قال إن الرئيس يسعى لاقتناص أوراق سياسية واقتصادية من إيران وبكين يلاعب بها أمريكا آخر محطة في جولته الخارجية. "لم يعد هناك خطوط حمراء في السياسة الخارجية المصرية ".. تلك هي الرسالة التي أكد عليها عبد الفتاح ماضي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، في تحليله للجولة الخارجية المقبلة للرئيس محمد مرسي.
وينطلق مرسي في 3 زيارات من العيار الثقيل تبدأ نهاية الشهر الجاري بالصين وإيران المناهضتين بقوة لأمريكا التي ستكون المحطة الثالثة لمرسي بزيارة مقررة في 23 سبتمبر/ أيلول المقبل.
ورغم أن زيارة دولتي إيرانوالولاياتالمتحدة تأتيان ضمن أجندة دولية، حيث يزور الأولى ضمن مشاركته في قمة دول عدم الانحياز، والثانية في إطار اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن موافقة الرئيس على الحضور بنفسه، خاصة في زيارة إيران، يؤكد على هذه الرسالة، بحسب ماضي.
وقال أستاذ العلوم السياسية لمراسل الأناضول للأنباء محللاً دلالة ترتيب الجولة الخارجية لمرسي: "من الواضح أن هناك ملامح جديدة للسياسة الخارجية المصرية يتم رسمها بهذه الزيارات قوامها الانفتاح على كل القوى الدولية بما فيها المعارض والمناهض والمعادي لأمريكا، ووضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار".
وتحظى زيارة الرئيس مرسي للصين التي يستهل بها جولته الخارجية باهتمام مجتمع رجال الأعمال، كونها القوة العظمى المنافسة لأمريكا، ولأهمية الزيارة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وأكد محمد عمرو، وزير الخارجية، على هذا المعنى خلال لقائه اليوم الخميس بوفد من رجال الأعمال المصريين المشاركين في الزيارة.
وأعرب الوزير عن أمله خلال اللقاء في أن تؤدي الزيارة لفتح مجالات كثيرة ومتنوعة لتعزيز التعاون مع الصين وتعديل الميزان التجاري بين البلدين ليكون أكثر توازنًا، وكذلك لاجتذاب المزيد من الاستثمارات والسياحة الصينية إلى مصر.
وتأتي هذه المزايا الاقتصادية التي قد تخلقها الزيارة في وقت يراه أستاذ العلوم السياسية بالغ الأهمية بالنسبة لمصر، التي تعاني من مشاكل اقتصادية تحتاج إلى الانفتاح اقتصاديًا على دولة بحجم الصين.
وإذا كانت المصلحة الاقتصادية اقتضت أن يستهل الرئيس مرسي جولته بهذه الزيارة، فإن المصلحة السياسية دعته لقبول المشاركة في قمة عدم الانحياز التي تستضيفها إيران.
وقال ماضي: "هذه عودة مصرية لحضور القمم الكبرى والمهمة التي كانت مصر تتخلف عنها، كما أنها مقدمة للانفتاح على إيران بعد عقود من فتور العلاقات، رغم أن ذلك يتعارض مع المصلحة الوطنية".
وتابع: "إيران لاعب رئيسي في المنطقة، والعمل على إعادة العلاقات الطبيعية معها يعيد التوازن لمنطقة الشرق الأوسط، ويضع مصر في مكانتها التي تستحقها إقليميًا".
والعلاقات بين مصر وإيران مقطوعة على الصعيد الدبلوماسي طوال عهد الرئيس السابق حسني مبارك بسبب تكريم إيران لأحد قتلة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، ووقوف مصر إلى جانب العراق في حرب الخليج الأولى، والتقارب الشديد بين النظام المصري السابق وبين الخليج وأمريكا.
وأحدث الإعلان عن زيارة الرئيس مرسي لإيران قلقًا إسرائيليًا عبرت عنه العديد من التقارير الصحفية، حيث اعتبرتها صحيفة "معاريف" مغامرة يجب الحذر منها، خاصة في ظل التهديدات التي تمثلها إيران سواء للعالم أو للمنطقة، بحسب الصحيفة.
ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الزيارة بأنها تمثل جرس إنذار يجب الحذر منه خاصة في ظل ما أسمته الصحيفة برغبة الإخوان المسلمين في تحسين العلاقات بقوة مع طهران، وقالت إن هذا التحسن من الممكن أن يكون على حساب إسرائيل.
ووضع التلفزيون الإسرائيلي العديد من التساؤلات حول الزيارة أبرزها ما هو موقف القاهرة الآن حال مبادرة إسرائيل بضرب إيران، وهل ستصمت أم سيكون لهذا الأمر انعكاسات سلبية على مستقبل العلاقات الإسرائيلية المصرية بعد ذلك.
وقال التلفزيون إن سفر الرئيس إلى إيران به تحد لكل من نصحوه بعدم زيارة طهران، والأهم أن به رسالة بأن مصر في عهد مرسي تتغير دوليًا.
هذه الرسالة التي أشار إليها التلفزيون الإسرائيلي في تحليله لزيارة إيران هي الأوراق التي سيحملها مرسي وهو يتوجه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية نهاية الشهر الجاري، بحسب ماضي.
وأوضح أن تصريح المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في 22 من أغسطس/ آب الجاري بأن واشنطن غير راضية عن زيارة الرئيس المصري لإيران كان يمكن قبوله قبل ثورة 25 يناير، لكن هذا التصريح لا يتماشى مع مصر الثورة.
وقال: "قد تكون لقاءات الرئيس مع المسئولين الأمريكيين على هامش الزيارة فرصة للرئيس مرسي ليؤكد على هذا التغيير". مواد متعلقة: 1. إيهاب رمزي: قرار مرسي بعدم حبس الصحفيين يستحق التقدير 2. إسلام عفيفي: سأستمر في المعارضة وقرار «مرسي» بالعفو عني لن يغيرني 3. "فعلها مرسي ولم يفعلها مبارك"..أبرز لافتات المثقفين في وقفتهم الاحتجاجية (صور)