إضافة إلى أجواء من الفوضى التي سادت حي السلم في منطقة الشويفات اضافة الى ظهور مسلح في المنطقة وتعديات شملت تكسير محلات وعربات للبيع وخطف عشرات السوريين لافتة الى ان الامر خرج عن السيطرة ولم تنفع حتى الآن أي محاولات حزبية أو رسمية لضبط الوضع.
سياسة الخطف
ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه مصادر لبنانية أمنية أن أجهزتها تلقت معلومات غربية تخشى عودة سياسات خطف الرعايا الاجانب في لبنان على غرار ما كان سائدا في فترة الثمانينات من القرن الماضي عندما شهد لبنان خطف عدد كبير من الدبلوماسيين وناشطين في الاجهزة المخابراتية، ومراسلي صحف وناشطين اجتماعيين من جنسيات مختلفة تحت مسميات مختلفة أعلنتها جماعات مسلحة كانت تتخذ لبنان قاعدة لتحركاتها وانشطتها خدمة لدول متصارعة على أرض لبنان في اطار "حرب الآخرين على ارضه".
وتخشى الأوساط السياسية اللبنانية والعالمية من عودة موجة الخطف كردة فعل على ما يجري من ثورات وأحداث في المنطقة لا سيما في سوريا وما يتبعها من تدخلات عسكرية أجنبية.
مراحل الخطف
ويقسم الكاتب "رانستورب" مراحل عمليات خطف الأجانب في لبنان وفق التطورات السياسية العالمية وفي فترات محددة ولاهداف معينة وهي كالآتي:
المرحلة الأولى : تموز/ يوليو 1982 شباط /فبراير 1984: بهدف إخراج القوات الغربية من لبنان. المرحلة الثانية : شباط /فبراير 1984 كانون الثاني/ يناير 1985: بهدف تحرير اللبنانيين المعتقلين في السجون الكويتية. المرحلة الثالثة: آذار /مارس 1985 حزيران /يونيو 1985: رداً على عملية التفجير الأمريكي في بئر العبد. المرحلة الرابعة: شباط / فبراير 1986 أيار /مايو 1986 : لتوجيه ضربة إلى المصالح الفرنسية. المرحلة الخامسة : أيلول /سبتمبر 1986 تشرين الأول /اكتوبر 1986: إفشال مساعي الصلح بين إيران وأميركا في أثناء قضية "إيران غيت". المرحلة السادسة: كانون الثاني /يناير 1987 كانون الثاني /يناير 1988: على إثر اعتقال أعضاء بارزين من حزب الله في ألمانيا. المرحلة السابعة : شباط /فبراير 1988 شباط /فبراير 1989 : تحدياً لسلطة حركة أمل ولتصعيد المواجهة معها. المرحلة الثامنة : نيسان /أبريل 1989 نيسان /أبريل 1991 : لمواجهة التحديات الداخلية الكبرى. المرحلة التاسعة : أيار /مايو 1991 كانون الأول /ديسمبر 1992: التحضير لمرحلة ما بعد الحرب الأهلية والمشاركة في العملية الديمقراطية، ومواجهة إسرائيل. مواد متعلقة: 1. رئيس الوزراء اللبنانى: الأوضاع تتجه الى الاستقرار فى طرابلس 2. الخارجية الكويتية تؤكد السعى للافراج عن مواطنها المختطف فى لبنان "الحوطى" 3. "الجارديان": لبنان تخشى من امتداد الصراع السوري إلى أراضيها