لقد عاشت مصر ليلة متشحة بالحزن والأسى فقد نزل هذا الحادث الاليم الجبان الآثم على قلوبنا كالصاعقة، فإن استشهاد جنودنا على حين غرة وهم يستعدون لافطار رمضان يضاف إلى استشهاد زملائهم منذ قيام ثورة 25 يناير وما زالت دماؤهم نابضة تصرخ فينا وتستنهضنا طالبة حقها، لن تكون دماء المصريين رخيصة بعد اليوم، والشجب والإدانة لن يريح أسر الشهداء، وهذا الانتهاك السافر والامتهان البين الذى تعرض له أمننا القومي لا يصلح معه غير القبضة الحديدية والردع القوى، رحم الله شهداءنا المغدورين وأنزلهم مقامهم مع الصديقين فقد قضوا وهم صائمون يؤدون واجبهم الذى كلفوا به، بهذه الكلمات بدأ الشاعر السماح عبدالله الأمسية الشعرية التي أقيمت بمعرض فيصل للكتاب فى إطار فعالياته وشارك فيها مجموعة من الشعراء، ثم وقف جمهور الأمسية دقيقة حداد على أرواح الشهداء. والقى السماح مختارات للحلاج وابن الفارض، وشارك فى الأمسية الشاعر الكبير ماجد يوسف الذى ألقى قصيدتين من مجموعة بعنوان "معجم الروح والبدن" قصيدة بعنوان " الغراب"، وأخرى بعنوان "رباعيات"، ومن شعراء الفصحى شارك الشاعر عاطف عبد العزيز والقى قصيدة "سان ستيفانو"، ومن العراق شارك الشاعر ماجد الموجد والقى قصيدة بعنوان "اكتب عن الندم"، والشاعر محمود قرنى والقى مختارات من ديوان "لعنات مشرقية".
أما الشاعر أشرف عامر فقرأ مختارات من ديوانه الصادر عن هيئة الكتاب تحت عنوان "فى طريق العودة" ،والثانية بعنوان "فى حضور الخديعة"، وأخيرا قصيدة بعنوان "هم"، واختتم هذه الأمسية الشاعر ماجد يوسف بقصيدة غنائية من مسرحية منعت من قبل السلطة فى السبعينيات.