أ ش أ - واصل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالاته مع المعنيين في إطار معالجة التوتر الحاصل في "عكار" على خلفية إخلاء القضاء اللبناني عن عدد من الضباط وعناصر الجيش في قضية مقتل الشيخين عبد الواحد ومرعب. وجدد ميقاتي دعوته أبناء عكار إلى الهدوء ومنع أي محاولة استغلال الوضع للنيل مجددا من المنطقة وأبناءها ، وأجرى إتصالا بوزير العدل شكيب قرطباوي وطلب منه دراسة إمكانية إحالة ملف قضية مقتل الشيخين على المجلس العدلي بدلا من القضاء العسكرى ، تمهيدا لوضع الملف على جدول أعمال مجلس الوزراء ، فى الوقت الذى تكثفت فيه الإجتماعات والإتصالات السياسية والنيابية والإجتماعية للتوصل إلى حل . من جانبه، أمهل شقيق الشيخ أحمد عبد الواحد الذى لقى مصرعه هو ورفيقه الشيخ محمد مرعب على أحد الحواجز الأمنية يوم 20 مايو الماضى فى عكار شمال لبنان الحكومة حتى بعد غد الاثنين لإحالة قضية مقتل عبد الواحد إلى المجلس العدلي وهدد بتصعيد كبير لحركة الاحتجاجات سيشمل كل لبنان. وعزلت مناطق عدة في محافظة عكار عن بقية المناطق جراء حالة الفوضى التي سادت احتجاجا على إطلاق سراح الضباط والعسكريين في قضية الشيخين، حيث أقدم عدد من المحتجين على قطع الطرق بإقامة الخيام والإطارات المطاطية المشتعلة والصخور والرمال، في عدد من القرى عند المفارق والتقاطعات، الأمر الذي تسبب بأزمة مرور خانقة واضطرار العابرين إلى اللجوء إلى طرق فرعية وداخلية للوصول إلى منازلهم. وناشد الكثير من المواطنين الجيش اللبناني والقوى الأمنية بإعادة فتح الطرق للتيسير على هؤلاء المواطنين من أجل تلبية احتياجاتهم اليومية والمعيشية. من جهته، أشار مروان شربل وزير الداخلية اللبناني إلى أن الوضع الأمني غير طبيعي، محملا المسئولية للجميع والحكومة بالدرجة الأولى، إضافة إلى الأوضاع الإقليمية التي تؤثر على لبنان، آملا التوصل إلى حلول نهائية ترضي الجميع. من جانبه، أشار مفتي طرابلس مالك الشعار إلى أن "المشهد العكاري بالأمس غريب عن قيمنا، ونحن لانقبل إنشاء أي مظهر من مظاهر الاستقلال عن الدولة والمجتمع، ونحن لانقبل الخروج على الدولة ، ورأى أنه من الممكن أن يكون ما حصل في عكار رد فعل لان الدم ما زال حاميا". واكد الشعار أن لبنان ليس لفريق أو طائفة معينة ، ويستقبل جميع القادمين، والطريق هو خط عام ، مضيفا أنه سبق أن أصدر فتوى في طرابلس بتحريم قطع الطرق، ولفت إلى أنه أجرى إتصالات سياسية لفتح الطرقات ، لان هذه الظاهرة غريبة على معتقداتنا. وقال عضو تيار المستقبل خالد الضاهر: "إذا كان دم علمائنا رخيصا إلى هذه الدرجة فلم يعد هناك مبرر لوجودنا ، وبطن الارض خير لنا من ظهرها. وأكد أن السنة في لبنان لن يرضوا إلا بالكرامة، واقسم أنه لن يكون لسلاح وميليشيا "حزب الله" اي سيطرة على مناطقنا، ولن تمر هذه القضية مرور الكرام ، ولن تستطيع قوة الهيمنة على قرارنا ، مشيرا إلى أنه يرفض الميليشيات والسلاح غير الشرعي ومحاولة وضع اليد والهيمنة على الدولة، وأن دماء الشهداء كانت سببا في انطلاق روح العنفوان والكرامة في حياة اللبنانيين، وأنه وجد تعاطفا وتأييدا ودعما من قوى 14 آذار المسيحية. وأضاف الضاهر قائلا: "إننا نرى الدماء تسقط وتسيل في سوريا ، الشهداء بالمئات من أجل الحرية والكرامة ، فهل نحن سنخضع لمنطق الحزب الواحد وللسلاح غير الشرعي تحت مبررات المقاومة، متسائلا أي مقاومة؟ المقاومة في الشمال؟ في طرابلس؟ في عكار؟ في البقاع؟ أم بمواجهة العدو؟. ورفض الضاهر استغلال المقاومة لتحقيق مآرب إقليمية لدول وأنظمة تعادي الحريات والكرامة، مؤكدا أنه يتواصل مع قيادات في الدولة، وأن مطلبنا واحد وهو العدالة.