طبيب مصري يرصد عشرة أنواع من البصمات محيط خاص أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن كل إنسان يترك أثاراً على وجوده, وهذه الأثار تعتبر بصمات على تواجد الإنسان في مكان ما, تفيد البصمات في الوصول إلى المجرمين. وقد تغلغلت ثورة البصمات في حياتنا اليومية حتى أننا نجد حالياً في بعض السيارات الحديثة أجهزة تتعرف على شخصية صاحبها من بصمات رائحة عرقه أو صوته أو وجهه. ويشمل عالم البصمات، بصمة الأصابع، بصمة المشي، بصمة العرق، بصمة الشعر، البصمة الوراثية ، بصمة الصوت، بصمات العين، بصمة الوجه، البصمة الميكروبية، البصمة الحرارية. وأوضح بدران أن كل إنسان له بصماته المميزة التي لا يشاركه فيها أحد حتى لو كان توأمه المثماثل، حيث تتعرج بشرة الجلد بين نتوءات بارزة أعلى من سطح الأصابع ومنخفضات أعمق من سطح الأصابع، وتفيد هذه التوليفة الربانية في سهولة الإمساك بالأشياء, ولولاها ما تمكن البشر من إلتقاط الأشياء بدقة من الغريب أن شخصاً من كل خمسين في العالم ليس لهم بصمات أصابع. وقد ساهمت التقنيات الحديثة خاصةً الليزر في التعرف على البصمات الكامنة التي تتراكم طبيعياً على الأوراق أو الأقمشة بسبب العرق والدّهون على أصابع اليد. وأضاف أن العرب اشتهروا ببصمة المشي "اقتفاء الأثر" التي من الممكن أن تميز بين قدم الطفل وقدم الشاب وقدم الشيخ والأنثى والذكر. وعن بصمة العرق، قال بدران: إنها تميز الإنسان وتستخدمها الكلاب البوليسية في التعرف على المجرمين، كما تتعرف الكلاب على قطعان الماشية التي تحميها وتتبعها، وتستطيع بعض الكلاب شم ما تحت سطح الأرض إلى 40 قدما، مشيراً إلى أن مركز الشم عند الكلب أكبر من مثيله عند الإنسان 40 مرة مقارنة بالحجم، وأن الكلب المدرب يستطيع أن يميز بين رائحة توأمين متطابقين تماما، وكذلك يمكنه تمييز الروائح حتى بالتركيزات الضعيفة جدا التي لا يستطيع البشر شمها. وأوضح بدران أنه يمكن التعرف على الأماكن التي زارها الشخص منذ شهور من خلال بصمة شعره، مما يكشف حالات الكذب عند إنكار التواجد في مكان ما. وقال إن تحليل عينات الشعر "الرأس أو الجسم" يفيد في تشخيص التسمم بالرصاص أو الزئبق أو الزرنيخ أو معرفة أقارب الدم، بالإضافة إلى أن الحمض النووي للشعر يفيد في تحديد الشخص المشتبه به وتحديد الأبوة. وأضاف بدران أن للصوت أيضا بصمة، وتستخدم البصمة الصوتية في تأمين الممتلكات الخاصة وفتح الأقفال المغلقة أو أجهزة الكمبيوتر أو الخزائن المهمة أو الأبواب أو المصاعد الكهربائية، كما أن للعين بصمة تستخدم للتحقق من الشخصية، ويتم حاليا تزويد ماكينات صرف النقود ببصمة "القزحية"، للتعرف على العملاء من خلال بصمات عيونهم. ولفت إلى أن هناك بصمة ميكروبية للإنسان تعتمد على وجود 400 نوع من البكتيريا النافعة التي تستوطن الأمعاء وتحمي الإنسان من 100 نوع من البكتيريا الضارة، وتختلف كمية وتركيب البكتيريا النافعة من إنسان لإنسان بصورة مميزة، حسب عمر الإنسان ونمطه الغذائي وحالته المناعية، موضحا أن عدد هذه الميكروبات في الشخص الطبيعي الذي لا يتناول المضادات الحيوية بصورة عشوائية يبلغ 100 بليون، أما وزنها فيصل إلى 1.5 كجم. ونوه بأن البصمة الحرارية التي تعتمد على اعتبار الأجسام مصدرا للطاقة التي تقع في حيز الأشعة تحت الحمراء، وتستخدم كوسيلة للتمييز بين المصادر الإشعاعية، ويمكن الوصول إليها عن طريق التحليل الطيفي للمكونات الإشعاعية. واعتبر أن كاميرات المراقبة الحرارية المعتمدة على الأشعة تحت الحمراء تستخدم البصمة الحرارية في المراقبة وحراسة الطرق والحدود والسواحل، حيث تقوم برصد ومتابعة تحركات الأعداء والمجرمين والمختبئين والمفقودين وتحركات اللصوص من الآثار الحرارية التي تركتها أقدامهم على الأرض، وتحديد فترة الاعتداء ومتابعة المسروقات.