أود أن يشاركني المستقرئ العزيز... بعض مما إستقر بمعية أهل رحابة الفكر والمعارف... وأهل خبرة حق العلم وما لديهم من مخزون قياس سياسي إجتماعي يتحتم الإسترشاد به في إطار... وحكم... ما بين الزمان والمكان من متغيرات أغيار... ومن تلك المستقرات المستحقة ثوريا... ما هو آت بإذن الله...!!! أولا... الثورات... سواء كانت مخططة وذات رأس قيادية... أو كانت بركانية الإنفجار تحت ضغط مكبوتات تحتية ألهبتها مفجرات متناثرة علمية وثقافية... هي عارض إستثنائي بحياة الدول والشعوب... عارض يحدث بالضرورة نقلة نوعية... ولكن ليس بالضرورة أن تكون نوعية النقلة تقدمية... سواء كان ذلك من صلب نوعية الثورة... أو من نوعية من سيستغل الحالة الثورية ويوظف طاقتها...!!!
ثانيا... السمة والمشاركة الشعبية الغالبة هي علمية... إسم الثورة... ودونها يصبح الأمر إنقلابا فئويا أو طائفيا أو نوعا من التمرد سواء كان مخططا أو إنفعاليا... وعند تعبير الإنفعال تتحدد وقفتنا الفكرية وخاصة حين حدوث ثورة... فالإنفعال الشعبي بصفة عامة عالميا... دائما ما يكون سببه إحتياجات معيشية مادية ومعنوية... ودائما أيضا ما يكون محصورا بين الغضب وفورانه وبين قلة العزم... أي قلة المصابرة... أي عدم طول النفس الثوري وذلك لميل وإرتكان الحس الشعبي إلى السكنة والإستقرار الحياتي وعدم الوعي العلمي بالسياسة ومتطلباتها إلا قليلا... ومن تلك الثغرة... يتم القفز على الثورات الشعبية غير المخططة من عناصر وتكتلات عديدة منها ما هو من داخل الحدود الجغرافية للثورة... ومنها ما هو من خارج تلك الحدود سواء كان من جنسية شعب الثورة أو من غيرها وكل منهما كان ينتظر تلك الثغرة وربما إشتراكا في ذاك الإنتظار والإعداد له...!!
ثالثا... حينما نقف أمام القافزين على الثورة من داخل حدودها الجغرافية... وهم نوعيات كثيرة من حيث الفكر والثقافة والإنتماء الأيدولوجي السياسي... ودائما ما يكونوا في صورة أحزاب وفئويات وطوائف وتيارات سياسية متعددة... وجميعهم يتميزون بالإنتهازية الشديدة والذاتية النفعية المقيتة... ودائما ما تكون تلك الصفات الشيطانية هي الجامع التوافقي بينهم إلى حين... ثم تتحول إلى سبب الصراع والتناحر بينهم أيضا... والذي يؤدي دائما إلى ثلاثة حالات هي:- 1. فساد سياسي وإجتماعي وإختراقات أمنية... مما يجعل الدولة كيانا هشا ومفككا. 2. تقسيم الدولة إلى دويلات وإمارات صغيرة. 3. حدوث ثورة مخططة لجمع شتات الدولة وتطهيرها من الفساد والمفسدين.
رابعا... أحيانا ما يكون إحدى العناصر أو التكتلات القافزة على الثورة ذات إمكانيات سياسية تميزها عن الآخرين... مثل الكثرة الشعبية الحزبية أو الفئوية أو الطائفية... أو مثل الخبرة السياسية سواء العلمية السوية منها أو الإجرامية... أو مثل العلاقات السياسية الخارجية ذات المصالح المشتركة أي كان نوعها من حيث الصلاح أو الطلاح... الخ... في تلك الحالة دائما ما يكون التوافق الإبتدائي الإنتهازي عمره قصير... ونهايته محسومة بإنقلاب الكتلة ذات التميز على شركائها والإطاحة بهم أو بتحويلهم تبعا لها... وحينذاك... تبدأ نوعية النقلة الثورية في الظهور وإتسام الدولة والشعب بها إلى حين لا يعلم مداه الطويل أو القصير إلا الله... ولكنه دائما ما يكون مهددا من داخله...!!!
خامسا... ما سبق من إنتهازية قفز يكاد لا يجد فرصة قط... حين تكون الثورة الشعبية مخططة وأهدافها معبرة عن الوجدان الشعبي الحقيقي والصالح... حينذاك... تذهب قيادة الثورة فورا إلى إقامة السلطات والمؤسسات ووضع دستور للبلاد... وتبدأ النقلة النوعية الثورية بالبزوغ المتدرج سياسيا والمتوجه إلى حيث الإستقرار والتنمية الشاملة وعلاقاتها الدولية المتوازنة بعدل الحق...!!!
آيها المستقرئ العزيز... بحتمية ما إلتزمت به من مصداقية... يجب أن أقول... ليس من الثورات العربية ثورة إندرجت تحت البند... خامسا... بما في ذلك عظمة الثورة المصرية وجهاد مؤسسة مصر العسكرية لإخضاعها تحت رقي البند... خامسا... إلا أن كتلة الأخوان المسلمين قد نجحت بكل السبل المشروعة وغير المشروعة في القفز عليها... وصارت بتاريخ الأحد 24 يونيو 2012 هي رأس دولة مصر بإسم محمد مرسي العياط... فهل ذاك القفز بنسبة 51% من القوة الشعبية الناخبة وهي 26 مليون مصري... والتي تساوي 26 أو 27% من شعب مصر... أي إنها فازت بنسبة 13% من إجمالي شعب مصر... هل ستستمر طويلا... الله أعلم...!!!؟
وإلى لقاء ان الله شاء
ملاحظات هامة • أعلم أمرين... الأول هو... لا ولم ولن تفرط مؤسسة مصر العسكرية في ما تحمله من أمانة وهي... أمن مصر القومي الذي يبدأ بأمن المواطن وينتهي بأمن قدر مصر بكل مكوناته وعناصره... أما الأمر الثاني فهو... أثق في رقي حكمة سياسة المؤسسة العسكرية المصرية... بما في ذلك ما حدث في 24/6/2012 والذي أقبله على مضض شديد... وأرى فيه مخاطرة عظيمة مهما كانت حسابات تأمينها... وعموما... إن غدا لناظره لقريب...!!!