القدس المحتلة: أكد عبدالناصر فروانة مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية أن قرابة 700 ألف حالة اعتقال سجلت منذ الخامس من يونيو/ حزيران عام 1967 بينهم عشرات الآلاف من الأطفال وأكثر من عشرة آلاف مواطنة ، فيما استشهد 198 أسيراً جراء التعذيب والإهمال الطبي والقتل العمد بعد الاعتقال. وأوضح فروانة بأن تلك الاعتقالات لم تقتصر على فئة أو شريحة معينة أو طبقة محددة ، وإنما طالت واستهدفت كافة شرائح وطبقات المجتمع الفلسطيني ، ذكور وإناث ، أطفال وشبان ، نساء وشيوخ ، طلاب ومحامين ، وأن مجمل تلك الاعتقالات كان يصاحبها تعذيب جسدي ونفسي ، وأن الانتفاضة الأولى شهدت أعلى معدل من الاعتقالات . وأوضح أن معدل الاعتقالات كان متذبذباً ، حيث أن قرابة 420 ألف حالة اعتقال سجلت منذ العام 1967 وحتى بدء الانتفاضة الشعبية السابقة أوائل ديسمبر / كانون الأول عام 1987، أي بمعدل 21 ألف حالة اعتقال سنوياً ، ثمّ ارتفع معدلها خلال سنوات الانتفاضة من 9 ديسمبر/ كانون الأول 1987 وحتى منتصف 1994 إلى 30 ألف حالة اعتقال حيث سجل خلالها قرابة 210ألف حالة اعتقال. وأضاف: "إن تلك الاعتقالات قد تراجعت بشكل كبير بعد توقيع اتفاق أوسلو وقيام السلطة الفلسطينية منتصف مايو/ أيار مايو 1994، حيث لم يُسجّل منذ ذلك التاريخ ولغاية اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر/ أيلول 2000، سوى عشرة آلاف حالة اعتقال بمعدل ألف وسبعمائة حالة اعتقال سنوياً فقط". وأضاف فروانة بأن الاعتقالات عادت وارتفعت بشكل ملحوظ خلال انتفاضة الأقصى سبتمبر/ أيلول 2000 وحتى اليوم لتصل إلى أكثر من 70 ألف حالة اعتقال ، أي بمعدل سبعة آلاف سنوياً . ورأى فروانة بأن عوامل كثيرة لعبت دوراً في التأثير على ارتفاع أو انخفاض معدلات الاعتقالات أهمها الوضع الأمني بشكل عام ، والتواجد المباشر والمكثف لقوات الاحتلال الإسرائيلي في كافة المناطق الفلسطينية ، والوضع السياسي لا سيما بعد اتفاق أوسلو ، وما نتج عنه من انسحاب لقوات الاحتلال من بعض المناطق والمدن الفلسطينية ومن ثم إعادة الانتشار في قطاع غزة . وفي السياق ذاته ، أشار فروانة بأن 198 أسيرا استشهدوا بعد اعتقالهم منذ العام 1967 جراء الإهمال الطبي أو التعذيب أو القتل العمد بعد الاعتقال ، وكان آخرهم الأسير المقدسي رائد أبو حماد ، بينهم 73 أسيراً، أي ما نسبته 36.9 في المئة استشهدوا في الفترة ما بين 1967 وحتى 8 ديسمبر 1987 ، وأن 42 أسيراً استشهدوا خلال الانتفاضة الأولى 8 ديسمبر1987 – منتصف 1994 ، ويشكلون ما نسبته 21.2% ، وأن 8 أسرى استشهدوا خلال الفترة الممتدة ما بين قيام السلطة منتصف 1994 ، واندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 ، ويشكلون ما نسبته 4 % ، والباقي ( 75 ) أسيراً استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى ولغاية اليوم ويشكلون ما نسبته ، ويشكلون ما نسبته 37.9 % . موضحاً أن من بين هؤلاء 50 أسيراً استشهدوا بسبب الإهمال الطبي ، و 70 أسيراً جراء التعذيب ، فيما قتل 71 أسيراً عمداً بعد اعتقالهم مباشرة ، بالإضافة إلى 7 أسرى استشهدوا نتيجة استخدام القوة المفرطة والرصاص الحي ضدهم وهم داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، بالإضافة إلى مئات من الأسرى استشهدوا بعد تحررهم بسبب أمراض ورثوها عن السجون. وأكد فروانة بأنه وبعد ثلاثة وأربعين عاماً مضت ، فان الاعتقالات مستمرة ولم تتوقف ، وان أوضاع السجون تزداد سوءاً وقسوة وأحوال الأسرى في تدهور مستمر ، وأعداد المرضى في ارتفاع مضطرد دون رعاية طبية تذكر ، وأن حياة العشرات منهم مهددة بالخطر ، وأن الانتهاكات والجرائم بحقهم تتسع وتزداد . وفي هذا الصدد دعا فروانة كافة الجهات المعنية للتنسيق والتعاون فيما بينها بما يساهم في توثيق تاريخ الحركة الأسيرة وشهدائها ، ومجمل حالات الاعتقال ، وكل ما له علاقة بالحركة الأسيرة وصور معاناتها وتاريخها الطويل وتجاربها المتعددة .