يقول النبي صلي الله عليه وسلم ، " صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلي جنب" رواه البخاري ومسلم وأبو داود. شرح الحديث : يقول الدكتور عبد الله شحاتة في شرح الحديث : يقول صلي الله عليه وسلم ، "بشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا" ان هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فإن الممنبت لا أرض انقطع ولا ظهرا ابقي ". جاء الاسلام كما نري دينا سهلا سمحا ، فالصلاة فرضها الله علينا لقوله تعالي "إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا" وجعل القيام فريضة من فرائضها لقوله تعالي "وقوموا لله قانتين" فنحن نبدأ الصلاة بتكبيرة الاحرام وبالقيام والقراءة والسجود والركوع وكل هذا من الفريضة فماذا لو ان انسانا مريضا عجز عن القيام يقول له النبي صلي الله عليه وسلم ، "صلي قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلي جنب". وهذا من ملامح اليسر في الاسلام لأنك في حاجة إلي مقابلة الله تعالي ومن عجز عن احدي اركان الصلاة كالقيام مثلا صلي قاعدا فيقرأ الفاتحة ويوميء للسجود والركوع بحيث يجعل الاشارة الي السجود منخفضة عن الاشارة الي الركوع . فاذا عجز عن الصلاة قاعدا صلي وهو نائم علي جنبه فقد مدح الله تعالي عباده وبين لهم احوال الصلاة المختلفة في قوله تعالي " (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ . الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) . ومن جمال الحديث أن جمع المعني الكثير لكلام الفقهاء في سطر واحد فقال "صلي قاعدا "أي ان فرض الصلاة هو القيام ولا يجوز القعود إلا لمن عجز عن القيام. والخلاصة أن الله تعالي عندما اقر العبادات علي الخلق ووضعها موضع الالزام ومن ثم المحاسبة ، فإنه سبحانه سن استثناءات تتماشي مع طبيعة الخلق وهو أعلم بهم، وهذا ليس رحمة منه فقط بل أيضا انذارا الي البشر ان الله تعالي يسر لنا العبادة حتي نقوم بها علي اكمل وجه دون أية معوقات وحتي لا نشعر بحرمان أو نقص في العبادة لظروف خارجة عن ارادتنا نحن البشر ، ومن ثم لا حجة للبشر علي الخالق عند الحساب.