القاهرة: أكدت دراسة أعدها الدكتور أحمد فرحات سحاب أستاذ الفطريات بالمركز القومي للبحوث حول تأثير الفطريات الموجودة في هواء المتاحف والمخازن في تحلل المومياوات وتلف المخطوطات عن طريق تأثيرها على بعض المواد الداخلة فى عمليات التحنيط وكذلك الحد من انتشارها ووقف نمو الفطريات وبالتالى وقف عملية التحلل لها. وبفحص عينات من كتان أغلفة المومياوات المتحللة وأيضا من الهواء المحيط بها ومن أجسامها نفسها والمتواجدة بمتحف الاسماعيلية والمتحف الزراعي بالدقي، وقد شملت الدراسة أيضاً مدى تأثير بعض المواد المستخدمة في التحنيط مثل ملح النطرون، اللوز المر، حب العرعر، القرفة، الصمغ العربى، الكاشيا، المستكة وشمع العسل. وأشار الدكتور أحمد فرحات إلى أنه قد تمت دراسة قدرة الفطريات على النمو على بعض المواد إلى تدخل فى مكونات المومياوات الأثرية من سليلوز، بروتين، نشا ودهون، كما أجريت دراسة عن تأثير بعض مواد التحنيط على النمو الفطرى بأضافتها فى البيئة المستخدمة فى نمو الفطريات وقياس المنطقة الرائقة حول مادة التحنيط، كما أجريت دراسة على النشاط الانزيمى للفطريات المعزولة من المومياوات مثل أنزيمات البروتييز والسليوليز والاميليز. وأوضحت الدراسة أن مواد التحنيط المستخدمة كان لها تأثير واضح عى نمو الفطريات المعزولة ، وكان ملح النطرون له التأثير الأوضح على نموها يليه اللوز المر والقرفة ، بينما اعطى شمع العسل تأثير بسيط ، في حين لم يظهر العرعر والكاشيا والصمغ العربى والمستكة لم يظهروا أى تأثير على النمو للفطريات. كما أجريت دراسة عن تأثير ثلاثة مبيدات كيماوية موصى بأستخدامها لمعرفة تأثيرها على نمو الفطريات المعزولة من المومياوات. حيث وجد أن مبيد الفطرى البنليت قد اعطى نتيجة طيبة وجيدة فى منع النمو نهائيا فى الفطريات المختبرة عند تركيز 100 جزء فى المليون ، بينما مبيد الثيمول عند تركيز 200 جزء فى المليون كما لم يكن لزيت السيدر تأثير عى هذة الفطريات عند هذة التركيزات. وقد أوصت الدراسة بضرورة وجود منهجا علميا لفحص وتحليل وتسجيل المومياوات الاثرية بالاساليب العلمية حتى لا يكون هناك تأثير ضار عليها ومن خلال الفحص العلمى أمكن التعرف على تفاصيل كثيرة عن التحنيط والمواد المستخدمة ولكن لا يزال سر التحنيط مستمراً حتى يتم التعرف على التركيزات المستخدمة وأسلوب أستخدام مواد التحنيط. كما يجب منع التلوث بالفطريات والحشرات باستخدام أجهزة الضبط البيئى من حرارة ورطوبة مع أختزال حركة الهواء فى منطقة التخزين والتنظيف. كما يجب التعقيم الدورى للمخازن باستخدام بعض المواد المطهرة مثل مواد التبخير وألاشعة المعقمة. كما أن المواد المستخدمة فى الترميم والعلاج يجب أن تكون موصى بها فالكحول يستخدم فى تنظيف الأسطح المتربة بدلاً من الماء بدون افراط فى الكحول. كما يجب إستمرار عمل الفحص الميكروبي للمومياوات الأثرية حتى يمكن التعرف على أى إصابات ميكروبية جديدة مبكراً. وأوصت الدراسة أيضاً باستخدام زيت السيدر عند تركيز 5% كمادة معقمة للفطريات وكذلك القرفة واللوز المر فى تركيبات بعض المبيدات الحديثة وإجراء التجارب الازمة لها قبل إستخدامها وهى مواد أثبتت قدرتها على منع النمو للفطريات وأيضاً توصي باستخدام "الثيمول" عند 200 جزء فى المليون للقضاء على الكائنات الحية الدقيقة وكذلك مبيد البنليت عند 100 جزء فى المليون لما له من فعالية كبيرة في منع النمو الفطري.