ذكرت تقارير صحيفة بريطانية، اليوم الخميس، أنه بالرغم من أن العديد من سكان حلب مازالوا موالين للرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن الثوار تمكنوا في نهاية المطاف من وضع موطئ قدم لهم في المدينة، حيث سيطروا على أجزاء كبيرة منها، بسبب اضطرار بشار الأسد سحب قوات من حلب لحماية العاصمة دمشق ، وترك حلب أقل تحصنا. وأضافت صحيفة (التليجراف)، في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، أنه حتى لو استطاع بشار من السيطرة مرة أخرى على حلب فإنها أصبحت الآن أكثر تمزقا مما كانت عليه في الماضي ، ففي الشمال تسيطر التيارات الإسلامية على المدينة، وتسيطر المعارضة على المناطق الرئيسية في المدينة مثل مناطق ( عزاز، عندان، حريتان) وأصبحت الآن معاقل للمعارضة.
وأردفت الصحيفة أن في مدينة حلب تحول جزء كبير من الطبقة العاملة من السنة ضد النظام ، وهو الأمر الذي تجلى بوضوح خلال سلسلة الهجمات التخريبية على المصانع في المدينة في الأشهر الأخيرة، كما أن طبقة التجار الذي حافظ عليها "الأسد الأب " جيدا يمكن أن يتم فقدانها إذا وقعت حلب ، وسيكون فرص بقاء بشار الأسد صعبة عن أي وقت مضى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد علم أنه لكي يخرج من دوامة الانقلابات التي كانت تعاني منها سوريا قبل "الثورة التصحيحية " عام 1970، التي وصل بعدها إلى حكم البلاد، عليه السيطرة على مدينة حلب.
وأشارت الصحيفة أن حافظ الأسد أدرك أنه من أجل البقاء على رأس السلطة فإنه بحاجة إلى الحصول على دعم طبقة التجار في حلب، وأغلبهم من المسيحيين، والسلطات الدينية السنية في المدينة.
ورأت الصحيفة أنه بالرغم من أن حلب هي المدينة الثانية في سوريا بعد العاصمة دمشق إلا أن أهميتها طغت على أهمية العاصمة خصوصا وأنها ترتبط مع الحدود التركية ، وأنها تقع في نهاية طريق الصين والذي يجعلها مركزا تجاريا في غاية الأهمية لعدة قرون خصوصا مع تراثها المعماري الرائع من الخانات والأسواق.
وأشارت الصحيفة - فى ختام تقريرها - إلى أن حافظ الأسد نجح في تحويل قدر كبير من التجارة إلى دمشق ،ولكن حلب ظلت أكبر المدن السورية الصناعية والأكثر أهمية حتى اليوم،موضحة أنه بالرغم من أن الثورة السورية مندلعة منذ قرابة عام ضد نجل الرئيس السوري السابق والرئيس الحالي بشار الأسد ، إلا أن حلب أصبحت مستقرة ، وظلت المدينة بعيدة عن يد الثوار.