انتقد الرئيس التونسي منصف المرزوقي نظام الملكية الدستورية خلال كلمة ألقاها داخل المجلس الوطني التأسيسي أمس الأربعاء بمناسبة احتفال تونس بعيد الجمهورية. وقال المنصف المرزوقي، أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي وسفراء الدول الأجنبية ومن بينهم السفير المغربي بتونس، إن نظام الملكية الدستورية مقارنة بالنظام الجمهوري لا يقوم على أسس ديمقراطية حتى وإن توفرت في ظله القوانين والحريات الفردية والجماعية والمساواة، وقال المرزوقي فيما كان السفير المغربي ينصت إلى كلمته "في نظام الملكية الدستورية يحتكر فرد من بين الملايين السلطة ثم يورثها".
وتوقع مراقبون أن تشعل تصريحات المرزوقي أزمة بين البلدين، باعتبارها "تدخلا في شؤون دولة أخرى" دون أي مبرر.
بدوره، قال السفير المغربي نجيب زروالي لوكالة الأنباء الألمانية إن "النظام الملكي موجود في المغرب منذ قرون ونحن نعتز به لأنه قريب من الشعب ويتفاعل معه وينصت إليه"، وتتبنى المغرب النظام الملكي الدستوري البرلماني ببرلمان ينتخبه الشعب. وكان النظام أدخل حزمة من الإصلاحات في أعقاب الربيع العربي أدت إلى إقرار دستور جديد بعد عرضه على الاستفتاء الشعبي في تموز/يوليو من العام الماضي.
وقال زروالي إن "الموافقة من أغلبية الشعب على الدستور الأخير يؤكد على هذا التفاعل بين الملك والشعب. المهم أن يكون هناك تجاوب وتفاعل في النظام وهذا موجود في المغرب".
وتابع السفير: "نتمنى لتونس أن تصل من خلال دستورها الجديد إلى هذه النتيجة".
ومنذ توليه مقاليد رئاسة الدولة والهفوات البروتوكولية مستمرة مع محمد المنصف المرزوقي لتنتقل من مجرد هفوات عابرة إلى تصريحات موثقة تتناقلها مختلف وسائل الإعلام المرئية والسمعية العربية والعالمية خصوصا عندما توصف "باللامسؤولة" و"الخالية من كل الحقائق".
هذه الأوصاف جاءت على لسان المجلس الفدرالي السويسري، مؤخرا، عندما عبّر عن عدم رضاه عن تصريحات المرزوقي بخصوص تباطؤ سويسرا في عملية إرجاع الأموال المنهوبة والمجمّدة في البنوك السويسرية.
واتهم المرزوقي سويسرا بتعمدها التأخير والتباطؤ في معالجة ملف أموال عائلة الرئيس المخلوع المودعة في البنوك السويسرية في استجواب أجراه مع الإذاعة والتلفزة السويسرية.
وتتسم أغلب تصريحات المرزوقي بأنها تنقصها الكثير من النضج والخبرة السياسية، وهو ما من شأنه أن يوتّر العلاقات الدبلوماسية الخارجية مع البلدان العربية والأوروبية خاصة الشقيقة والصديقة بحسب مراقبين.
ومن بين التصريحات الأخرى للمرزوقي والتي لا تزال عالقة في الأذهان عندما اتهم الفرنسيين بالإسلاموفوبيا وكذلك تصريح آخر عندما تحدث واصفا السلفيين بالظاهرة الصوتية وبالجراثيم التي لا يمكن لها أن تنبت في المجتمع التونسي.
ويري المراقبون أن تبقى هذه التصريحات التي تنقصها الخبرة والنضج السياسي عالقة لا في الأذهان فحسب إنما في تاريخ تونس ما بعد الثورة.