أعلن بيان "ائتلاف أقباط مصر" عن تنظيم وقفة احتجاجية اليوم أمام مقر مديرية أمن الجيزةجنوبالقاهرة لرفض ما وصفوه بالتهجير الطائفي لمسيحي قرية "دهشور" بمدينة البدرشين وسرقة وحرق منازلهم والاعتداءات على ممتلكاتهم، وسط مطالب بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق ومعاقبة المتسببين في الأحداث. "أنباء موسكو" ويشارك في الوقفة الاحتجاجية أهالي وأسر القرية من المسيحيين الذين تم تهجيرهم، حتى يستتب الأمن ويعود الهدوء للقرية التي أعادت إلى مصر أجواء الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسحيين.
وطالب البيان الصادر عن الائتلاف الرئيس محمد مرسي، بصفته راعياً لكل المصريين بالتصدي لتلك الأحداث وإلزام المجلس العسكري ووزارة الداخلية بتوفير الأمن ووضع حلول جذرية لمنع هذه الأحداث مستقبلا من التفاقم بالمعالجة السياسية والدبلوماسية قبل الأمنية.
وناشد البيان سرعة ضبط الجناة ومن وصفهم بالمشتركين في الأحداث ومحاكمتهم، والعمل على استعادة الانضباط الأمني بالقرية وإعادة الأسر المهجرة لبيوتها سالمة، وتشكيل لجنة لتقدير قيمة الخسائر وتعويض الأسر من صندوق الدولة ومحاسبة المسؤولين عن حفظ الأمن في القرية ومدنية البدرشين.
واتسعت رقعة الاحتجاجات بين أقباط مصر حيث طالب الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة والمتحدث الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بتشكيل لجنة حيادية لتقصي حقائق ما حدث في البدرشين وتكون لها سلطة معاقبة المخطئ.
وعبر عن أمل الكنيسة في حل الأزمة بشكل جذري، ومعالجة الفتن الطائفية من جذورها منعا لتكرارها.
وذكر الأنبا مرقص أن الفتن الطائفية تحتاج إلى من يحقق ويتخذ قرارا ويتابع تنفيذه منعاً لتكرار أي أحداث مماثلة، موجها نداء للتيارات الإسلامية في مصر بحماية دور العبادة غير المسلمة وعدم التمييز في إبداء الآراء بمثل هذه المواقف.
ومن جانبه أشار بيان المركز المصري لحقوق الإنسان الذي يترأسه نجيب جبرائيل إلى مطالبة الكنيسة القبطية ورؤساء الكنائس المسيحية بالانسحاب فوراً من بيت العائلة، مضيفاً :" إنه لم يعد للأقباط أمن أو أمان بعد أن فقدت الدولة هيبتها واستباحت الجماعات الإسلامية المتشددة أموال الأقباط ودمائهم".
وأشار بيان جبرائيل إلى ما اعتبره تعرض الأقباط لاضطهاد واعتداءات أسوء بكثير مما كان عليه الحال قبل الثورة، محذراً من هجرة الأقباط إلى الخارج واحتضان دول أجنبية لكفاءات ورؤوس أموال قبطية.
وقال نجيب جبرائيل :"نخاف أن يعيش أقباط مصر سيناريو ما حدث في العراق وفى فلسطين حيث سوف يقل تعدادهم كما حدث في لبنان إلى حد الإخلال بالتركيبة السكانية للبلاد، فبعد أن فُقدت قدرة الأمن والدولة على حماية الأقباط".
في غضون ذلك، هاجم مؤسس "حزب الحياة" مايكل منير رئيس الجمهورية محمد مرسى وقال في تصريحات صحفية: "إنه غير مؤهل لرئاسة مصر... في حين توجد شخصيات كثيرة مؤهلة لذلك وخاصة في هذا التوقيت الحرج".
ووصف السياسي المصري، جماعة "الإخوان المسلمين" ب "البديل الجديد" للحزب الوطني المنحل، مؤكدا أن هناك العديد من الكوادر الإخوانية من رجال الأعمال سيطروا على بعض ممتلكات الدولة رغم أنهم لا يملكون الخبرة بالحياة السياسية.
واتهم منير التيار السلفي في مصر بمحاولة ترهيب وتخويف الأقباط وإصابتهم بالذعر، قائلاً :"السلفيون يهدفون إلى إصابة الأقباط بالذعر للنزوح إلى الصعيد في محاولة إلى تقسيم مصر"، معبراً عن رأيه أن عددا من القيادات السلفية المتشددة تسهدف إسقاط مصر.
إلى ذلك، أثارت تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والتي وصفت فيها الحرية الدينية في مصر بالضعيفة جداً الكثير من الجدل، إذ اعتُبرت تدخلاً غير مقبول في شؤون مصر.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قالت بمناسبة صدور تقرير واشنطن السنوي حول الحريات الدينية في العالم :"أشعر بقلق بالغ من أن احترام الحرية الدينية ضعيف جدا في مصر". واتهمت السلطات المصرية بالتقاعس عن محاسبة مرتكبي تلك الجرائم.