كتب - عمرو عبدالمنعم، أنديانا خالد: عقد اليوم مؤتمر في نقابة الصحفيين بعنوان "هنلاقيهم" قامت بها مجموعة من شباب الثورة تحت رعاية علاء الأسواني ووائل قنديل ومحمد عبدالقدوس، حيت تناول المؤتمر قضية "الأعداد الكبيرة" من المفقودين سواء من الشهداء أو المصابين خلال الثورة.
وتناول المؤتمر عدد من الموضوعات منها شجاعة الشباب المصري في مواجهة جنود الدولة الظلم والفقر والاستبداد والدفاع عن حلم جيل ووطن مستقل ينشد المستقبل الحر والعيش الكريم.
وأكد منسقي المؤتمر أن الأرقام الرسمية التى توضح نسبة عدد المفقودين منذ اندلاع الثورة حتى مارس 2011والتي بلغت 1200 مفقود، وذلك فضلاً على من فقدوا في الإحداث المأساوية العديدة التي شهدتها مصر بعد ذلك بشكل دوري ويجمع بين هؤلاء وهؤلاء أنهم لم يقيدوا في دفاتر السجون أو المستشفيات أو الوفيات ولا يعلم عنهم ذويهم شيئا أي شيء.
وأكدت نرمين يسري عضو حملة البحث عن "مفقودي الثورة"، أنها قامت بإنشاء حملة "هنلاقيهم"عندما أصبحت الحكومة غير معنية ومهتمة بمتابعة هذا الملف المؤلم، مضيفة أن حملتها سوف تساعد أجهزة الدولة في الحصول على المعلومات، حيث تلقت "هنلاقيهم" مجموعة من البلاغات من أهالي المفقودين ما يفيد تغيبهم منذ بداء الثورة وحتى الآن.. وهذه المعلومات من المؤكد أن تساعد في البحث عن المفقودين.
وأوضحت أن الأسوأ في الأمر هو تلقى بعض الأهالي مكالمات من ذويهم تفيد أنهم على قيد الحياة في بعض السجون المصرية، ومكالمات تهديد تطالبهم بعدم البحث عن ذويهم وهو ما يدخل بعض الحالات في حيز الاختفاء القسري.. وقد ظهر بعض المختفين بعد فترة طويلة وقد تعرضوا للتعذيب في السجون وأماكن الاحتجاز والترهيب النفسي الشديد.
وقالت إحدى أمهات المفتقدين، وهي والدة محمد محسن على محمد البالغ من العمر عشرون سنة أنه قد تغيب عن المنزل في يوم 25 يناير 2012 حيث أن محمد من الثوار الذين ذهبوا إلى الميدان من يناير 2011، ونزل بعد ذلك بعام إلى ميدان التحرير ليعلن للجميع أن الثورة مستمرة ويطالب بإسقاط حكم العسكر.
إلا أنه قد تغيب من يومها ولم يعد له أي أثر حيث علمت الأم من بعض أصدقائه أنه تم القبض عليه من قبل أشخاص بزى مدني من شارع جانبي من ميدان التحرير يوم 26 يناير صباحاً.. ثم ذهب أصدقائه ليسالوا علية فوجدوا أسمة في قسم زينهم وعندما ذهب أهلة للسؤال علية هناك نفى الضباط وجود أي شخص بهذا الاسم عندهم، وقاموا أهلة بالبحث عنه في جميع الأقسام والنيابات العسكرية وفروع أمن الدولة ولم يجدوه.
وأضافت الأم أنه في يوم 5 مايو وصل لمنزلهم استدعاء من نيابة غرب القاهرة بأنه مطلوب كشاهد فى أحداث العباسية، وذهبت أمة إلى النيابة يوم 7 مايو لتستفسر عن الأمر قابلها مسئول وأمر الضابط بالبحث عن الاسم، وأخبرها أن محمد مصاب بقطع في الكتف وكسر في اليد اليمين ولم يخبرها عن مكانة، ومنذ ذلك الحين لم تعرف شيء عن مكان ابنها.
وتناول المؤتمر حالة محمد الشافعي محمد إبراهيم البالغ من العمر 23 عاما مجند في القوات المسلحة، ويقول أبن عمه سعيد جاد الله أن محمد كان في إجازة من وحدته يوم 30 يناير 2011، وكان ماراً مع أبناء عمة في سيارة خاصة في "دهشور" عندما أعترضتهم نقطة تفتيش أقامها الجيش وطالبوا بطاقاتهم ولكن محمد لم يكن حاملا للبطاقة وأصر الضابط بالقبض عليها بدعوة التحري عنه، وأخبروا أبناء عمه أنهم يمكنهم ضمنه في اليوم التالي "بسبب حظر التجول" من قسم الهرم، وعند ذهبهم إلى القسم للسؤال عنه نفى الضباط عن وجود هذا الاسم في السجلات.
وفي نفس السياق، أضافت د. منى حامد (مركز نديم ) أنهم حصلوا علي قاعدة بيانات عن جميع المسجونين لمقارنتها بالبيانات أسماء المفقودين، ولكن يخفى عليهم سجنين فقط هما سجن تابع للرقابة الإدارية والأخر وهي السجون العسكرية.
وتناول المؤتمر العديد من حالات الاختفاء القسري منها: ( حسن يوسف سطوحى - سامى بكرى قرنى _ ابو الحسن محمد احمد _ عمرو محمد درويش _ هيثم محمد عبد السميع _ محمود محمد خضره _ ياسر عبد الفتاح _ محمد محمود فهمى _ محمد اسامة سليمان _ ابرهيم السعيد احمد... وغيرهم الكثير من المفقودين الذي يؤكد ذويهم ومحاموهم أنهم لم يعثروا عليهم حتى الآن.
وفي الختام ناشد المؤتمر الجهات المعنية في الدولة بتحمل مسؤوليتها في البحث عن المفقودين والكشف عن أماكن احتجازهم المختلفة وإعلام ذويهم بحالتهم وأماكنهم.