نجا الرئيس الروماني "ترايان باشيسكو" من محاولة لإقالته على الرغم من رفض عدد كبير من الناخبين له، لكن محللين رأوا الاثنين أن التوتر السياسي مع أغلبية يسار الوسط سيستمر. وبحسب النتائج الرسمية التي أعلنها المكتب الانتخابي المركزي الاثنين وتشمل أكثر من 99,99 بالمائة من مراكز الاقتراع، بلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء 46,33 بالمائة من الناخبين المسجلين، أي أقل من الخمسين بالمائة المحددة لاعتبار نتائجه صالحة، وعبّر أكثر من 87 بالمائة من الناخبين عن تأييدهم لإقالة باشيسكو.
وقال محللون إن عدم صلاحية الاستفتاء يسمح بالتكهن باستمرار التعايش الصعب بين الرئيس الذي ينتمي إلى يمين الوسط والاتحاد الاشتراكي الليبرالي (أغلبية يسار الوسط) بقيادة رئيس الوزراء فكتور بونتا بينما لم تتأخر الهجمات المتبادلة بين الرجلين.
وقال بونتا "من وجهة النظر السياسية باشيسكو لم يعد موجودا، لقد أقيل"، مشيرة إلى "قطيعة بين باشيسكو والشعب"، وأضاف "سيبقى في كوتروسيني (القصر الرئاسي) لكن لن يكون لديه أي شرعية"، بينما تنتهي ولاية الرئيس في 2014.
ولكن بونتا أكد خلال مقابلة مع خمسة وسائل إعلام أجنبية بينها فرانس برس أنه لن يلجأ إلى المواجهة مجددا مع خصمه، وأضاف "الكل سيخسر إذا واصلنا المعركة".
من جهته وبعد أن أكد انه متمسك "بتشجيع المصالحة" و"رأب الصدع في المجتمع"، قال الرئيس الذي علقت مهامه أنه سيكون "شريكا للاتحاد الاشتراكي الليبرالي إذا فهم مسئولوه الدرس الذي لقنه لهم الرومانيون".
وأضاف "إذا برهنوا على إرادة في تعزيز الدولة وإصلاح ما دمروه واحترام الدستور وقوانين البلاد فسأكون شريكا لهم".
وأثارت محاولة الاتحاد الاشتراكي الليبرالي لإسقاط الرئيس انتقادات حادة من جانب الاتحاد الأوروبي الذي دان "المساس المنهجي بدولة القانون".
واقر بونتا بحصول أخطاء ارتكبتها الأكثرية وقال إنه "استخلص العبر" من الأزمة مع الاتحاد الأوروبي، وقال الاتحاد الأوروبي الاثنين انه سيواصل مراقبة الوضع في رومانيا عن كثب.
وقال دبلوماسيون أجانب لوكالة لنا، إن التوتر السياسي بين باشيسكو والأغلبية سيستمر في الأشهر المقبلة وخصوصا مع بدء الحملة الانتخابية في الخريف لاقتراع تشريعي يتوقع أن يتواجه فيها المعسكران من جديد.
وصرح المحلل السياسي رادو الكسندرو لمراسلنا "بعد هذا الاستفتاء كان يمكننا أن نتوقع أن يراجع كلا المعسكرين مواقفه للتوصل إلى تسوية لكن في رومانيا النزاعات السياسية ترتدي طابعا شخصيا مما يجعل تسويتها مستحيلة".
وكتبت صحيفة رومانيا ليبيرا إن عودة باشيسكو إلى القصر الرئاسي "لن تؤدي إلى تهدئة الوضع بل بالعكس ستؤجج الحرب بين الجانبين"، ويأتي فشل الاستفتاء عشية وصول بعثة تقييم من صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي اللذين ابرما العام الماضي اتفاقا وقائيا مع بوخارست.
وكتبت صحيفة زيارول فينانسيار إن "استمرار الفضيحة السياسية سيزيد الفاتورة" التي سيدفعها الرومانيون، بينما فقدت العملة الرومانية اللاي سبعة بالمائة من قيمتها خلال أسابيع وبلغت أدنى سعر لها.