تل أبيب: ذكرت مصادر مقربة من حكومة الاحتلال الاسرائيلي الخميس أن تحولا طرأ على مواقف رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمحيطين به إزاء الأزمة مع تركيا, وأن هناك تقاربا طرأ بين موقفه وموقف وزير الحرب فيما يتعلق بالاعتذار لتركيا. وأوضحت المصادر لاذاعة جيش الإحتلال الاسرائيلي "أن نتنياهو يرى ضرورة إيجاد طريقة خلاقة إبداعية من أجل إنهاء الأزمة مع تركيا, وهو مستعد لتقديم اعتذار هزيل عما حدث على إثر العملية العسكرية التي قام به الجيش الإسرائيلي لاعتراض سفينة "مرمرة" التي كانت تشارك في أسطول الحرية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة مما ادى إلى مقتل تسعة نشطاء أتراك". ولفتت المصادر إلى أن رئيس مجلس الأمن القومي يعكوف اميدرور تراجع عن موقفه المعارض لفكرة تقديم الاعتذار الذي تبناه في بداية الأمر. وذكرت إذاعة الجيش الاسرائيلي التي أوردت الخبر أنه في حال قرر نتنياهو بتقديم اعتذار لتركيا مراعاة للمصالح الإستراتيجية الإسرائيلية فإنه سيواجه عقبات كثيرة في الطريق للقيام بخطوة كهذه, ولاسيما القدرة على الحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي. وجدير بالذكر ان الوزير موشيه يعالون الذي أدار المحادثات التي جرت مع نظرائه الأتراك يعارض فكرة تقديم اعتذار لتركيا لأن الهدف بحسب رأيه الذي يسعى إليه رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوجان هو إذلال إسرائيل. بدوره أوضح وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان انه يعارض فكرة تقديم اعتذار لتركيا بأي شكل من الأشكال. وفي ذات السياق ،ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أن المستشار القضائي للحكومة "يهودا فاينشتاين" يعتقد بأن الصيغة الحالية لتقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول أحداث أسطول الحرية يمكن ان تؤدي إلى تعرض ضباط وجنود إسرائيليين لرفع دعاوى قضائية في أنحاء العالم, لذا فإن فاينشتاين أوصى رئيس الحكومة بالتوصل إلى تفاهمات مع تركيا لإنهاء الأزمة, حتى لو أدى ذلك لتقديم اعتذار علني. وبحسب مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى فإن فاينشتاين يرى انه في حال وافق الأتراك على عدم تقديم دعاوى قضائية ضد ضباط الجيش الإسرائيلي, فإن على إسرائيل تقديم اعتذار عن أخطاء ميدانية وأخطاء في استخدام القوة, ويكون الاعتذار مقتصرا ولا يشمل مبدأ اعتراض الأسطول أو فرض الحصار البحري على قطاع غزة.