لم يسجل أي اهتمام رسمي أو الإعلان عن إجراءات وقائية يتخذها المواطنون إذا نفذت سوريا تهديدها باستعمال الأسلحة الكيميائية أو الجرثومية في حال تعرضها لتدخل عسكري خارجي. واللافت ان المسؤولين كأنهم يعيشون في عالم آخر، فيما السعودية تعد مشروع قرار دولياً لعرضه على الجمعية العمومية للأمم المتحدة يتناول هذا التهديد، وتوقع مندوب المملكة لدى المنظمة الدولية عبدالله المعلمي التصويت عليه مطلع الأسبوع المقبل على الأرجح. صحيح أن القرار المتوقع ملزم من ناحية التطبيق، لكن يبقى انه تجييش للمجتمع الدولي للخطر المحدق من جراء استخدام تلك الأسلحة على منطقة الشرق الأوسط وما سينجم عنه من آثار سلبية.
وتحذر الدول الكبرى من تداعيات الحرب الأهلية في حال وقوعها في سوريا، على الدول المجاورة كلبنان والأردن وتركيا، وتسأل لماذا لم تتحرك السلطات لمواجهة خطر الأسلحة الكيميائية إذا ما استعملت، أو تحصين الداخل بالتشدد في مراقبة الحدود؟
ولفت احد الوزراء إلى أن الحرب الإعلامية التي تشنها إسرائيل ضد الأسلحة الكيميائية والجرثومية في سوريا فعلت فعلها وحركت روسيا، الحليفة الإستراتيجية لدمشق والداعمة لها في مجلس الأمن، وجعلتها تحذر دمشق من استعمال تلك الأسلحة، ودعتها إلى التمسك بالتزاماتها الدولية حيالها.
واستغرب الصمت الرسمي حيال ايحاءات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وسواه من المسؤولين العسكريين لجهة سقوط تلك الأسلحة في أيدي "حزب الله"، واعتبر الأخير ذلك "خطراً كبيراً"ن وبالتالي فإن خططا تعد لشن هجوم جديد على لبنان بذريعة وضع اليد على الأسلحة السورية الكيميائية والجرثومية.
ونبّه إلى ان تل ابيب ليست وحدها في مواجهة تلك الأسلحة، بل تشاركها واشنطن. ووفقا لتقارير ديبلوماسية، فان التنسيق بين واشنطن وتل ابيب يتم على مستوى جهازي الأمن القومي والمخابراتي، وهذا ما يزيد ضرورة الاستنفار لمواجهة ما يحصل.
صحيح أن الحكومة غارقة في الإضرابات والاعتصامات وعاجزة عن تلبية المطالب، أما لعدم توافر الأموال اللازمة وأما لعدم الاقتناع بأحقية ما يريده المعتصمون في مقر مؤسسة الكهرباء. وتكمن المشكلة في ان هيبة الدولة مصابة بفقدان المناعة فبعض الوزراء مع الاعتصام ويدعمونه ضد وزراء آخرين حلفاء.
وشدد على انه يجب فهم ما تواجهه الحكومة من مطالب معيشية محقة في ظل غلاء فاحش ولا ضوابط له. كل هذه اللوحة السلبية يجب إلا تجعل المسؤولين لا مبالين إزاء التهديدات الإسرائيلية ضد الأسلحة الكيميائية والجرثومية التي تمتلكها سوريا. فالمخططات التي تعدّ كثيرة وترمي أما إلى وضع اليد عليها بالقوة، وأما تدميرها قبل استخدامها، وأما تسليمها إلى الحزب أو تمكن العناصر المتطرفة من الاستيلاء عليها.