كشفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في سياق عددها الصادر اليوم الاثنين النقاب عن أنه في ظل إرتفاع أسعار السلاح في الآونة الأخيرة، بدأ الثوار السوريون المتواجدون على الحدود السورية - التركية الإستعانة بمواقع ومحركات البحث على الإنترنت "كجوجل" لتصنيع الأسلحة. ولفتت الصحيفة الأمريكية - في سياق تقرير نشرته اليوم وأوردته على موقعها الإلكتروني - إلى أن منطقة إقليم "هاتاي"الحدودي الواقع في جنوب تركيا أصبحت بمثابة "قاعدة لوجستية" للثوار والمعارضين السوريين، حيث يوجد فيها سوق للأسلحةومركز نقاهة، ناهيك عن وجود مجموعات إسلامية لا تتفق مع الفصائل المعارضة الأخرى إلا فيما يخص ضرورة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافت الصحيفة أن الثوار السوريين لا يحملون السلاح جهرا في المنطقة التركية، إلا أن هناك مخابئ آمنة في المنطقة تكسوها غابات شجر الصنوبر والزيتون والرمان، وقد أصبحت هذه المنطقة أيضا ملاذا آمنا لكل من ينشق من العسكريين السوريين.
وأشارت الصحيفة إلى غضب ثوار سوريين الذي يأتى نتيجة لصعوبة الحصول على التمويل والسلاح، فضلا عن الإحباط المتزايد نتيجة أيضا لأن الفصائل الإسلامية -التي تعد أفضل المجموعات تسليحا وتجهيزا كما يقول الثوار- لا تمثل إلا أقلية صغيرة في أوساط المعارضة والثوار.
وتابعت الصحيفة الأمريكية قولها: ومع ذلك، اتهم أحد المتحدثين الجماعات الإسلامية بالتظاهر واستغلال الدين وذلك من أجل الحصول على التمويل من دول الخليج، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين السورية اعترفت بأنها قدمت تمويلا محدودا لعدد قليل من جماعات المعارضة، حيث أشار المتحدث باسم الجماعة زهير سالم -متحدثا من لندن- إلى أن تلك المساعدات "لم تصرف على أساس الانتماء السياسي".. مشيرا إلى أنها تأتى من تبرعات من أفراد وجهات خاصة وليس من حكومات أو مؤسسات".
ونسبت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إلى مقاتل في إحدى الفصائل الإسلامية تدعى "الدرع الثوري" قوله،أنه ورفاقه ال100 يستلمون منذ ثلاثة أشهر مكافآت تبلغ نحو 120 دولارا للفرد الواحد نظير خدماتهم.. معربا عن اعتقاده بأن الأموال تأتي من حكومات دول خليجية وتدفعها جماعة الإخوان.. ومشيرا إليه والى رفاقه بأنهم كتيبة إسلامية، لذا يحصلون على الدعم.
وأعرب بعض المحللين عن اعتقادهم بأن التمويل الذي يحصل عليه الإسلاميون يمكن أن يعطيهم من الأفضلية ما يمكنهم من الوصول إلى سدة الحكم في حال تم الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.. معتبرين أن سبب بطء الغرب في تنفيذ رغبته في دعم الثوار والمعارضة هو أن واشنطن يكتنفها القلق والخوف تجاه التعامل مع مثل تلك العناصر المسلحة المجهولة بالنسبة لها في حال وصلت إلى سدة الحكم.
ولفتت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في تقريرها إلى وجود الكثير من الحديث حول وجود عملاء تابعين لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية /سي آي أيه/ يقومون بتقييم وتحديد أى من الفصائل ستكون الأكثر قبولا لدى دافعي الضرائب الأمريكيين.
كما وصفت الصحيفة الحرب في سوريا بأنها "حرب الأغنياء" وليست "حرب الفقراء"الذين لن يستطيعوا خوضها في ظل الارتفاع المطرد في أسعار السلاح.
ولخصت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في ختام تقريرها إلى أنه كما كان الحال بالنسبة لتكتيكات الحرب في العراق تجري الآن ممارسة مماثلة لها في سوريا، فكما نجحت المقاومة العراقية في استهداف القوات الأمريكية بواسطة قنابل تزرع على جانب الطريق مصنوعة يدويا، ينجح الثوار السوريون أيضا بنفس الطريقة في تقليص تحركات القوات السورية، مما يسمح لبعض المدنيين السوريين بالتمتع بقدر من السلامة،الأمر الذي يعتبر أيضا نجاحا كبيرا.