القدس المحتلة: صرح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأحد، بإنه لم يجب بالإيجاب على اقتراح السكرتير العام لهيئة الأممالمتحدة بان كي مون، بتشكيل لجنة تحقيق دولية في "مجزرة أسطول الحرية". ونقل موقع "عرب 48" الاخباري عن نتنياهو قوله: "إن إسرائيل في هذه المرحلة تفضل دراسة إمكانيات أخرى لتشكيل لجان فحص". مضيفا لوزراء حكومته خلال جلسه الحومة الأمنية المصغرة إنه أبلغ بان كي مون بأن استيضاح الحقائق عن المجزرة يجب أن يتم بمسئولية وموضوعية. وبحسبه "فإنه يجب دراسة المسألة بحذر، ومن خلال الحفاظ على مصالح إسرائيل وجيشها". ونقل عن مصادر في الخارجية الإسرائيلية قولها إن الخارجية توصي بالرد بالإيجاب على مبادرة السكرتير العام للأمم المتحدة ومن جانبها، أكدت مصادر إسرائيلية أن الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة فشلت في التوصل إلى قرار نهائي بشأن كيفية الرد على الاقتراح . وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن رئيس نتنياهو وسبعة وزراء كبار أنهوا اجتماعهم في وقت متأخر من الأحد من دون التوصل إلى قرار. مضيفة: "أن نتنياهو وغالبية الوزراء يفضلون أن يكون التحقيق إسرائيلي مع إمكانية وجود مراقبين من الولاياتالمتحدة وجهات أخرى". وأضافت الصحيفة أن نتنياهو أجرى سلسلة اتصالات هاتفية شملت نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر بالإضافة إلى مبعوث اللجنة الرباعية الدولية في الشرق الأوسط توني بلير. وقالت إن نتنياهو شدد في هذه الاتصالات على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها كأي دولة قد تواجه تهديدا بآلاف الصواريخ والقذائف"، وذلك في إشارة إلى الصواريخ التي تطلقها الجماعات الفلسطينية المسلحة من قطاع غزة على إسرائيل. وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد نقلت عن مصادر في مكتب وزير الحرب الإسرائيلي أن الوزير إيهود باراك سيوافق على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق شرط ألا يتم التحقيق مع أفراد الجيش الإسرائيلي. وبحسب المصادر ذاتها، فإنه من المتوقع أن تتحفظ تركيا على اللجنة، خاصة في حال ضمان ألا يتم التحقيق مع جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، بادعاء أنها ستكشف تفاصيل عن العلاقة بين أردوجان ومنظمي حملة أسطول الحرية. يذكر أن إسرائيل قد أعلنت الأحد رفضها لأي تحقيق دولي في الهجوم على سفن الإغاثة الأسبوع الماضي، حسبما أعلن السفير الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة مايكل اورن. وقال أورن إنه "لدى إسرائيل القدرة والحق في إجراء تحقيق بشأنها، وليس إجراء تحقيق من قبل أي هيئة دولية" معتبرا أن "الولاياتالمتحدة لا تقبل بتحقيق دولي بشأن نشاطاتها العسكرية في أفغانستان على سبيل المثال". وفي سياق ذي صلة، دعت فرنسا وبريطانيا لإجراء تحقيق دولي في ظروف الهجوم ، واقترحتا دورا أوروبيا لضمان تدفق المعونات إلى القطاع. ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نتنياهو لقبول طلب مجلس الأمن الدولي بشأن تشكيل لجنة تحقيق في ظروف عملية الاستيلاء على القافلة ،وأعرب ساركوزي لنتنياهو في اتصال هاتفي عن استعداد فرنسا للمشاركة في مثل هذا التحقيق، كما حث إسرائيل على رفع الحصار عن قطاع غزة. ومن جانبهما أكد وزيرا الخارجية الفرنسي والبريطاني ضرورة إجراء التحقيق الدولي لحل الخلاف حول ملابسات الهجوم الإسرائيلي الدامي على أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إلى غزة. وكانت قوات خاصة إسرائيلية قد هاجمت الأسبوع الماضي قافلة" أسطول الحرية" المحملة بمساعدات إنسانية إلى قطاع غزة مما أسفر عن مقتل تسعة عشر ناشطا وإصابة الشعرات فضلا عن سلسلة من الانتقادات الدولية والمطالبات بتشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة وتخفيف الحصار عن غزة. وتفرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ سيطرة حركة حماس عليه منتصف عام 2007.