لم تكد تمر ساعات علي بث مقالنا الذي جاء تحت عنوان " جيشنا علي ولائه التام للرئيس مرسي ومن يري خلاف ذلك واهم "، إلا وأصدر السيد الرئيس القائد محمد مرسي قراراً جمهوريا ً يحمل رقم 11 لسنة 2012م ،والذي ينص علي عودة مجلس الشعب ودعوته للانعقاد الاثنين 10 يوليو،ولايعتقد ان هذا القرار لم تتم فيه استشارة قادة المجلس العسكري . وأياً كان الأمر،فلقد استقبلت شرائح واسعة من المصريين هذا القرار بالتكبير والتهليل وبفرح غامر ،لكون أن السيد الرئيس انتصر بهذا القرار لإرادة الشعب ولإرادة الثورة ،بينما أوضح المتحدث باسم الرئاسة أن القرار جاء تصويباً لقرار وصفه بالخاطئ بحل مجلس الشعب ،ولكون أن الحكم القضائي لم ينص علي حل هذا المجلس علي حد قوله.
وبينما يري الخبراء أن القرار بمثابة تصحيح لخطأ وقع فيه المجلس العسكري ،عندما أصدر قراراً بحل مجلس الشعب ،حيث قالوا أن المحكمة الدستورية من حقها أن تحكم بعدم دستورية بنود في قانون مجلس الشعب، لكن تلك المحكمة لاتملك حق حل مجلس الشعب،ولذلك لم تشر المحكمة الدستورية نهائياً في حكمها لحل المجلس ،لكون أن مجلس الشعب يمثل سلطة تشريعية منتخبة مستقلة ومستمدة من الشعب،نقول بينما يري الخبراء ذلك عقد المجلس الأعلي للقوات المسلحة اجتماعا طارئا لتدارس قرار السيد الرئيس وتداعياته وسبل دعمه ،وكان فقهاء مثل ابراهيم درويش اعتبروا القرار نوع من الخروج علي القانون،حيث دعا المذكور الجيش بالإنقلاب علي الشرعية ،وتعددت الإجتهادات وتباينت وجهات النظر ما بين مؤيد ومعارض.
ولأننا نثق في حكمة السيد المشير محمد حسين طنطاوي ونثق في وطنية رفاقه ،ونثق في انحيازهم للثورة ومؤسساتها المنتخبة، واحترامهم للقانون ولإرادة الشعب المصري العظيم، فإننا نستبعد أن يتجاوز المجلس الأعلي للقوات المسلحة القانون والشرعية في تعامله مع تلك الأزمة ،ونثق أن رجال الأمن ورجال الشرطة العسكرية سيقومون بواجبهم في حماية البرلمان فور انعقاده المحدد له الثلاثاء 10يوليو ،وأن ما تحلم به الفلول المهزومة المتمردة ،بأن ترفض الشرطة العسكرية السماح للنواب بالدخول لن يتحقق علي الإطلاق لكون أن المجلس العسكري يقود مؤسسة لها تقاليد راسخة من بينها الوفاء لرئيس الوطن وحماية الشرعية ،وأن ثمة تنسيق تام بين مؤسسات الوطن الآن.
وإننا نستمع الآن إلي أصوات رجال الشركات متعددة الجنسيات والحكومات عابرة القارات وأصحاب الأجندات الطائفية والأجنبية ،ومن لهم تطلعات ذاتية ،إلي جانب تحالف فلول النظام المنهار يشتي المجالات ،نستمع إلي كل هؤلاء الآن ، وهم يحرضون القوات المسلحة لتنقلب علي مؤسسات الثورة المنتخبة من الشعب ،ونقولها لتحالف الفلول للمرة الثانية وبوضوح شديد وبدون لف أو دوران ،وعن معلومات، أن هذا من المستحيل حدوثه ،وعلي كل ربما الإيجابية الوحيدة من وراء هذا التحريض هي أن من يحرضون يتعرون تماماً أمام جيشنا وإمام شعبنا،ونحمد الله علي ذلك .
ويؤسفنا أن نستمع لعدد من رموز القضاء مثل المستشارة تهاني الجبالي وهم يتناولون بشيء من الإزدراء والتهديد مؤسسات منتخبة من قبل الشعب وفي طليعتها البرلمان ورئاسة الجمهورية ،وهؤلاء القضاة موجهة إليهم اتهامات من الثوار بالإنتماء إلي نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك ،وكان يتوجب لتستقيم الأمور في البلاد بعد الثورة أن يقال لهم ،استريحوا كفي لكون أن مصر دخلت مرحلة مؤسسات حقيقية مستقلة وتعددية سياسية حقيقية ،وودعت الي الآبد عصر الفساد والظلم والانتقائية في إصدار الأحكام وعند تنفيذها. ووفق ما قال عددا ًمن كبار رجال القانون مثل المستشار الجليل المستشار محمود الخضيري.
ونحن نتابع أيضا بقرف شديد جداً واشمئزاز سلوكيات إعلام الفلول وهو يشن هجمات شرسة من أجل هز هيبة مؤسسة الرئاسة والإساءة إليها لصالح خفافيش الظلام التي تخطط لبقاء الوضع علي ما هو عليه الآن في مصر،والتي تقاتل لأجل إسقاط الدولة ،ومن هذا المنطلق لابد من أن تزحف جماهير شعبنا إلي كل الميادين لدعم رئيس الدولة الدكتور محمد مرسي ودعم قادة المجلس الأعلي للقوات المسلحة ،ودعم جيشنا ،حال الشعور بأي خطر يهدد هيبة مؤسسة الرئاسة.
ونلاحظ أن المحكمة الدستورية باتت الآن تلعب دور سياسي، لا نعرف مدي قانونيته، وهو ما يعرضها لخطر شديد ،فماذا يعني أن تجتمع المحكمة الدستورية لدراسة قرار أصدره رئيس الجمهورية ،وهل تملك المحكمة أن تتدخل وتقيل رئيس الدولة ؟...كما يزعم بعض رجال أعلام الفلول ،وهل يملك رئيس الجمهورية حق إعادة تشكيلها من جديد؟. كل تلك الأسئلة يجيب عليها رجال القانون طبعا.
وماذا يعني أن يخرج علينا قضاتها والذين كانوا لايستطيعون أن يتكلموا بحرف واحد ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك والذي تولي مهام منصبه بالتزوير علي مدي ثلاثين عاماً ،يخرجون علينا الآن ليتناولوا رئيس الجمهورية بما لايليق به ، يتناولون رئيس الدولة المنتخب من الشعب في إنتخابات حرة ونزيهة شهد لها العالم ،يتناولونه بعبارات فيها من الإهانة الكثير، ويعلنون أنهم سيعملون علي عزله كما قالت المستشارة تهاني الجبالي في أكثر من برنامج ؟. ********************* كلمة الرئيس محمد مرسى في احتفال القوات المسلحة بكامله [email protected]