أكد الناشط السوري يحيى حكوم رفضه للتدخل العسكري الغربي في سوريا تحت اى ذريعة كانت، مضيفا أن الثورة السورية هي ثورة شعبية خالصة لا تحتاج إلى من يقاتل نيابة عن شعبها،والشباب السوري الثائر يحتاج للحوار بالداخل للتوصل إلى بناء دولة ديمقراطية حرة مدنية. وشدد حكوم المتواجد حاليا ببلجيكا في حديث خاص لوكالة أنباء "الشرق الأوسط" ببروكسل ، على ضرورة الإقرار بشروط الشباب السوري في حواره مع النظام، والتي تتلخص في القبول بأي حل تفضى إليه المفاوضات، والدعوة إلى إجراء استفتاء على دستور جديد، وإعادة إصلاح الأجهزة الأمنية، وإطلاق جميع المعتقلين السياسيين.
وتابع : وتعويض جميع المتضررين خلال الأحداث التي شهدتها سوريا منذ 15 مارس الماضي، مع إعادة هيكلة الجيش بحيث يكون جيشا وطنيا لحماية حدود البلاد وليس لحماية أشخاص بعينها.
ووصف نتائج المؤتمر الذي استضافته بروكسل يومي 11 و12 يوليو الجاري تحت عنوان (وضع حقوق الإنسان والمجتمع المدني.. الكشف عن الحقيقة والتحضير للمرحلة الانتقالية) بأنها "غير مرضية" من الجانب العملي، مشيرا إلى أنها اقتصرت على التنظير ككل اجتماعات المعارضة السابقة.
وقال حكوم "إن كل هذه الاجتماعات لا قيمة لها بما فيما مؤتمرات ما يسمى"بأصدقاء سوريا" طلما أنها لا تأتى بحلول عملية، مقترحا أن يتم تخصيص أموال هذه المؤتمرات لرعاية اللاجئين السوريين".
وأشار إلى أن يجرى الحوار فى بلد آمن حتى يكون حوارا نزيها وشفافا، وبحضور وسائل الإعلام العالمية.
وأضاف حكوم "أن المجلس الوطني تم تشكيله على عجل بزعم تأمين غطاء سياسي للحراك في الداخل، لكنه فشل فشلا ذريعا، حيث أن قوامه 320 شخصا ويتحكم فيه خمسة أشخاص على أكثر تقدير"، على حد قوله.
واتهم المعارضة بأنها تتحمل مسئولية دماء السوريين التي تسيل بالداخل، فيما أدان ممارسة البعض للعنف وارتكاب جرائم، معتبرا أن هذا السلوك يشوه الثورة السورية.
ومن جانبه قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان المقيم في لندن رامي عبد الرحمن أثناء حضوره للمؤتمر حول أسباب رفض المعارضة للحوار مع النظام "في البداية كنا مع خطة لمرحلة انتقالية في سوريا قبل أن يصل عدد الشهداء إلى 17 ألف مواطن من بينهم 12 ألفا من المدنيين.
ولكن بعد كل هذه الدماء وإصرار النظام على استخدام الدبابة والطائرة، فإن الحل الوحيد الآن هو رحيل بشار الأسد ليس إلى روسيا أو أي دولة أخرى، إنما رحيله إلى المحكمة الجنائية الدولية".
وبالنسبة للمعارضة المسلحة في سوريا، قال عبد الرحمن "نحن في المرصد السوري لحقوق الإنسان أول من تحدثنا عن وجود كتائب ثائرة مقاتلة تقاوم النظام، وذلك في الوقت الذي كان يحاول فيه البعض إخفاء ذلك الأمر".
وأضاف "أن كل الشرائع الدولية تكفل حق الدفاع عن النفس وحق المقاومة المسلحة، مشيرا إلى أنه بالرغم من تأييد بعض شرائح المجتمع للنظام الحالي، إلا أن الحل لن يكون مع بشار الأسد ولا مع من يدور في فلكه.. فالحل لن يكون إلا مع من لم تلوث يداه بدماء السوريين".
وبشأن ما يتردد عن وجود مقاتلين من غير السوريين على الأراضي السورية، رفض عبد الرحمن التعليق واكتفى بالقول "من يريد أن يخدم الشعب السوري فعليه آن يدعمه بعيدا عن القتال داخل سوريا، حيث أن الشعب السوري هو وحده القادر على مقاومة النظام، ولسنا بحاجة إلى أن يأتي مقاتلون من دول أخرى".
وحول مؤتمر بروكسل ، أشار إلى أن هذا المؤتمر عقد من أجل الحديث عن المنظمات الحقوقية ودورها خلال المرحلة الانتقالية، وسبل التحول الانتقالي في البلاد، لافتا إلى أن المشاركين كانوا من كافة المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني في سوريا سواء من داخل أو خارج البلاد.
يذكر أن بروكسل استضافت يومي 11 و12 يوليو الجاري مؤتمرا برعاية الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان، بهدف تأمين إطار لمناقشة الفرص والتحديات التي تواجهها مجموعات المجتمع المدني السورية، ولمواجهة الأزمة في سوريا من وجهة نظر حقوق الإنسان.