أكد السفير مطرف صديق المتحدث باسم الوفد السوداني المفاوض في المحادثات الجارية بأديس أبابا مع جنوب السودان أن المقترحات التي تقدم بها وفد الجنوب لا تتضمن جديدا وأنها بمثابة تكرار لمقترحات سابقة، مشيرا الى أن الوفد السوداني لم يناقشها ولم يتخذ قرارا بشأنها حتى الآن. لكن المتحدث شدد في تصريحات للصحفيين بأديس أبابا اليوم على هامش المفاوضات الجارية على أن "وفد الخرطوم سوف يناقش هذه المقترحات بالتفصيل عندما يأتي دورها في النقاش" مؤكدا أن كل ما هو جديد في هذه المقترحات أن "وفد الجنوب أراد فقط نقل مقترح الاستفتاء في منطقة أبيي من كونه شأن وحق محلي يمكن اتخاذه من خلال الآلية المحلية المتفق عليها إلى آلية خارجية من خلال المجتمع الدولي". وأشار الى ان هذا يعتبر تجاوزا من الجنوب.
وبخصوص مقترح الجنوب باللجوء الى التحكيم الدولي حول المناطق الحدودية المختلف عليها قال صديق "نحن لا نقفز الى التحكيم، بل نريد أن نتوصل إلى حلول بالتوافق، وإذا لم نتفق على حلول يمكننا اللجوء بعد ذلك الى التحكيم كما لجأنا إليه في مرات سابقة،ولكن التحكيم يظل آخر الخيارات".
وشدد صديق على أن إجراء الاستفتاء حول ابيى والذي يطالب به وفد الجنوب يظل شأنا محليا، ولكن المقترح الذي قدمه باقان أموم رئيس وفد جنوب السودان يعنى نقل وإعطاء هذا الحق للمجتمع الدولي ليقوم به بدلا من أن يكون خيارا للآلية المحلية المتفق عليها".
وأوضح السفير مطرف صديق المتحدث باسم الوفد السوداني المفاوض أن هذه المفاوضات الجارية في أديس أبابا، انتقلت من مدينة بحر دار الإثيوبية والتي شهدت لقاءات مباشرة بين الوفدين وتناولت كافة "الموضوعات المعلقة على أساس استراتيجيي شامل بهدف معالجة كافة القضايا كحزمة واحدة لا تدع قضية دون التعامل معها ويكون الناتج النهائي مقبولا".
وأشار إلى أن جولة المفاوضات كانت تسير بشكل معقول في مدينة بحر دار حتى صدور قرار وفد جنوب السودان بالانسحاب من المفاوضات المباشرة اثر دخول قوات متمردة تابعة لحركة العدل والمساواة كانت متمركزة على بعد 80 كيلو مترا داخل حدود جنوب السودان وهو الأمر الذى نبهت إليه حكومة السودان من خلال وفدها المفاوض وتعاملت معها القوات الجوية السودانية عند اختراقها للحدود السودانية.
وقال إن انتقال المفاوضات من بحر دار الى أديس أبابا ومن التفاوض المباشر الى التفاوض فى ظل وجود فريق الوساطة الإفريقية قد أعاد الجانبين "في واقع الأمر الى نقطة البداية والى المواقف المبدئية".
وأوضح أن المناقشات الأخيرة في بحر دار ركزت على الجوانب الأمنية باعتبارها ذات أولوية ليس فقط لورودها في قرار مجلس الأمن رقم 2046 وخارطة طريق التي تبناها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي الصادر فى مايو الماضى بل لأنها الأساس الذى تقوم عليه بقية الترتيبات.
وعبر عن أمله فى أن يتمكن الجانبان من بلورة موقف مشترك حول القضايا الأمنية في حضور وفد الوساطة الإفريقية خلال الجلسة التى ستعقد مساء اليوم بأديس أبابا.
وقال إن المسائل الأمنية التى سيتناولها الطرفان بموجب خارطة الطريق الإفريقية وقرار الأممالمتحدة أثناء هذه الجولة من المباحثات تضمن ضرورة الالتزام بوقف الأعمال العدائية وسحب القوات من أى منطقة جنوبا وشمالا ووقف دعم الحركات المتمردة ضد الدولة الأخرى وإقامة المناطق منزوعة السلاح.