ربما يتساءل المستقرئ العزيز... لماذا أذكر إسم إبليس دائما بالعناوين الفرعية لسلسة مقالاتي السياسية التي أكتبها تحت العنوان الرئيسي منذ التسعينيات وهو... رأي في قضية قومية...؟؟ والإجابة تأتي في النقاط الآتية :- 1.لأنه شريك فاعل مستديم في كل أمل وطموح ومطمع وقرار سياسي... على مستوى الفرد والجماعة والدولة...!!! 2.إخراج ذاك الشريك العدو المبين من خفيته إلى العلانية والإدراك... كي يحتسبه كل منا في استلهاماته وإعقالاته وانتواءاته النفسية... ثم في صوت وحركة أعماله ونتائجها في الأرض والناس... بمقياس عمارة الأرض بما ينفع الناس... وهو مدرك يقينيا أن ذاك الشريك ضد عمارة الأرض بما ينفع الناس...!!! 3.لأنني أمضيت سنوات طوال في دراسة تلك الشخصية المحورية كونيا... ووقفت على مواصفاتها الأصيلة وكيفية أدائها المتقن لقدرية عملها السياسي الحكيم... حتى صرت أقدرها كخصم وعدو... وأتعامل معها على هذا النحو الذي إن تبنيناه بعلم ورؤية إسلامية لله... لنجونا بإذن الله من سقطات أنفسنا السياسية... أو من الكثير والكثير منها... وخاصة بتلك الأيام المفتونة برمح أوهام جهالة الهواة... والمدعين...!!! أيها المستقرئ العزيز... أرجو سياسيا أن تعلم عن ذاك الشريك العدو الآتي... أنه لم يكن مجرد ملاكا... بل كان طاووس الملائكة لشدة عبادته لله رب العالمين... ولشدة علمه... وهو مازال على هذا الحال رغم غرور نفسه الذي سعى به إختيار لأداء دور الشيطنة المقدرة لإحكام الإبتلاء المقدر من العزيز الحكيم عز وجل... وأعلم عن ذاك العدو المبين أولي العزم الشديد... أنه أول من إبتدع تكوين الأحزاب السياسية... ورئيس أقوى حزب سياسي بالدنيا... وزعيم فكرة إنتشار الأحزاب البشرية والتي تندرج جميعها تحت لواءه... عدا حزب واحد لم يسع أحد لتكوينه قط ولكنه يتكون تلقائيا دون رئيس إنسان... فهو مجرد تلاقي تلقائي علمي وجداني في التوجه والوجهة... إنه حزب الله... أذكر ذلك لنتفكر سياسيا في واقعنا وصراعاته الحزبية وخاصة المدعية التدين منها...أعلم أيضا أن ذاك الشريك القائم بنفسه وحزبه عليك لا يفرض شراكته قهرا عليك ... ولكنه يدعوك فقط إليها... وأن ذاتيتك الإنسانية هي من يسعى بك إليه... ففكر جيدا وكثيرا في ذلك إن شئت عدم هيمنته بالمشاركة الحزبية عليك... وفكر في حالنا السياسي الآن بذلك...!!؟ أيها المستقرئ العزيز... إن ما أشرت إليه أنفا... لهو أرقى وأعمق بداية سياسية دنيوية... فهو الخامة الأولية لصناعة السياسة... ومن لا يدرك ذلك فهو مجرد صانع أو مستهلك سياسي لإستراتيجيات أو أحداث دون أن يدري علميا منشأها الأم والأصلي... ولذا سيكون دائما أبدا واقع تحت قهرية مستهدفات متغيرة ومتحورة وذات أزمنة تأثيرية قصيرة المدى مهما بدت طويلة الأجل... ولذا... فإن دراسة الطبيعة والفطرة الإنسانية وإختلافها الجمعي من مكان وزمان لآخر... هي من أهم أسس بناء الاستراتيجيات السياسية... ومع ذلك... فدون دراسة الشريك الإبليسي وحزبه... تظل الدراسة النفسية لفطرة الشعوب والمجتمعات سياسيا ناقصة... ومن هذا العمق الذي يطول بيانه سنخرج إلى السطح السياسي التفاعلي وما يحمله ويتحمله من عدم رؤية مستبصرة واستواء يحكمها الظن دائما من دون الحق وإعتدال حكمه... سنخرج لنستعرض أمرا ربما منه وبه نتلمس موقعنا المفتون وأسبابه... عسانا نفلح في الإفلات منه دنيا وآخرة...؟! ذاك الأمر هو... نوعية الإنتماءات الجماعية بمرجعية تصنيف دراستي الخاصة... وليس بما هو مشاع... وتلك النوعيات هي...!!! 1. انتماءات عصابية... ومن إسمها ندرك أنها معصوبة الأعين... لا ترى إلا ما بنفسها فقط والذي تظنه الأصلح والأنفع والآمن لذاتها وتواجدها... وهذا النوع الانتمائي لا يقبل الآخر بل دائما ما يعتبره خطر عليه ومهدد لتواجده الآمن... ويندرج تحت هذا النوع... الإنتماء الإجرامي بكل صوره... والإنتماء الطائفي... والإنتماء الفئوي والقبلي والأسري... وهذا النوع من الإنتماءات لا يسمح بخروج تداول المنافع والأنساب والمصاهرات خارج أفراده... ومن أهم سماته حتمية المصداقية بينيا بين أفراده وإنعدامها خارج جماعته... وكذا الطاعة وتقديم كل صور العون...!!! 2. إنتماءات حزبية... تقل نسبيا فيها مواصفات الإنتماء العصابي... وذلك لإضطرارها للإنفتاح الشعبي والجماهيري الحتمي لقوة وتأثير تواجدها السياسي... ومن أهم سمات هذا النوع الانتمائي... الإنتهازية الذاتية... والتي دائما ما تهدد تماسك الجماعة بالإنقسامات واستولاد جماعة من رحم الجماعة الحزبية الأم... ولذا فإن المصداقية والطاعة سواء البينية داخل الجماعة أو مع الآخر دائما ما تكون ناقصة...!!! 3.الإنتماء لدولة أو أمة... هو عبارة عن عطاء إنتمائي عام لكل ما سبق من انتماءات... يزداد قوة أو يميل إلى الضعف والإضمحلال بمقدار ما توفره الدولة أو الأمة كنظام سياسي حاكم من نفع ذاتي للفرد أو الجماعة وما يحكم هذا النفع وعدمه من قبضة قانون...!!! 4.إنتماء آدمي بشري إنساني عام... وهذا مرهون بنوعية وكمية وكيفية القيم الفردية والجماعية... وهذا النوع نادر نسبيا ودائما ما تؤثر فيه السياسة وخاصة الإعلام منها...!!! وإلى لقاء إن الله شاء ملاحظات هامة ·نلاحظ أن... الذاتية الإنسانية... وكل بنائياتها من سعة علم أو قلته ومن حميد قيم أو خبثها... هي العامل المشترك الأساسي والمؤثر فاعليا في أي إنتماء... وحينئذ... نذكر بأن الذاتية الإنسانية هي مدخل إبليس للمشاركة السياسية... فهل لنا أن نفكر بعمق علمي في ذلك... ثم نقيس واقعنا بخلاصة ذاك التفكر...!!!؟ · سؤال... ماذا لو أن دولة أو أمة حكمها إنتماء عصابي...؟! · منذ ثاني يوم لتشكيل حكومة مصر (الجمعة 3/8/2012) وتولي صحفي لم يمارس الصحافة ولا الإعلام يوما وزارة الإعلام... صار الإعلام ليس إعلام دولة ولا حتى حكومة... بل إعلام شخص يحتل موقع رئيس الدولة... فلمدة ساعة داخل أخبار العاشرة وما بعدها على القناة الأولى... مرسي يتحدث كرئيس حزب لا أكثر...؟!! والآن آيها المستقرئ العزيز... أرى أن واقعنا السياسي المفتون يفرض علينا سؤالا حتميا... وهو... ماذا لو إغتصب إنتماءا عصابيا حكم دولة... ولا أقول حكم مصر لأن ذلك لا يليق بها قدريا شعبيا... وإن حدث فلن يفلح ولن يستمر طويلا بإذن الله...؟! إجابة السؤال تتلخص في المظاهر والأحداث التالية...!!! 1. سيسعى رئيس العصابة (رئيس الدولة) لتمكين أفراد عصابته من الهيمنة على مؤسسات ومواقع حكم الدولة... وأولها الإعلام وقوات الأمن المسلحة بعد أن يحيط نفسه بمليشياته الخاصة...!!! 2. سيسعى جاهدا بالمال والخدمات الذاتية والشعارات المستخفة... الإستحواذ على الدعم الشعبي... والقضاء على أي معترض لسبيل تمكينه...!!! 3.ستتحول علاقات الدولة الخارجية من علاقات استراتيجية مقننة علميا وسياسيا... إلى علاقات خدمية تصب تبادل مصالحها في مصلحة دعم وتمكين وإستدامة حكم العصابة... من دون الأمن القومي وقوامته للدولة...!!! وهذا بالضرورة سيحدث خروقات كبيرة في أمن الدولة القومي... بما يحتم وقوع أحداث ضارة كبيرة ومؤثرة شعبيا...!!! 4.ستحدث بالضرورة جفوة شديدة بين عموم الشعب والعصابة الحاكمة ورئيسها بما يفرض على العصابة عزلة سياسية ووجدانية... دائما ما تنتهي بثورة شعبية والإطاحة بالعصابة وحكمها...!!! وإلى لقاء ان الله شاء
ملاحظات هامة ·قرار د.مرسي رقم 57 بشهر يوليو 2012 والقاضي بالعفو عن حوالي 600 مجرم جنائي... هو نوع من التحصن العصابي بمليشيات إجرامية...!!! ·ما حدث من فجيعة قتل جنود مصر بسيناء وهم يتناولون إفطار رمضان بتاريخ الأحد 5/8/2012 الساعة 7 مساء... هي إحدى نتائج العلاقات العصابية بين من يحتلون حكم مصر وجماعات مسلحة غير مصرية ولا إسلامية دخلت سيناء من خلال الإنفاق الواصلة سيناء بقطاع غزة...!!! ·عدم حضور د.مرسي جنازة وعزاء فارس المخابرات المصرية ونائب رئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان... ثم عدم حضوره جنازة شهداء سيناء خوفا من أن يضربه الشعب كما فعل مع رئيس الوزراء هشام قنديل وعبد المنعم أبو الفتوح والمدعو بكار... الخ... لهو علامة ودليل على وجود الجفوة بين الشعب المصري وحكامه... وإدراكا منه بأنه تحت حكم عصابي...!!!؟ مساء الثلاثاء 7/8/2012 قامت القوات المسلحة المصرية بعملية تمشيط واسعة النطاق شملت مناطق الريسة وحي الصفا والمزرعة ودير العبد وغيرهم... وقد حدثت إشتباكات عنيفة من أجل تطهير سيناء... ونتمنى التطهير يشمل مصر كلها...!!! مفكر إسلامي. خبير سياسي استراتيجي