غزة: أعلن مدير عمليات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا" جون كنج أن الأونروا ستعيد بناء المخيم الصيفي الذي دمره مسلحون مجهولون فجر الأحد على شاطئ بحر مدينة غزة. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن كنج في مؤتمر صحفي عقده في المخيم الصيفي المدمر "إن الذين قاموا بعملية الحرق أرادوا منع أطفال غزة من الابتسام والحياة". وكان عشرات المسلحين أقدموا فجر الأحد، على إحراق وتخريب أكبر مخيم صيفي تابع لوكالة الغوث "الأونروا" في منطقة الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة. ورأى المسئول الأممي:" إن العمل ناتج عن عقلية متطرفة تكره الاطفال والحياة"، مؤكدا أن الأونروا ستعيد بناء المخيم فورا وأن الالعاب الصيفية ستتواصل". وأشار إلى أن أكثر من 80 % من أطفال قطاع غزة يعانون من ضغوط نفسية حسب برنامج غزة للصحة النفسية وأن هذه المخيمات وجدت لتحرير هؤلاء الأطفال من تلك الضغوط وايجاد جو من الفرح والسعادة المعدومة جراء الحصار والماساة التي تعيشها غزة. وطالب الحكومة بغزة بتوفير الأمن لتلك المخيمات، محذرا من تصاعد تلك الأعمال وتأثيراتها المختلفة على حياة الناس. وتابع:" إن من قاموا بهذا العمل لن يخيفوا الأونروا ولن يجعلوها تتراجع عن عملها في مساعدة أهل غزة". ومن جهته، أوضح الناطق الإعلامي باسم "الأونروا" عدنان أبو حسنة أن هؤلاء المسلحين أحرقوا المخيم الذي يحتوي على ألعاب ومسابح ودمروه بالكامل، مبينا أن الوكالة كانت تنوي افتتاح المخيم في الثاني عشر من شهر حزيران/ يونيو القادم. وذكر أبو حسنة أن المسلحين اعتدوا على أحد حراس المخيم وسلموه رسالة تهديد لمدير عمليات الأونروا واثنين من موظفيه وبداخلها أربع رصاصات. وبدوره، قال الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إيهاب الغصين إن الشرطة فتحت تحقيقا في الحادث، مشدداً على أن هذا العمل مدان بشدة وسيتم محاسبة الفاعلين فور الكشف عنهم. وكان مجهولون قد وزعوا أحد البيانات في بعض مساجد قطاع غزة الجمعة قد هددوا باتخاذ إجراءات قاسية ضد الأونروا ووصفوها بانها جسم يخدم المصالح الاستعمارية وهاحموا مدير عملياتها جون جنج بقسوة غير مسبوقة. واستنكرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، ومنظمات حقوقية فلسطينية بشدة عملية الحرق. ومن جهتها، عبرت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس عن استنكارها لهذا العمل، مؤكدة رفضها القاطع لاي حالة خرق للامن وانها تتابع ما وقع وستلاحق الفاعلين. وقال الناطق باسم الحكومة طاهر النونو في بيان الأحد:"إن الحكومة مستاءة أيضاً من البيان الصحفي الذي وزع في بعض مناطق قطاع غزة حول بعض الاشكاليات المتعلقة بعمل وكالة الغوث في القطاع". وأضاف:" في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة على دور وكالة الغوث في دعم الشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية وبما يقوم به السيد جون جينج من جهد لرفع الحصار عن القطاع نرفض ما ورد في البيان المذكور من تهديدات ونؤكد ان الحكومة تقوم بدورها في توفير الامن للجميع في القطاع وخاصة العاملين في وكالة الغوث". وأكد أن الحكومة تعمل جاهدة للتعرف على من يقف وراء الحادث الذي وقع الليلة والبيان المذكور، ودعت إلى ضرورة تواصل وكالة الغوث مع الفعاليات المختلفة لبحث القضايا الخلافية المطروحة التي تثير بعض التساؤلات في الشارع الفلسطيني.